عبد السلام ضيف الله
TT

تونس تحقق المعجزة... وأستراليا تسرق التأهل

حققت تونس معجزتها الشخصية بهزم بطل العالم المنتخب الفرنسي في مباراة حفلت بالإثارة لكنها لم تصل إلى مبتغاها ببلوغ الدور الثاني في كأس العالم.
تأجل الحلم إلى مونديال آخر، لكن نجح نسور قرطاج في مصالحة الجماهير التونسية بأداء متميز وانتصار مقنع ومستحق على حساب بطل العالم المنتخب الفرنسي، الذي تجرع مرارة الهزيمة رغم إقحام كبار نجومه في المباراة على غرار مبابي وغريزمان ورابيو وديمبلي.
تونس دفعت غالياً ثمن هزيمتها أمام أستراليا في الجولة الثانية ولم تنجح الدنمارك في تقديم «هدية» للنسور بخسارتها في الجولة الأخيرة أمام منتخب الكانغارو الذي «سرق» مرة أخرى انتصاراً جعله يحلّق إلى الدور الثاني.
منتخب تونس كتب اليوم تاريخاً جديداً له في كأس العالم بتحقيقه انتصاراً بحجم المعجزة، لأنه كان من المعجزات بالنظر لجاهزية منتخب الديوك وترسانة النجوم العالمية التي جاء بها للمونديال.
ونجح جلال القادري، مدرب تونس، في تقديم التشكيلة الأفضل وتمكن من تحفيز اللاعبين الذين قدموا أداء ممتازاً باندفاع لافت وتحكم في الكرة ورغبة في صنع الانتصار الذي لم يتأخر.
هدف وهبي الخزري في الشوط الثاني من المباراة كان إنصافاً حقيقياً لمجهود كل المجموعة وصورة افتكاك الكرة من إلياس السخيري والتمريرة الحاسمة من عيسى العيدوني واندفاع النسر الجارح وهبي الخزري في قلب دفاع الفرنسيين وتسديده في أصعب زاوية للحارس مانداندا...
هدف الخزري كان كألف... وكان كفيلاً برفع «رأس» تونس عالياً في هذا المحفل الكروي العالمي؛ حيث أمضى الانتصار على فرنسا وكتب شهادة ولادة جديدة لأبناء تونس الخضراء بعد أن تحطمت الآمال وخاب الظن بالهزيمة أمام أستراليا (0 - 1).
بالمحصلة في كل مشاركة مونديالية تحضر أشياء وتغيب أخرى، لكن هذه المرة في قطر خسر نسور قرطاج المقابلة الأسهل أمام المنتخب الأضعف وهو المنتخب الأسترالي وقدموا أداء بطولياً أشاد به العالم أمام الدنمارك رغم التعادل، وكان الانتصار على فرنسا صاحبة اللقب العالمي بنجومها الكبار معجزة حقيقية لم تفسدها إلا الطريقة التي «سرق» بها الأستراليون تأهلهم...
تونس اليوم غادرت مرفوعة الرأس في انتظار مونديال قادم ومحاولة أخرى لتحقيق حلم المرور إلى الدور الثاني لأول مرة.
فالطريق إلى النجاح يجب العمل عليها بداية من الآن لإنجاح هذه المهمة بقرارات جريئة ومدرب قادر على المرور إلى العالمية مع حفظ كل التقدير لما قام به المدرب جلال القادري.