عبد السلام ضيف الله
TT

تونس تعقد مهمتها... هل بقي لها أمل؟

نصف فرصة لمنتخب أستراليا كانت كافية لتقصف آمال كل التونسيين وأحلامهم في مونديال قطر.
خسرت تونس المقابلة التي كان حتى مجرد التعادل فيها يعتبر هزيمة لسببين على الأقل، أولهما لأن المنافس سيبقى دائماً في المتناول حتى بعد انتصاره.
أما ثاني الأسباب فهي أن لاعبي تونس كانوا خارج الخدمة الحقيقية لتحقيق الانتصار، ولم يكن لديهم العقل الذي ينجح في استنباط الحلول عندما تنعدم وتغلق كل أبواب المباراة.
ولم تجد تونس أي حل فردي من كامل المجموعة التي شاركت في المباراة، أو بالأحرى لا تملك تونس لاعبين لمثل هذه المواعيد التي تحتاج للمواهب الخارقة.
وفشل المدرب جلال القادري في كل اختياراته سواء على مستوى التشكيلة الأساسية، أو خطة اللعب، وكذلك التغييرات التي أجراها بالنسبة للتمركز أو تبديلات اللاعبين.
لا توجد كلمات تصف حجم خيبة أمل ومرارة الجمهور الرياضي في تونس، لا أحد توقع الخسارة؛ فقد كانت الآمال كبيرة لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة وهي الانتصار أو على الأقل التعادل في أسوأ الأحوال.
في قاموس كرة القدم الحقيقية إذا لم تنتصر فاكتفِ بالتعادل ولا تنهزم. وبخسارتهم أمام أستراليا عقّد نسور قرطاج مهمتهم فيما تبقى من فرص للتأهل للدور الثاني لأول مرة في تاريخ مشاركات المنتخب التونسي في المحفل الدولي لكرة القدم.
الانتصار في الجولة الأخيرة من الدور الأول مطلب متعدد الأوجه، منها أولاً حفظ ماء الوجه بعد الأداء والنتيجة الكارثية أمام أستراليا.
ومنها كذلك وهذا الأهم هو الحفاظ على آمال التأهل في انتظار مآل الحسابات في حالة التساوي في عدد النقاط بين منتخبات المجموعة.
لكن ….
مواجهة فرنسا... نعم فرنسا التي تدافع عن لقبها (فازت بمونديال 2018)... فرنسا التي تداوي إصابات لاعبيها برقم خيالي وصل إلى عشرة لاعبين، ومع ذلك تملك ترسانة أخرى من اللاعبين تؤهلها ليس لتصدر المجموعة وإنما للذهاب أبعد ما يكون في هذه الدورة من كأس العالم وهي قادرة على ذلك وزيادة.
هذا يعني أن مهمة المنتخب التونسي ازدادت تعقيداً في الجولة الأخيرة، وأن حلم التأهل للدور الثاني ابتعد كثيراً، ومع ذلك بقي بصيص من الأمل… فهل حقاً سيغلب الأمل كل ذلك الحزن واليأس الذي تسرب إلى قلوب عموم التونسيين؟