TT

انتظار الهلال!

طرح آندريا سكيانكي سؤالا مهما: «الفوز يتحقق بالضغط المكثف أم بانتظار الخصم؟». واستهل كلمته في «لاغازيتا ديللو سبورت» بالقول: «هل من الأفضل انتظار الخصم أم مهاجمته في منتصف ملعبه؟ وهل من الأفضل الضغط بكثافة أم الانتظار بدهاء ثم إصابة الخصم في الهجمة المرتدة؟».
ويجيب سكيانكي بنفسه فيقول: «ليست هناك طريقة أفضل من أخرى، لكن هناك لاعبين أفضل من آخرين، وبمرور الوقت هذا ما يصنع الفارق، وإن كنا ننسى ذلك أحيانا لانشغالنا بالحديث عن طرق اللعب والجوانب الخططية».
ولم ينس الخبير تقديم النماذج من أرض الواقع، مشيرا إلى أن روما والإنتر ينتظران الخصم، وتلك في الأصل فلسفة كروية إيطالية، أما اليوفي ونابولي فيهاجمان مبكرا، وتلك هي الفلسفة أو النهج الأوروبي.
وأضيف شخصيا أن ثمة ثلاثة عوامل تلعب دورا مهما في هذا السياق:
- فلسفة المدرب.
- إمكانات اللاعبين.
- ظروف الفريقين والمباراة.
لا أعتقد أن هناك فريقا يلعب على طول الخط بأسلوب الضغط أو الانتظار؛ لأن اللعبة متغيرة، والظروف تختلف من موسم إلى آخر، ومن مباراة إلى أخرى، لكن ذلك لا ينفي أن كفاءة كل فريق لها أهمية بالغة في هذا الشأن، وقد شاهدنا الهلال في مباراته القوية مع الأهلي وهو يلعب حسب النهج الأوروبي، ويضغط منذ البداية، مشكلا خطورة بالغة، ولا شك أن إصابة نجم الفريق سالم الدوسري الذي كان محور الاستراتيجية الهلالية في تلك المباراة أثرت سلبيا في الهلال، وكانت إيجابية للأهلي الذي استرد روحه وعافيته بعد أن توقف الهلال عن ضغطه.
يمكن القول إن الاتحاد من أكثر الفرق التي تلجأ إلى الضغط بعد مرور أربعة أسابيع على انطلاق مباريات دوري عبد اللطيف جميل «دوري المحترفين السعودي»، وقد أخفق الاتحاد مرتين وانتصر مرتين، وعندما أقول إن الجانب العناصري له أهميته يمكنني أن أقدم الدليل من خلال الاتحاد الذي يباغت ويتمسك بالهجوم، على اعتبار أنه يملك وسطا قويا وهجوما ناريا، بينما يعاني خللا كبيرا في خط دفاعه، ولأن الهجوم خير وسيلة للدفاع، فلا مفر بالنسبة للاتحاد من الهجوم، وعلى العكس تماما، فقد كان الأهلي أقرب إلى «الانتظار»؛ لأنه عانى النقص الهجومي، وتميز عناصريا في خطي الدفاع والوسط، وأرى أن فريق الهلال هذا الموسم أفضل الفرق عناصريا، ويأتي بعده الأهلي، فالشباب والنصر، ويعاني خامس الكبار، وأعني الاتحاد من النقص العناصري الحاد، ولذلك استبعد الفريق من سباق المنافسة على لقب بطل دوري جميل للمحترفين.