علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

الأمل... و... الواقع

استمع إلى المقالة

وسط أجواء عربية معقدة، ويجب أن نعترف بأنها غير حسنة، بل إن شئت فقل إنها سيئة، وهذا تفاؤل مني؛ لأن أوضاعنا العربية في غاية السوء... وسط هذه الأجواء عُقدت القمة العربية الـ32 في دورتها العادية، أو «قمة جدة». للأسف هذه القمة تُعقد وسط وضع دولي حرج ووضع إقليمي ممزق؛ ففي السودان القتال مستمرٌّ بين «حميدتي» والبرهان على حساب أهلنا في السودان، الذين باتوا لا يهتمون بالقذائف، بل أصبحوا يتفرجون عليها، وعلى المعارك الدائرة بين المتنافسين على حساب الشعب، وكأنهم يتفرجون على مباراة كرة قدم، وهذه قمة التعود واليأس، بأن يأخذ الشعب دخان البارود وكأنه وسيلة ترفيه، ولكنه تعبير ساخر من السودانيين بعدم توقعهم نتائج أفضل، وهو أمر عرفوه بالتجربة.

وأيضاً الوضع في ليبيا ليس حسناً وغير مستقر، ولا تزال الزعامة تغري المتقاتلين على حساب شعبنا الليبي، الذي يتوق لبسط الأمن ليستمتع بالحياة مثله مثل شعوب الأرض التي تستمتع بثرواتها، فهذا الشعب العربي الأصيل عانى الأمرّين من عقيد بعثر ثروة الشعب الليبي على دعم الثورات في كل بقاع الأرض، ونسي ثورة شعبه الذي كان يتوق للحرية ويتوق لعيش حياة كريمة في ظل وجود النفط، الذي بعثره القذافي على نزواته، ويبدده الثوار على طموحاتهم، في حين يعيش الشعب على أملٍ يرى أن تحققه غير قريب.

وفي سوريا الوضع على صفيح ساخن وسط دول متقاتلة، وليست ميليشيات فقط، ولكلٍّ طموح وغاية تناقض هدف وغاية الآخر، مما يجعل التهدئة أكثر صعوبة، ولكننا لن نقطع الأمل، فلعلّ عودة سوريا لمقعدها في الجامعة تبرد هذا الصفيح، وتعود الحياة هادئة لسوريا والسوريين الذين أصبحوا شتاتاً في دول العالم.

وفي لبنان انهيار اقتصادي، واقترب لبنان أن يصبح دولة فاشلة، والسبب التشرذم السياسي، وهناك دول عربية أخرى تقترب من الوضع اللبناني.

وبقية الأوضاع في الدول العربية ليست على ما يرام؛ فدول تعاني من الانهيار الاقتصادي، ودول تتنازع على الحدود وتهدر جهود التنمية في التأهب للحرب، وفي الأخير الوضع لا يسر صديقاً، ونحن كمراقبين اقتصاديين نراقب الوضع السياسي باهتمام بالغ، فمن دون وضع سياسي جيد لا يوجد أمن، وإذا فُقد الأمن ضاع الاقتصاد. ومن دون هاتين الساقين؛ ساق السياسة المهيئة لساق الاقتصاد، لا تقوم دولة.

لذلك أملنا معقود على «قمة جدة» أن تسعى لتحسين الأوضاع العربية وتهدئتها، لنحقق تقدماً اقتصادياً وعلمياً، وكشعوب عربية فقد سئمنا من النزاعات. ودمتم.