> غريب تركيز العديد من مراجعي الأفلام والنقاد على الأنا وأنت. إذا ما قرأت لهم وجدتهم مشغولين بمسألة التعريف بنفسه والحديث عنها كما لو أنه هو عماد المادة النقدية.
> كمثال قرأت يوم أمس «لا بد من القول إنني لم أكترث للكثير من أفلام المخرج سابقاً. وجدتها غير قادرة على سرد الأحداث وإدارة الشخصيات على نحو مقنع». وآخر كتب «ستجد نفسك مذهولاً أمام قدرة الفيلم على لعبتي التشويق والبصريات».
> الناقد الأول وضع نفسه بين القارئ وبين الفيلم. من يكترث إذا ما وجد هو أفلام المخرج غير قادرة أو حتى قادرة. لب الموضوع هو: هل هي فعلاً قادرة على سرد الأحداث وإدارة الشخصيات أم لا. والطريق لتقرير صحيح في هذا المجال هو طرح المسألة من خلال معاينة محددة وليس تحويلها إلى رأي خاص.
> في المثال الثاني، وهو منتشر بكثافة بين الكتّاب، إخبار القارئ بما يعتبره ذلك الكاتب أمراً لا محال منه: «ستجد نفسك مذهولاً»! لماذا وكيف له أن يعرف أن القارئ سيُذهل أم سيتثاءب؟ هل الناقد بصّار أو ضارب ودع؟
> في زمن أفضل ولّى، وهو ليس أفضل لأنه ولّى، بل هذا وصف صحيح لعالم خلا من متاعب اليوم على الأقل، كان النقد ملتزماً بالفيلم يبحث في داخله ويحدد حسناته ومساوئه ويتحدث لغته ويكتفي بذلك. إذا استخدم الناقد كلمة «أنا» فهي سترد مرّة واحدة في كل النص لأنه يدرك أن القارئ يريد أن يقرأ عن الفيلم وليس عن الكاتب. أما كلمة «أنت» فمكانها الطبيعي كان صفحات الطبخ وحدها.
أنا وأنت
https://aawsat.com/home/article/3180846/%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%86%D8%AA
أنا وأنت
أنا وأنت
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة