قالت الفنانة غادة عادل إن تكريمها بمهرجان «أسوان لأفلام المرأة» يمثل حافزاً مهماً يدفعها لمزيد من التركيز في اختياراتها خلال الفترة المقبلة، وقالت في حوارها لـ«الشرق الأوسط» إن «الفنان يحتاج للشعور بالتقدير الذي يدفعه لمزيد من الإبداع ويمنحه مزيداً من الثقة». مشيرة إلى أنها تتطلع في المرحلة المقبلة لاختيار أعمال فنية ذات تأثير على المجتمع، لا سيما بعدما تم اختيارها سفيرة لمرضى «الأوتيزم» لدورها في مسلسل «حالة خاصة» الذي سلط الضوء على مرضى التوحد، فيما كشفت عن ترقبها لعرض فيلم «الكهف» واستعدادها لبدء تصوير فيلم «وفيها إيه يعني» أمام ماجد الكدواني.
تؤمن غادة بأهمية التقدير الذي يحظى به الفنان، مؤكدة أن التكريم المبكر مهم لأنه يعطي للفنان دافعاً قوياً لتلافي أخطائه والعمل بروح جديدة، مثلما تقول: «زمان حينما كان التكريم يوجه للفنانين وهم في مرحلة عمرية متأخرة كنت أتساءل لماذا لا يتم تكريم الفنان وهو في أوج عطائه ليكون له تأثير إيجابي على أعماله المقبلة؟».
وتصف غادة شعورها ليلة تكريمها، قائلة: «كنت سعيدة للغاية وخائفة ولا أعرف ماذا أقول، وحينما صعدت للمسرح ورأيت الحب الذي أحاطني من الجميع، تحدثت من قلبي، وقد خرجت من الحفل وكلي إصرار على التركيز فيما هو قادم في اختياراتي للأعمال التي تعرض علي».
وقدمت غادة أعمالاً سينمائية عبرت فيها عن الفتاة والمرأة لكنها تعترف: «لم أكن أركز في كونها أعمالاً للمرأة، لكن المهم أن تكون أفلاماً جيدة، مثل فيلم (شقة مصر الجديدة)، برغم بساطته ورومانسيته فهو من الأفلام المهمة التي أحببتها وحصلت به على جوائز عديدة، وفيلم (خليج نعمة) الذي كان يناقش قهر المرأة من زوجها ولا يزال الناس تحدثني عنه، وحتى فيلم (الباشا تلميذ)، وهو لايت كوميدي، لكنه تناول شريحة من طالبات الجامعة لكن البطلة تفيق وتبتعد عن المخدرات لتعيش حياة طبيعية، وهناك جيل صغير حالياً يشاهده فيتأثر به، وقد تكون فرصة تقديم أعمال تهم المرأة والمجتمع أكبر في التلفزيون، وقدمت من خلاله مسلسلات (الميزان)، و(منورة بأهلها)، و(حالة خاصة)».
وتواصل قائلة: «إحساسي بالمسؤولية زاد مع نضجي الفني، وكلما رأيت أن أعمالنا مؤثرة في حياة الناس أشعر بمسؤولية أكبر».
وتتطلع غادة لتقديم قصص مختلفة تفيد الناس وتحرك شيئاً في حياتهم، على غرار مسلسل «حالة خاصة» الذي أدت فيه دور محامية كبيرة لديها طفل مريض بالتوحد وتقوم بتشغيل محامٍ شاب من مرضى التوحد في مكتبها وتكتشف كفاءته النادرة.
وتتحدث غادة عما أحدثه العمل في حياتها: «لقد تواصلت معي أمهات لأطفال يعانون من التوحد، وقلن إنهن تأثرن بما كنت أقوم به في المسلسل، وهذا أسعدني، كما تم اختياري سفيرة لمرضى (الأوتيزم)، إضافة إلى ردود فعل الناس الذين ألتقيهم في كل مكان، والنقاد الذين أشادوا بأدائي، ومن بينهم الناقدة ماجدة خير الله التي كتبت أنه على غادة ألا تهدر موهبتها في أعمال غير جيدة، وحتى أسرتي وأولادي سعدوا بردود الفعل، ويهمني أن يفخروا بما أقدمه، فأنا بصفتي ممثلة دوري أن أعبر عن الناس؛ لأن الفن انعكاس للواقع يلفت النظر ويلقي الضوء على ما يهمهم ويعمل على توعيتهم».
وتدرك الفنانة أن الأعمال الكوميدية التي تحبها يمكنها أن تحمل قضايا أيضاً تهم الناس، وتضرب مثلاً لذلك بمسلسل «لانش بوكس» الذي لعبت بطولته رمضان الماضي، والذي كان من نوعية اللايت كوميدي، لكن بطلته تعاني من مشكلة، وقد حقق مردوداً جيداً برغم أنه لم يعرض على أي منصة، بل عُرض على قناة واحدة فقط وفي توقيت غير جيد.
مسلسل «لانش بوكس» لايت كوميدي يحمل قضايا تهم الناس
وتلفت عادل إلى «تعرضها لضغوط لم تتعرض لها من قبل، حيث تواصل تصويره طوال رمضان، كونه عملاً مكوناً من 30 حلقة»، وتؤكد: «لم أعد أميل للأعمال الطويلة لأننا ندخل تصويرها في آخر وقت، ولا تكون لدينا فرصة للتجويد والإبداع، كما أن تجربتي في (حالة خاصة) كانت على النقيض؛ لأنه مكون من 10 حلقات، فلم أشعر بتوتر تجاه شيء، وكنت متعايشة تماماً مع دوري، فحينما يتاح للعمل الوقت الكافي للتصوير ينعكس على كل شيء بشكل إيجابي، فنحن لسنا آلات بل بشر نعمل بمشاعر وأحاسيس».
وتترقب عادل عرض فيلم «أهل الكهف» الذي تشارك في بطولته أمام عدد كبير من النجوم، والمقرر عرضه ضمن أفلام عيد الأضحى، وتقول عنه: «هو فيلم كبير ومهم من الأفلام ذات الميزانيات العالية، وتم تصويره في أكثر من دولة، وأنا عموماً أتحمس للعمل مع المخرج عمرو عرفة، كما أن شخصيتي بالفيلم ستكون مفاجأة بحق». وفق تعبيرها.
كما تستعد الفنانة المصرية لتصوير فيلم «وفيها إيه يعني» وهو عنوان مؤقت، حسبما تؤكد، حيث تقول عنه: «الفيلم عبارة عن مشاعر ومواقف إنسانية يذكرني بـ(شقة مصر الجديدة)، ويجمعني بالفنان ماجد الكدواني ويخرجه عمر رشدي حامد، وقد تحمست كثيراً له ورفضت أن أرتبط بأعمال أخرى معه، فأنا لن أجمع بين تصوير عملين حتى لا أكون مشتتة بين أكثر من شخصية، بجانب بيتي، وأولادي الذين أهتم بهم».