هاني عبد السلام
مسؤول قسم الرياضة
TT

هل هو مونديال المفاجآت؟

من الأخطبوط «بول» الذي كان يتنبأ بالنتائج في مونديال 2010 مروراً إلى سمكة 2014 ونسر 2018 ما زال شغف الجماهير ومكاتب المراهنات بنموذج العراف يتواصل، لكن في مونديال قطر غابت الحيوانات ودخلت أجهزة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على الخط للتوقع المبني على أرقام وسجل المنتخبات المشاركة... وكانت البرازيل هي البلد الذي وقع عليها الاختيار للتتويج!!
8 منتخبات فقط سيطرت على ألقاب المونديال منذ انطلاق المسابقة عام 1930، منها 6 أوروبية و3 من أميركا الجنوبية، وإذا استثنينا الأوروغواي التي توجت مرتين في بداية عهد المسابقة قبل تراجعها كقوة مؤثرة بكرة القدم العالمية، وغياب إيطاليا عن منافسات هذا العالم، فإن الترشيحات تدور في فلك 5 أو 6 منتخبات فقط في المونديال القطري... ويبقى السؤال هل ستظل الكأس محصورة بينها أم سنشهد هذه المرة بطلاً جديداً؟
ولأن المونديال القطري الذي يقام لأول مرة على مشارف الشتاء في سابقة تاريخية، قد فرض على الاتحادات القارية والمحلية تغيير روزنامة بطولاته، وإيقافاً لدوريات العالمية قبل 10 أيام فقط من المباراة الافتتاحية لكأس العالم، فإن عدم الاستعداد الكافي للمنتخبات وخصوصاً الكبرى منها قد يجعل المفاجآت واردة بقوة في بطولة هذا العام.
نعم البرازيل ومعها الأرجنتين مرشحتان بقوة للمنافسة على الكأس لما يملكانه من مواهب وعناصر قادرة على إحداث الفارق، لكن هذا الكلام ينطبق أيضاً على فرنسا وبلجيكا وهولندا وأيضاً إنجلترا «تعيسة الحظ في المناسبات الكبرى». الأفضلية التي منحها الحاسوب للبرازيل ثم الأرجنتين بالطبع جاءت وفقاً للأرقام المرصودة، لكنها غفلت أن معظم لاعبي المنتخبين اللاتينيين محترفون في أوروبا، وبالتالي الشكوى من عدم انسجام المجموعة لقلة فترة الإعداد تسري عليهما مثل أقرانهم بالمنتخبات الأخرى.
وعلى غرار الدنمارك التي قلبت التوقعات رأساً على عقب في بطولة أمم أوروبا عام 1992 بتتويجها بالكأس رغم أنها شاركت ببطاقة دعوة في اللحظة الأخيرة بعد استبعاد يوغوسلافيا السابقة، تتطلع معظم منتخبات «الظل» أن تحقق المفاجأة في المونديال القطري، طالما أن القوى الكبرى تعاني من عدم الاستعداد الجيد، وتشكو مسبقاً من نسبة الرطوبة العالية في الإمارة الخليجية؛ لذا يرى المراقبون أن كأس العالم القطري من المتوقع أن يشهد مفاجآت مدوية، وربما يطل علينا بطل جديد من أفريقيا أو آسيا.
عبر تاريخ المونديال إعتدنا على رؤية بعض المفاجأت مثل نجاح المغرب في تخطي الدور الأول في بطولة 1986 على حساب منتخبات عريقة مثل إنجلترا وبولندا والبرتغال، وتأهل السعودية للدور الثاني بفضل هدف تاريخي لسعيد العويران في شباك بلجيكا، وصعود نجم الكاميرون بالفوز على الارجنتين حاملة اللقب في مونديال 1990 واستكمال المشوار حتى  دور الثمانية بقيادة روجيه ميلا الذي كان يبلغ من العمر وقتها 38 عاما، واقتراب غانا من تكرار نفس الامر في مونديال 2010، وانتصار سنغالي صاعق في 2002 على فرنسا حاملة لقب 1998، ويظل إنجاز كوريا الجنوبية بتأهلها الى نصف نهائي نفس هذا العام  هو الاكبر لمنتخبات "الظل". لكننا لم نرى أي فريق من غير المرشحين استطاع ان يكمل المشوار لمنصات التتويج.
وتراهن الفرق الكبرى على دور المجموعات كما لو كان هو مرحلة التحضير للمنافسة الحقيقية، وترى أن أي مفاجآت ستكون في الجولات الأولى، أما بعد ذلك فسيقف الجميع أمام الواقع والحقيقة وتعود القوى التقليدية لفرض كلمتها على المراحل الحاسمة.