كيف تخفف آلام الظهر أثناء ممارسة النشاطات اليومية؟

حلول سريعة واستراتيجيات طويلة الأمد

كيف تخفف آلام الظهر أثناء ممارسة النشاطات اليومية؟
TT
20

كيف تخفف آلام الظهر أثناء ممارسة النشاطات اليومية؟

كيف تخفف آلام الظهر أثناء ممارسة النشاطات اليومية؟


تخلق آلام الظهر أوقاتاً صعبة للإنسان، لكن تبقى هناك استراتيجيات جيدة للتعامل معها. إذا كنت من بين ملايين الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر (8 من كل 10 أشخاص يعانون منها في مرحلة ما من حياتهم، خصوصاً آلام أسفل الظهر)، فأنت بحاجة إلى أن تدرك ما يتعين عليك فعله.
العمود الفقري برج قوي ومعقد من العظام (الفقرات) يتضمن العديد من الأجزاء المعرضة للتهيج أو الإصابة أو التمزق. على سبيل المثال؛ يمكن أن تتردى حالة المفاصل التي تربط فقرة بأخرى (spondylosis مرض «تنكُّس العمود الفقري»)، ويمكن كذلك أن يتشوه القرص القائم بين فقرات الظهر والذي يعمل وسادةً بينها (التفتق)، مما يؤدي إلى تهيج جذور الأعصاب القريبة، ويمكن أن تُنبت العظام نفسها زوائد بسيطة أو نتوءات تضرب الأعصاب (stenosis التضيق).
حالات شائعة وحلول سريعة
ربما تدرك بالفعل أن لديك مشكلة في الظهر، أو قد تكتشفها عندما تشعر فجأة بالألم. ماذا يتعين عليك فعله في هذه اللحظة؟ فكر في السيناريوهات والاستجابات التالية:
> قيادة سيارة: الجلوس لفترات طويلة أو في أوضاع صعبة يخلق الضغوط على ظهرك.
- حلول سريعة: «استخدم وسادة لدعم أسفل الظهر. إذا لم تكن لديك وسادة، فحاول استخدام زجاجة ماء ملفوفة بمنشفة»؛ وفق ميسون غراي، اختصاصي العلاج الطبيعي بـ«مستشفى سبولدينغ لإعادة التأهيل» التابع لجامعة هارفارد، الذي أضاف: «إذا كنت تجلس على مسافة كبيرة من عجلة القيادة، فحاول تقريبها وستشعر بتحسن».
- أساليب أخرى لتخفيف الألم أثناء القيادة: «إذا كانت سيارتك تحتوي مقاعد مُدفئة، فاستعن بها مصدر علاج حراري لتقليل الألم وإرخاء العضلات. أو عليك بالتوقف لتجنب الضغط على ظهرك، والسير لبضع دقائق».
> الجلوس خلف مكتب: شأن الجلوس في السيارة لفترة طويلة؛ يمكن أن يؤدي الجلوس إلى مكتب لفترات طويلة إلى الشعور بآلام الظهر.
- حلول سريعة: يقول غراي: «حاول التحرك كل ساعة. تحرك واحصل على شربة ماء أو قف وتمدد». يوصي غراي أيضاً باستخدام وسادة لدعم أسفل الظهر، محشوة بـ«جيل» ساخن أو بارد، أو العمل إلى المكتب وقوفاً لبعض الوقت (أو ببساطة العمل على سطح طاولة مرتفعة، لفترة قصيرة لإخراجك من وضع الجلوس).
> التسوق: قد ترى أن التجول في مركز تجاري أمر صعب في الغالب على قدميك، ولكنه قد يسبب أيضاً ألماً في الظهر.
- حلول سريعة: يقول غراي: «ربما تحمل حقيبة تسوق ثقيلة أو حقيبة يد على جانب واحد من جسمك، مما يضع عبئاً غير متساو على هذا الجانب لفترات طويلة». هنا يوصي غراي بحمل الحقائب على جانبي جسمك، وليس على جانب واحد فقط، لتوزيع الوزن. إذا كنت تحمل حقيبة يد، فقم بإزالة بعض محتوياتها قبل الخروج من المنزل حتى تخفف الحمل.
> ممارسة التمارين: يعدّ رفع الأثقال طريقة رائعة للحصول على ظهر قوي وصحي، لكن إذا لم تكن تهتم بوضعية جسدك، فعليك الاستعداد لآلام الظهر.
- حلول سريعة: إذا شعرت بألم أثناء ممارسة التمارين، فتوقف عن التمرين لتتجنب تفاقم الألم؛ وفق غراي. ويضيف: «توقف عما تفعله وحاول تقييم سبب آلام الظهر. هل ترفع وزناً أكبر مما يمكنك حمله؟ حاول تقليل الوزن. إذا لم تتمكن من تعديل طريقة التمرين لتفادي الألم، فإن أفضل ما يمكنك القيام به أن تتوقف عن التمرين ذلك اليوم».
> رفع شيء ثقيل: عند رفع حمولة ثقيلة - سواء أكانت حقيبة بقالة، أم سلة غسيل، أم حفيداً عزيزاً يركض لاحتضانك - فإن الزيادة المفاجئة في الضغط على ظهرك يمكن أن تهيج مفاصل الظهر والقرص الفقري والعضلات والأعصاب.
- حلول سريعة: تخلص من الحمل الثقيل على الفور حتى لا تؤذي ظهرك. حاول رفع الحمل مرة أخرى، لكن بالطريقة الصحيحة: اقترب من الحمل قدر استطاعتك، واثنِ ركبتيك قليلاً. بعد ذلك، لف ذراعيك حول الحمل، واهبط بساقيك للأسفل، وقف مباشرة، وأحمله قريباً من صدرك.
> التمدد على السرير: تحدث آلام الظهر أحياناً أثناء الاستلقاء على السرير.
- حلول سريعة: ربما تكون وضعية نومك هي ما تضغط على ظهرك. يقول غراي: «إذا كنت تنام على ظهرك، فحاول وضع وسادة تحت ركبتيك لتوزيع الضغط بشكل أفضل. وإذا كنت تنام على جنبك، فضع وسادة بين ركبتيك أو استخدم وسادة طويلة جداً وضيقة وضع ذراعك فوقها».
حلول طويلة الأمد
من المهم تخفيف آلام الظهر عند حدوثها، لكنه ليس حلاً دائماً. وفي حال استمر ألم الظهر لأكثر من أسبوع، فاستشر طبيبك لعمل التقييم. وإذا كنت بحاجة إلى علاج، فمن المرجح أن يكون خط الدفاع الأول ممارسة الرياضة وتعزيز الحميات الغذائية؛ وهما مفتاحان للتخلص من آلام الظهر.
تشمل الحلول الأخرى طويلة المدى استخدام وسادة دائماً أسفل الظهر عند الجلوس (ليس فقط عندما تشعر بالألم)، واستخدام غطاء سرير جديد أو مرتبة جديدة إذا ما شعرت أن سريرك يتسبب في مشكلات للظهر، والجلوس بشكل مستقيم إلى مكتبك، مع جعل ركبتيك بزاوية 90 درجة.
قد يساعد علاج الإجهاد المزمن أيضاً في تخفيف إحساسك بعدم الارتياح، فوفق غراي؛ فإن «الأشخاص الذين يعانون من كثير من التوتر غالباً ما يكونون أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر. قد يكون علاج التوتر من خلال ممارسة الرياضة والتأمل واتباع نظام غذائي صحي ونوم أفضل ضمن أسلحتك السرية لمنع ظهرك من مضايقتك».

علاج الآلام بالتحفيز الكهربائي

> هل يخفف علاج تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد Transcutaneous electrical nerve stimulation (TENS) آلام الظهر؟
يستخدم علاج تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد تياراً كهربائياً منخفض الشدة (صدمات صغيرة) على الجلد بهدف اعتراض إشارات الألم. رغم أن بعض الناس يمتدحونه، فإن هذه الطريقة لا تنجح مع الجميع، فقد أسفرت الدراسات حول فاعليته لآلام أسفل الظهر عن نتائج متباينة.
وبعض المنظمات الطبية، مثل «الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب» و«الكلية الأميركية للأطباء»، لا يؤيد هذه الطريقة لعلاج آلام الظهر المزمنة. ومع ذلك؛ فإن علاج التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد خيار محدود المخاطر يوصي به الأطباء غالباً. يمكنك أن تزور إخصائي علاج طبيعي يعمل بهذه التقنية، ويمكنك كذلك الحصول عليها في المنزل (اسأل طبيبك أو المعالج الطبيعي عن مقدار فرق الجهد الكهربائي الآمن لحالتك). تبدأ أسعار وحدة العلاج بهذه التقنية من نحو 25 دولاراً.

تمرين «القطة والبقرة»
> بإمكانك تقوية ظهرك وشده من خلال ممارسة تمرين «القطة والبقرة (cat - cow)»
اجلس على يديك وقدميك، وضع يديك مباشرة تحت كتفيك، وركبتيك تحت الفخذين. استنشق الهواء وارفع صدرك ومنطقة العصعص نحو السقف مثلما تفعل البقرة.
في أثناء الزفير، قم بثني ظهرك بحيث تقرب ذقنك من صدرك، وادفع بعظمة العصعص لأسفل مثلما تفعل القطة. كرر التمرين 10 مرات.

* «رسالة هارفارد الصحية»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

ما الفارق بين الخرف والنسيان الطبيعي؟

صحتك يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)

ما الفارق بين الخرف والنسيان الطبيعي؟

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن معظم الأشخاص يشعرون بالقلق من نسيان الأسماء والعناوين، ما يثير قلقهم من إصابتهم بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الخليج الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)

السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة» ووزارة الخارجية البريطانية بياناً مشتركاً لتوسيع نطاق الاستجابة للكوليرا في جميع أنحاء اليمن، يستفيد منه 3.5 مليون شخص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يعاني كثير من المراهقين من مشكلات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والضغط النفسي (رويترز)

5 طرق فعّالة لتعزيز الصحة النفسية للمراهقين

نقل موقع «سايكولوجي توداي» عن عدد من الأطباء النفسيين قولهم إن هناك 5 طرق يمكن للآباء اتباعها مع أبنائهم المراهقين لتعزيز صحتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأطعمة فائقة المعالجة تُضاف إليها مواد صناعية لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك (جامعة «جونز هوبكنز»)

الأغذية المُصنّعة ترفع معدلات الوفاة المبكرة عالمياً

حذّرت دراسة عالمية من أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة والمقرمشات والمشروبات المحلاة، يرتبط بارتفاع خطر الوفيات المبكرة على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بعض المشاعر تسيطر علينا وتؤثر على نفسيتنا وقد تؤدي إلى تدمير حياتنا (رويترز)

من بينها «الشغف»... مشاعر جوهرية قد تؤدي إلى تدمير حياتك

الحياة مليئة بالتحديات، والتي ينبع بعضها عن مشاعر تسيطر علينا وتؤثر على نفسيتنا وقد تؤدي إلى تدمير حياتنا، على الرغم من أن بعضها يبدو إيجابياً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ما الفارق بين الخرف والنسيان الطبيعي؟

يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)
يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)
TT
20

ما الفارق بين الخرف والنسيان الطبيعي؟

يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)
يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن معظم الأشخاص يشعرون بالقلق من نسيان الأسماء والعناوين، ما يثير قلقهم من إصابتهم بالخرف.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض حالات فقدان الذاكرة لا تدعو للقلق، لكن الحصول على مساعدة في التعامل معها مبكراً يمكن أن يقلل من خطر تفاقمها.

وقدم أربعة خبراء في الخرف والشيخوخة نصائحهم حول ما هو طبيعي، وما هو مثير للقلق، ومتى يجب طلب المشورة الطبية.

متى يصبح النسيان جزءاً من الشيخوخة الطبيعية؟

تقول كارين أنستي، أستاذة العلوم النفسية ومديرة معهد مستقبل الشيخوخة بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني بأستراليا: «إننا جميعاً نصبح أبطأ قليلاً، ويصبح الكثير منا أكثر نسياناً مع تقدمنا ​​في السن ويحدث هذا أيضاً حتى عندما نكون صغاراً ومراهقين».

وأضافت أن إحدى الشكاوى الشائعة هي وجود شيء ما ولكنك لا تستطيع تذكره، مثل اسم شخص أو اسم فيلم، والأمر الآخر هو فقدان شيء ما مؤقتاً مثل الهاتف المحمول أو مفاتيح السيارة، وكذلك من الطبيعي أيضاً أن تجد صعوبة في القيام بالأشياء أو أنها تستغرق وقتاً أطول من المعتاد.

وتقول إيمي برودتمان، اختصاصية الأعصاب ورئيسة مبادرة الصحة الإدراكية في جامعة موناش في ملبورن، إن سرعة معالجتنا للمعلومات يمكن أن تتباطأ مع تقدمنا ​​في السن، وهو ما قد يكون محبطاً ومثيراً للقلق بشكل خاص بالنسبة للأشخاص الذين اعتادوا على العمل بمستوى عالٍ.

يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)
يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)

وأضافت: «أرى الكثير من الأشخاص في العيادة الذين يأتون ويقولون: (لا أستطيع أن أفعل ما اعتدت القيام به)»، وتابعت أن «هذا أمر طبيعي تماماً».

ويقول مايكل وودوورد، اختصاصي طب الشيخوخة ورئيس قسم أبحاث الخرف في مستشفى هايدلبرغ ريباتريشن في ملبورن: «إذا نسيت أحياناً مكان وضع مفاتيحك، أو استيقظت في الصباح لتجد أنك تركت المفاتيح في الباب الأمامي، فهذا ليس بالضرورة مصدر قلق». وأضاف: «إذا كان الأمر يحدث بشكل متكرر، أو كان هناك تصرفات مثل ترك الموقد يعمل طوال الليل، أو ترك صنبور المطبخ مفتوحاً، وأشياء من هذا القبيل، فقد تكون أكثر خطورة بعض الشيء».

وكذلك يقول الدكتور ديزموند غراهام، طبيب أمراض الشيخوخة والمدير الطبي في مركز رعاية المسنين في أستراليا بسيدني: «قد تكون مشاكل اللغة علامة تحذير مبكرة للخرف، خاصةً إذا بدأ كلامك يبدو أشبه بمزيج من الكلمات».

ويضيف غراهام: «إذا كنت تتعثر في نطق الكلمات أو تعاني من صعوبة في إيجاد الكلمات، فهذا ما يثير قلقي».

ويشرح وودوورد أن الخلط بين أسماء أطفالك وأحفادك أمر طبيعي، «ولكن إذا كنت تنسى باستمرار أسماء ثلاثة من أحفادك الأربعة، فهذا أمر مثير للقلق».

وتقول برودتمان: «من السمات المميزة لمرض ألزهايمر أن يبدأ المصابون به بالضياع فعلياً».

وذكرت أنه من الطبيعي أن يضيع المرء أثناء القيادة في مكان جديد، ولكن عندما يواجه صعوبة متكررة في الوصول إلى أماكن مألوفة، فقد يكون ذلك علامة تحذير. وأضافت: «نسمي ذلك فقداناً للتوجيه الجغرافي، وهو أمر جديد لأن هذه التصورات يجب أن تكون في ذهنك».

وكذلك تقول: «إذا كان لشيء ما قيمة فإن نسيانه قد يكون علامة تحذير من الخرف».

وأضافت: «إذا توفي صديق مقرب لشخص ما قبل يومين وكان على علم بذلك، وكنت تتحدث معه وسألت: لقد توفي هذا الشخص، متى الجنازة؟ ولم يتذكر حدوث ذلك بالفعل، فهذا أمر مقلق للغاية».

وينبّه وودوورد إلى أن تكرار القصة في محادثة واحدة يمكن أن يكون علامة تحذير مبكرة.

وتقول أنستي: «هذا يحدث للجميع، وقد يكون مجرد فقدان تركيز. يمرّ الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بهذه التجربة طوال حياتهم، ويحدث ذلك عندما لا تُركّز على ما تفعله وتبدأ بشيء ما، ثم ينتقل عقلك إلى الشيء التالي قبل أن تُنهيه».

ما الذي يُسبب النسيان؟

تذكر أنستي: «هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الأشخاص الأصحاء إدراكياً يُعانون من فقدان الذاكرة، فالأمهات اللواتي لديهن أطفال صغار ويسهرن طوال الليل ينسين مكان ركن سياراتهن أو لا يجدن مفاتيح سياراتهن؛ لذا تحدث هذه الهفوات المعرفية اليومية».

ويعاني بعض الأشخاص من «ضبابية في الدماغ» بعد الإصابة بفيروس كوفيد-19، وقد يكون النسيان أو مشاكل الذاكرة أيضاً أحد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو الأدوية التي تساعد على النوم أو تسكين الألم، كما يمكن أن يكون للتوتر المزمن تأثير سلبي، لا سيما على الذاكرة قصيرة المدى.

كونك شخصاً نسياً أو شارد الذهن لا يزيد بالضرورة من خطر الإصابة بالخرف، ولكنه قد يُصعّب عليك التعافي في المراحل المبكرة.

ويقول غراهام: «يكمن التحدي في ضعف الإدراك الخفيف أيضاً في أن الناس عادةً ما يُرجعون ضعف الإدراك الخفيف إلى الشيخوخة الطبيعية».

وفي الوقت نفسه، قد يكون الأشخاص الذين يتمتعون بأداء عالٍ جداً، ولكنهم في المراحل المبكرة من تدهور معرفي أكثر خطورة، أكثر عرضة للإصابة بالخرف.

وتقول أنستي إن «تشخيص الخرف أكثر صعوبة، فهم يعلمون أنهم تراجعوا ويشعرون بوجود أمر ما، ولكن لأن أداءهم لا يزال جيداً نسبياً في الاختبارات الإدراكية، فقد لا يُظهرون أي ضعف موضوعي في وقت مبكر، مما يعني أنهم قد لا يستوفون المعايير الطبية، وقد لا يتم تشخيصهم مبكراً مثل غيرهم».

يسعى الكثيرون إلى الوقاية من الخرف (رويترز)
يسعى الكثيرون إلى الوقاية من الخرف (رويترز)

أين ألجأ إذا كنت قلقاً؟

يقول غراهام إن واحداً فقط من كل 10 أشخاص تظهر عليهم علامات ما يُسمى الضعف الإدراكي الخفيف الذي سيتطور إلى الخرف.

وهناك العديد من التدخلات التي يمكن أن تقلل خطر هذا التطور، مثل تحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة، خاصةً إذا تم اكتشافه مبكراً.

ولهذا السبب أوصى جميع الخبراء بزيارة طبيب عام، أو يُفضل طبيب أمراض الشيخوخة، عاجلاً وليس آجلاً، خاصةً إذا بدأ الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء أيضاً ملاحظة التغييرات.

وتقول غراهام: «حتى لو لم يعتقد الناس أن الأمر خطير، أو اعتقدوا أنهم قلقون بشأن شيء طبيعي يتعلق بالشيخوخة، فإنني أشجعهم بشدة على زيارة طبيب عام. ومن الأفضل، إذا كان ذلك ممكناً، أن يتم تحويلهم إلى طبيب متخصص في أمراض الشيخوخة».