من فاز أو تعادل بالجولة الأولى، عاد وخسر أو تعادل بالثانية، وباستثناء منتخب فرنسا الشرس بقيادة مهاجمه الفذ كيليان مبابي، أظهر المونديال القطري تقلبات مثيرة في النتائج سترفع من حرارة الجولة الأخيرة لدور المجموعات التي نأمل أن ينحاز فيها الحظ بجانب الثلاثي العربي السعودية والمغرب وتونس، بعد أن ودّع الممثل الرابع صاحب الأرض.
بعد المفاجأة المدوية التي فجّرها السعودي على حساب الأرجنتيني وكتيبة نجومه بقيادة ميسي افتتاحاً (2 - 1)، أهدر الأخضر فرصة مثالية بالجولة الثانية وخسر (2 – صفر) أمام بولندا، في لقاء أضاع فيه ممثل العرب ضربة جزاء كانت كفيلة بتحويل مجرى اللقاء، فباتت مواجهة المكسيك الأخيرة حاسمة وإن كان يكفي التعادل للعبور للدور الثاني. أما المغرب الذي تعادل سلبياً مع كرواتيا افتتاحاً، فقد أثبت جدارته بانتصار مستحق على بلجيكا ثالثة النسخة الأخيرة المصنفة ثانية عالمياً (2 – صفر)، وسيكفيه أيضاً التعادل ضد كندا بالجولة الأخيرة لحجز بطاقة في ثمن النهائي. وستكون تونس التي تعادلت مع الدنمارك سلبياً في مباراتها الأولى وخسرت الثانية أمام أستراليا (صفر – 1)، على موعد مع الاختبار الأصعب أمام فرنسا حاملة اللقب التي حجزت أول بطاقة من بين المنتخبات الـ32 للدور الثاني.
وبينما كانت نتائج الجولة الأولى تشير إلى تفوق فرق على حساب أخرى، عادت الجولة الثانية لتخلط الأوراق من جديد، حتى ألمانيا التي كانت على أعتاب الخروج بعد خسارة أمام اليابان (1 – 2)، باتت تتمسك بالأمل إثر النقطة التي اقتنصتها أمام إسبانيا القوية بالتعادل (1 – 1)، لكن عليها مواجهة كوستاريكا التي عادت للمنافسة بفوز على ممثل آسيا، بعد هزيمة ساحقة من الماتادور بسباعية افتتاحاً.
إنجلترا التي سحقت إيران بالبداية (6 – 2)، عادت وتعادلت مع الولايات المتحدة بالجولة الثانية، وإيران صحّحت أوضاعها وعادت للسباق بانتصار مستحق بهدفين على ويلز التي تعادلت افتتاحاً مع الولايات المتحدة.
التقلبات كثيرة وغريبة، وبات كل منتخب لا يأمن منافسه حتى وإن تباعد فارق التصنيف بينهما. الانتصار الرائع الذي حققه المغرب على البلد المصنف ثانياً عالمياً، ويضم بين صفوفه نخبة من أفضل وأغلى نجوم العالم، من شأنه أن يمنح ممثل العرب دفعة قوية في مواجهة كندا التي خرجت من السباق بخسارتين، لكن على المغرب الحذر؛ لأن المنافس الذي لا يملك أي تاريخ في بطولات كرة القدم الدولية ليس لديه ما يخسره، وسيلعب من أجل الكبرياء وتوديع المحفل العالمي بنتيجة إيجابية.
من حق المغاربة الاحتفال بفريقهم الذي أسعد العرب جميعاً، محققاً أفضل انطلاقة له في تاريخ نهائيات كأس العالم، رغم القلق الذي كان يحوم إثر إقالة المدرب البوسني (فرنسي الجنسية) وحيد خليلودزيتش قبل البطولة بشهرين فقط، والاستعانة بالوطني وليد الركراكي، الذي أعاد المستبعد حكيم زياش، فكان للأخير الدور الأهم في الفوز على بلجيكا.
التشكيلة المغربية التي تدعو للفخر، يضع عليها الأفارقة والعرب آمالاً كبيرة في المضي قدماً لتحقيق إنجاز.
وبعد أن أوقف «أسود الأطلس» السلسلة القياسية لبلجيكا في عدد الانتصارات بدور المجموعات، والتي بلغت ثمانية (معادلة رقم البرازيل)، يبدو الطموح أكبر من مجرد التأهل للدور الثاني، وهم يملكون الأسلحة القادرة على تحقيق ذلك.
8:2 دقيقه
TT
تقلبات... ومغربي يدعو للفخر
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة