مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

السعودية الخضراء... غراس الأمل للجيران والأهل

أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في اختتام قمة مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي عقدت في الرياض، بمشاركة دولية واسعة يتصدرها رؤساء وقادة الدول وصناع القرار في العالم، مبادرات ملهمة وعملية ورؤوية احتشد لها قادة الشرق الأوسط من عرب وغير عرب.
الأمير محمد بن سلمان، قال في كلمته بهذا المؤتمر الضخم، «نعي تماماً في الشرق الأوسط أن هناك تحدياً وفرصاً كبيرة جداً لدى دولنا، لذلك نحن نعقد قمة اليوم بأهداف واضحة لكل دولنا، وسنعمل بشكل جدي».
وأضاف أن «هذه القمم ستعقد بشكل مُتتالٍ؛ لمتابعة ما حقق من أهداف وما سيحقق في المستقبل»، مؤكداً: «سنقف أمام العالم بإنجازات - إن شاء الله - نفخر بها في دول الشرق الأوسط».
نحن أمام مشروع كبير يشتمل في داخله على مبادرات كبرى تتعلق كلها بصنع بيئة إنسانية تنموية نقية ودائمة، وما ملف جودة البيئة وتدشين ثورة خضراء تقضي على القتامة والجفاف، بكل معانيهما، إلا العنوان الزاهي البهيج لهذا المشروع الكبير، مشروع الشرق الأوسط الحي المتفاعل الملهم الفاعل وليس موقع ردة الفعل.
في اللحظة التي تقود فيها المملكة العربية السعودية هذا المشروع الحيوي النابض بالطاقة الإنسانية المتجددة، نجد جماعات وكيانات ودولاً في الشرق الأوسط تستثمر في مشاريع الخراب والفوضى والجفاف، بكل معاني الجفاف.
انظروا لأثر أحد هذه المشاريع التخريبية، وهو المشروع الخاص بالحرس الثوري الإيراني والولي الفقيه، فقط على مسألة المياه، وأين؟ في العراق، بلاد الرافدين وما بين النهرين، حيث تعاني البصرة الفيحاء من أزمات متعددة في المياه، ومثلها السماوة الشماء.
في اليمن، أزمات مياه وطعام وطاقة، وفي لبنان، لبنان البلد العربي الوحيد الذي لا صحراء فيه تقريباً، فكله غابات وأنهار ومروج وجرود وقمم ثلجية، لكنه اليوم جائع خائف ظمآن، فقط لأن القوة المهيمنة عليه هي القوة الإيرانية.
السعودية التي طالما نبزها بعض الجهلة بأنها بلاد الإبل والرمال، وهذا تصوير ساذج وغير علمي، فوق أنه فاجر ولا أخلاقي ومتحامل، ها هي اليوم تغرس أشجار الأمل في هذا الشرق الأوسط المنهك. وتشرع شبابيك الأمل لتسيل منها شلالات الضوء النقي لشعوب وأناس تعبوا من التعب نفسه!
كل هذا تم بسبب رشد القيادة، وتصميم الدولة على المضي قدماً إلى الأمام، وإهمال المخذلين وسماعي القول الكئيب، ومتعاطي النميمة والدجل.
الأعناق مشرعة للأفق، لا وقت ولا رغبة بلوي الرقاب للخلف، فهذا مزعج وعقيم الفائدة... لا وقت في السعودية اليوم لمباريات الفرص الضائعة.
الرؤية السعودية ملهمة حقاً، هذه الرؤية، وفقاً لمقال سفير الإمارات في السعودية نهيان بن سيف آل نهيان بهذه الصحيفة تشكل: «تجسيداً حقيقياً لما نسميه اليوم (الاستثمار في الإنسانية) فكل ما فيها يتجاوز النفط والمال ويطوعهما ليحقق حياة أفضل للناس».