عبد السلام ضيف الله
TT

«الأخضر» الذي فتح الطريق للأرجنتين

هل تذكرون ذاك الفوز التاريخي والمدوي للمنتخب السعودي في الجولة الأولى من المونديال؟
هل تعلمون أن تلك الهزيمة كانت هي المؤشر الحقيقي لدخول الأرجنتين في كأس العالم؟
هل تدركون أن السعودية بذلك الانتصار والأداء المبهر والمقنع قدمت أكبر هدية لزملاء ميسي لمراجعة النفس والوقوف على الأخطاء وتعلم حقيقة باتت ثابتة، أن المباريات تربح على الميدان وليس في المؤتمرات الصحافية وفي عناوين الصحف وفي ثنايا كلام المحللين...أو حتى بالأسماء الرنانة ولو كان اسمها ليونيل ميسي إذا لم تقدم مردوداً مختلفاً وغزيراً في كل مباراة.
نعم تعلمت الأرجنتين وراجعت الكثير من الاختيارات من تلك الهزيمة أمام «الصقور الخضر».
وتعلمت أيضاً أن كرة القدم تحتاج إلى الحماس والروح إلى جانب كل الاختيارات التكتيكية المناسبة.
وأدرك ميسي أن حتى التقدم في النتيجة على غرار هدفه من ضربة جزاء في الدقيقة العاشرة لا يعني أنك ضمنت النتيجة لأن الصقور عادوا، عدلوا في مرحلة أولى (1 - 1) ثم انتصروا (2 - 1) في نهاية اللقاء، بمعنى أنه لا تطمئن لتقدم صغير ووقتي في نتيجة المباراة، بل قم بتأمينها بهدف ثانٍ وثالث ورابع إن لزم الأمر وأمكن لتفادي أي عودة من المنافس.
وأيقن ميسي أن كل موهبته الفارقة تحتاج منه إلى المزيد من الحماس والاندفاع والقتال الشريف بكرة وبغير كرة وعلى الكرة.
حتى المدرب سكالوني اقتنع أن الضرورة تتطلب التخلي عن بعض القناعات والاختيارات التكتيكية لعل أبرزها فكرة الاستحواذ على الكرة (كانت لفائدته أمام السعودية 69 في المائة مقابل 31 في المائة) لا تعني التفوق والانتصار حيث حضرت الهزيمة 1 - 2 وبالمقابل مثلاً ترك للمنافس فكرة الاستحواذ في لقاء نصف النهائي أمام كرواتيا ويا للصدف لأنها نفس الأرقام، حيث سيطر زملاء مودريتش على الكرة بنسبة 61 في المائة مقابل 39 للأرجنتين ولكن النتيجة كانت لزملاء ميسي وبالضربة القاضية (3 - 0).
اليوم دخلت السعودية تاريخ المونديال بذلك الفوز المبهر والمقنع على المنتخب الأرجنتيني الذي له ما بعده على مستقبل منتخب الصقور الخضراء، ومنذ تلك الهزيمة تعلمت الأرجنتين وسارت ووصلت إلى نهائي المونديال وهي أقرب ما يكون بتحقيق الحلم بتتويج ميسي بكأس العالم قبل الاعتزال.