عبد السلام ضيف الله
TT

نسور قرطاج يمتعون ويقنعون

أمتع المنتخب التونسي واقنع في مباراته مع منتخب الدنمارك في الجولة الأولى من مونديال قطر لكرة القدم التي أقيمت الثلاثاء.
كثيرون لم ينتظروا ولم يتوقعوا بتاتا طريقة اللعب والأداء عالي الجودة الذي ظهر به نسور قرطاج.
عديدون توقعوا أن يكون منتخب تونس لقمة سائغة لمنافسه الدنماركي المرشح بالحجة والدليل ليحقق انتصارا في المتناول أمام زملاء يوسف المساكني.
على الميدان كانت الحقيقة أخرى، فالمنتخب التونسي عرف كيف يدخل إلى اللقاء ويفرض سيطرة تكتيكية واضحة جدا خاصة على مستوى وسط الميدان الذي كان أم المعارك في اللقاء. وكانت معركة أعد إليها جيدا مدرب تونس جلال القادري خططه واختياراته على مستوى التشكيلة ونجح لاعبيه في تنفيذ رسومه وتوجيهاته والنتيجة كانت بينة وواضحة تحكم في مجرى اللعب وتجريد المنافس من أسلحته حتى أنه لم ينجح بتاتا في تهديد مرمى حارس تونس أيمن دحمان طيلة الشوط الأول. في المقابل نجح لاعبي تونس في تهديد كاسبر شمايكل حارس الدنمارك في أكثر من مناسبة خاصة منها في الدقيقة 43 عندما منع كرة رائعة لقلب هجوم تونس عصام الجبالي من ولوج المرمى.
وأظهرت تونس صلابة دفاعية لافتة بالاعتماد على ثلاثة لاعبين في المحور، كما أن حارس تونس أيمن دحمان كان حاسما واتسمت تدخلاته بالحاسمة والناجحة.
واحتجت تونس على حكم المباراة المكسيكي راموس خارج وداخل الملعب عند عدم احتساب ركلة جزاء في الدقيقة 71 بسبب لمس المدافع خواكيم للكرة بيده وقد كان لمس الكرة بيده واضحا في الإعادة التلفزيونية لكن الحكم لم يكلف نفسه عناء العودة إلى تقنية "الڤار" حتى ليثبت شرعية قراره على خلاف ما فعله مع المنتخب الدنماركي عندما ذهب لهذه التقنية في الدقيقة 90+5 للتثبت من وجود لمسة يد في منطقة الجزاء من مدافع تونس وقد أثبتت الإعادة أنها لم تكن متعمدة وبالتالي لم يعلن عن ركلة جزاء.
على الصعيد الفردي، نجح لاعبي تونس في تقديم أداء قوي وراق ومهاري، وكان الامتياز للمحارب عيسى العيدوني الذي لفت الأنظار إليه طيلة اللقاء بأداء بطولي وروح عالية في اللعب لينال جائزة لاعب المباراة من الفيفا.
واستفادت تونس من حضور جماهيري قياسي في الملعب مما جعل منه بمثابة اللاعب رقم 12 في تشكيلة نسور قرطاج وقدم أبهى الصور في الدعم والمؤازرة.
نجح منتخب تونس في تقديم أوراق اعتماده في البطولة وإذا كان تعادله بطعم الانتصار أمام الدنمارك فإنه أكد فعلا أنه عازم على تحقيق حلمه بتجاوز عتبة الدور الأول في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم. واليوم جمع نسور قرطاج النقطة الأولى وسيكون عليهم جمع النقاط الثلاث الكاملة في مباراته مع أستراليا يوم السبت القادم قبل الحسم النهائي مع فرنسا في الجولة الختامية وانتظار ما ستؤول إليه الحسابات والنقاط في نهاية مرحلة المجموعات.
حتى ذلك الحين تعظيم سلام لنسور قرطاج وشكر جزيل لجهود اللاعبين والمدرب القادري ومعاونيه وحماس وتشجيع الجماهير.