أبداً لم نكن نشك ولو لجزء من الثانية في إمكانية مواصلة رحلة المونديال القطري، قدرنا أن نواصل المسار باعتزاز الواثق بالنفس، بافتخار وكبرياء، وشموخ الأبطال، لكن باستحضار الكثير من الروح الرياضية العالية.
قدم «أسود الأطلس» مبكراً أوراق اعتمادهم، أخرجوا من كانوا يسمون أنفسهم كباراً، أحرجوا من أحرجوا، وهزموا من كان يستحق الهزيمة، رموا «الشياطين الحمر» داخل هوة ساحقة، لن يقووا على الخروج منها، دون خسائر فادحة على جميع المستويات.
زأر الأسود بصوت ملأ الدنيا، قالوا: نحن الأجدر بزعامة مجموعة معقدة، أطلق عليها بعد عملية القرعة «مجموعة الموت»، إلا أن إصرار وتحدي الرجال، حولها إلى إكسير حياة، يمنح الأمل والثقة واستشراف المستقبل بعيون التفاؤل.
خاطب لاعبو المنتخب المغربي نظراءهم الكنديين في ثالث الجولات، بصريح العبارة، نتفهم حجم تذمركم وأنتم تغادرون مبكراً، دون كسب ولو نقطة يتيمة.
من حقكم السعي لحفظ ماء الوجه، قاتلتم بعناد، مقابل تحقيق ولو جزء بسيط من أهداف رسمتوها بعناية قبل انطلاق المونديال، لكن أبداً ليس على حسابنا، فواجبنا الوطني والعربي يبقى أسمى وأرفع وسام.
اسمحوا لنا يا سادة أنتم في حضرة تشكيل أطلسي، واثق الخطى يمشي ملكاً، جاء للدوحة الفيحاء، يبحث عن استعادة أمجاد طال انتظارها، ماضٍ ما زالت الأجيال تتذكره بكثير من الاعتزاز، وجاء جيل الحكيمين زياش وأشرف، ليربط الماضي بالحاضر، حاضر يستمد مناعته من إرادة حقيقية لبلوغ أرقى المراتب.
يواصل الأسود إذن، رحلة العبور نحو فضاءات التألق والإبهار، مطوقين هذه المرة بمسؤولية تشريف كل العرب، فالمهمة لن تقتصر بالمراحل القادمة، على تلبية رغبة وطموح المشجعين المغاربة فقط، فهم الآن يجسدون عمق التضامن العربي في أرقى تجلياته، من المحيط إلى الخليج، بكثير من الصدق والتلقائية، بعيداً عن حسابات الربح والخسارة، وبدون مجاملات برتوكولية.
برافو الأسود، برافو وليد، تحية تقدير عالية للجمهور السخي بعطاء يثير الكثير من الإعجاب، نقدر كثيراً قيمة الدعم العربي، وعلى نشوة الانتصارات دائماً نلتقي.
TT
واثق الخطى يمشي ملكاً...
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة