الحنان والحرية للأطفال أفضل من التحكم فيهم

يعززان الصحة النفسية لديهم

الحنان والحرية للأطفال أفضل من التحكم فيهم
TT

الحنان والحرية للأطفال أفضل من التحكم فيهم

الحنان والحرية للأطفال أفضل من التحكم فيهم

يعتقد كثير من الآباء في العالم أن الطفل الصغير يحتاج إلى ترتيب كل تفصيلات حياته من قبل الآباء، وأن الأطفال قبل البلوغ لا يكونون مؤهلين تماما لاتخاذ قرارات خاصة بهم، وأن الالتزام بنظم معينة يضمن السلوك الصحيح، معتقدين أن ذلك هو الحل الأمثل لنجاحهم في الحياة، سواء الدراسية أو الاجتماعية. وغالبا ما تكون الخطط المسبقة من قبل الآباء حقيقة في صالح الأبناء، كما أن دوافع الآباء تكون في مصلحة الطفل من وجهة نظرهم، خاصة إذا كان الآباء يظهرون الاهتمام والرعاية الكافيين. ولكن نتائج أحدث دراسة تناولت علاقة الآباء بالأبناء، أشارت إلى أن الأسر التي تترك مساحات أكبر من الحرية للأبناء، مع توفير الاهتمام والحنان، في الغالب هي الأسر التي يتمتع أبناؤها بالسعادة.

مساوئ التحكم
الدراسة الطولية الإنجليزية أجراها علماء من جامعة «يونيفرسيتي كوليدج لندن»University College London ونشرت في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي في «مجلة علم النفس الإيجابي»The Journal of Positive Psychology. وكانت هذه الدراسة، التي بدأت في تتبع 5.362 من الإنجليز تتراوح أعمارهم بين 13 و60 عاما منذ ولادتهم في عام 1946، قد أوضحت تلك الحقائق، وأن السيطرة (حتى النفسية) على الأطفال تخلق مشاعر سلبية لديهم، وأن الاختيارات السليمة، من وجهة نظر الآباء، يمكن ألا توافق الأبناء، وأن دفعهم دفعا إلى تحقيقها يجعلهم غير سعداء حتى لو استطاعوا تحقيق هذه الأهداف.
وأشارت الدراسة إلى أن الأسر الأقل سيطرة، هي الأسر هي التي يتمتع أطفالها بالصحة النفسية. وأوضحت أنه بطبيعة الحال يجب أن يكون هناك توجيه في حالة ارتكاب الخطأ، ولكن يجب على الأسرة الوضع في الاعتبار خاصة في الأمور البسيطة أن ارتكاب الخطأ يقود إلى الصواب في المرات المقبلة. وعلى سبيل المثال يمكن أن يصر الطفل على تعلم رياضة عنيفة تحت تأثير أن كثيرا من أقرانه اختاروا تلك اللعبة، بينما لا يعتقد الآباء أن هذه الرياضة تناسب الابن، وأن التكوين البدني والنفسي للطفل لا يتناسب مع تلك الرياضة، وفي هذه الحالة يكون التصرف الصحيح هو نصح الابن بأنه يمكن أن يختار رياضة أخرى أكثر مناسبة له مع عدم المنع إذا أصر على اختيار رياضة معينة. وسرعان ما يكتشف الابن أن هذه اللعبة لا تناسبه فعلا وربما تناسب زملاءه الآخرين، وأن هذا ليس عيبا فيه وليس تفوقا من الآخرين. بينما إذا قررت الأسرة عدم مشاركة الطفل بوصفه نوعا من «الحماية» له، فإن التأثير النفسي يكون بالغ السوء، ويحس الطفل أنه مقيد وأنه أدنى من أقرانه، وقد يحنق على الأبوين.
وقام الباحثون باستخدام 25 نوعا من الاستبيانات المختلفة questionnaire لمعرفة أنواع الاهتمام المختلفة، وطلبوا من المشاركين الاتفاق أو الاختلاف على جمل مثل: «الأبوان كانا متفهمين لاحتياجاتي وضغوطي النفسية»، وجملة مثل: «الأبوان حاولا أن يسيطرا تماما على كل شيء في حياتي»، لمعرفة مدى سيطرة الأبوين على حياة الأبناء. وطلبوا منهم أيضا أن يختلفوا أو يتفقوا على جملة مثل: «دائما سمحا لي بالخروج في الأوقات التي أريدها» لمعرفة سلوك الأسرة، وما إذا كانت تعطي مساحة من الحرية من عدمه. وطلبوا من البالغين تذكر سلوك الأبوين وطريقتهم في التعامل معهم قبل بلوغهم عمر 16 عاما، وبالنسبة للمراهقين ممن شملهم الاستبيان، طلبوا منهم معرفة رأيهم في الطريقة التي تتم معاملتهم بها.

صحة نفسية
ووجدت الدراسة أن الحماية الزائدة والسيطرة النفسية من الآباء على الأطفال تقلل من اعتمادهم على أنفسهم، وتساهم في خلق اضطرابات نفسية، خاصة في المرحلة العمرية المتأخرة من 60 إلى 64 عاما، خاصة إذا ما تزامن ذلك مع حدوث مشكلة نفسية مثل وفاة أحد الأصدقاء أو الأقارب أو التعرض لمشكلة من الأبناء.
وفي المقابل، كان البالغون الذين انحدروا من أسر أقل سيطرة وأكثر حنانا، الأكثر صحة نفسية ولا يعانون من اضطرابات، سواء في بداية البلوغ أو في الفترات المتأخرة من العمر.
ووجدوا أن الآباء الذين كانوا دائما في حالة سيطرة نفسية على البالغين قد ساهموا في خلق أشخاص اتكاليين غير قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة، مما تسبب في تعاستهم حتى لو كانوا في مناصب مرموقة.
ونصحت الدراسة الآباء أن يوفروا الدعم المعنوي والحنان والنصائح وخبرات الحياة، ولكن «من دون إلزام» للأبناء، وتشجيع الأبناء دائما على الاختيار والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية والإقدام على التجربة من دون الخوف من الفشل. كما نصحت الآباء أيضا بضرورة قضاء وقت أطول مع أطفالهم ومحاولة لعب دور الصديق الأكبر عمرا أو الأخ الأكبر حتى يحدث تآلف وتواصل بين الآباء والأبناء. وكذلك أن يتم توزيع المسؤوليات.
وعلى سبيل المثال، يمكن للأب الاعتماد على الابن في شراء لوازم الأسرة البسيطة؛ مثل الفاكهة أو الخضراوات، مما يجعله يتفاعل مع المجتمع ويضطر لعمل مقارنات واختيارات معينة. ويجب على الأسرة كذلك عدم السخرية أو إلقاء اللوم عليه في حالة إذا لم يتمكن من شراء منتجات جيدة، وإمداده بالنصائح المختلفة، ليستعين بتلك الخبرات في المرات المقبلة. وكلما تركت الأسرة مساحة حرية للطفل أصبح بالغا ناضجا ويتمتع بصحة نفسية.

* استشاري طب الأطفال



هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».