غادة عادل: إحساسي بالمسؤولية يتزايد مع نضجي فنياً

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن التكريم المبكر للفنانين يمنحهم دوافع كبيرة

غادة أكدت خلال اللقاء أنها لن تجمع بين تصوير عملين حتى لا تكون مشتتة بين أكثر من شخصية (حسابها على {انستغرام})
غادة أكدت خلال اللقاء أنها لن تجمع بين تصوير عملين حتى لا تكون مشتتة بين أكثر من شخصية (حسابها على {انستغرام})
TT

غادة عادل: إحساسي بالمسؤولية يتزايد مع نضجي فنياً

غادة أكدت خلال اللقاء أنها لن تجمع بين تصوير عملين حتى لا تكون مشتتة بين أكثر من شخصية (حسابها على {انستغرام})
غادة أكدت خلال اللقاء أنها لن تجمع بين تصوير عملين حتى لا تكون مشتتة بين أكثر من شخصية (حسابها على {انستغرام})

قالت الفنانة غادة عادل إن تكريمها بمهرجان «أسوان لأفلام المرأة» يمثل حافزاً مهماً يدفعها لمزيد من التركيز في اختياراتها خلال الفترة المقبلة، وقالت في حوارها لـ«الشرق الأوسط» إن «الفنان يحتاج للشعور بالتقدير الذي يدفعه لمزيد من الإبداع ويمنحه مزيداً من الثقة». مشيرة إلى أنها تتطلع في المرحلة المقبلة لاختيار أعمال فنية ذات تأثير على المجتمع، لا سيما بعدما تم اختيارها سفيرة لمرضى «الأوتيزم» لدورها في مسلسل «حالة خاصة» الذي سلط الضوء على مرضى التوحد، فيما كشفت عن ترقبها لعرض فيلم «الكهف» واستعدادها لبدء تصوير فيلم «وفيها إيه يعني» أمام ماجد الكدواني.

تؤمن غادة بأهمية التقدير الذي يحظى به الفنان، مؤكدة أن التكريم المبكر مهم لأنه يعطي للفنان دافعاً قوياً لتلافي أخطائه والعمل بروح جديدة، مثلما تقول: «زمان حينما كان التكريم يوجه للفنانين وهم في مرحلة عمرية متأخرة كنت أتساءل لماذا لا يتم تكريم الفنان وهو في أوج عطائه ليكون له تأثير إيجابي على أعماله المقبلة؟».

وتصف غادة شعورها ليلة تكريمها، قائلة: «كنت سعيدة للغاية وخائفة ولا أعرف ماذا أقول، وحينما صعدت للمسرح ورأيت الحب الذي أحاطني من الجميع، تحدثت من قلبي، وقد خرجت من الحفل وكلي إصرار على التركيز فيما هو قادم في اختياراتي للأعمال التي تعرض علي».

عادل تتطلع لتقديم أعمال درامية مفيدة للمجتمع (حسابها على {انستغرام})

وقدمت غادة أعمالاً سينمائية عبرت فيها عن الفتاة والمرأة لكنها تعترف: «لم أكن أركز في كونها أعمالاً للمرأة، لكن المهم أن تكون أفلاماً جيدة، مثل فيلم (شقة مصر الجديدة)، برغم بساطته ورومانسيته فهو من الأفلام المهمة التي أحببتها وحصلت به على جوائز عديدة، وفيلم (خليج نعمة) الذي كان يناقش قهر المرأة من زوجها ولا يزال الناس تحدثني عنه، وحتى فيلم (الباشا تلميذ)، وهو لايت كوميدي، لكنه تناول شريحة من طالبات الجامعة لكن البطلة تفيق وتبتعد عن المخدرات لتعيش حياة طبيعية، وهناك جيل صغير حالياً يشاهده فيتأثر به، وقد تكون فرصة تقديم أعمال تهم المرأة والمجتمع أكبر في التلفزيون، وقدمت من خلاله مسلسلات (الميزان)، و(منورة بأهلها)، و(حالة خاصة)».

وتواصل قائلة: «إحساسي بالمسؤولية زاد مع نضجي الفني، وكلما رأيت أن أعمالنا مؤثرة في حياة الناس أشعر بمسؤولية أكبر».

وتتطلع غادة لتقديم قصص مختلفة تفيد الناس وتحرك شيئاً في حياتهم، على غرار مسلسل «حالة خاصة» الذي أدت فيه دور محامية كبيرة لديها طفل مريض بالتوحد وتقوم بتشغيل محامٍ شاب من مرضى التوحد في مكتبها وتكتشف كفاءته النادرة.

غادة عادل خلال تكريمها في مهرجان أسوان السينمائي (حسابها على {انستغرام})

وتتحدث غادة عما أحدثه العمل في حياتها: «لقد تواصلت معي أمهات لأطفال يعانون من التوحد، وقلن إنهن تأثرن بما كنت أقوم به في المسلسل، وهذا أسعدني، كما تم اختياري سفيرة لمرضى (الأوتيزم)، إضافة إلى ردود فعل الناس الذين ألتقيهم في كل مكان، والنقاد الذين أشادوا بأدائي، ومن بينهم الناقدة ماجدة خير الله التي كتبت أنه على غادة ألا تهدر موهبتها في أعمال غير جيدة، وحتى أسرتي وأولادي سعدوا بردود الفعل، ويهمني أن يفخروا بما أقدمه، فأنا بصفتي ممثلة دوري أن أعبر عن الناس؛ لأن الفن انعكاس للواقع يلفت النظر ويلقي الضوء على ما يهمهم ويعمل على توعيتهم».

وتدرك الفنانة أن الأعمال الكوميدية التي تحبها يمكنها أن تحمل قضايا أيضاً تهم الناس، وتضرب مثلاً لذلك بمسلسل «لانش بوكس» الذي لعبت بطولته رمضان الماضي، والذي كان من نوعية اللايت كوميدي، لكن بطلته تعاني من مشكلة، وقد حقق مردوداً جيداً برغم أنه لم يعرض على أي منصة، بل عُرض على قناة واحدة فقط وفي توقيت غير جيد.

مسلسل «لانش بوكس» لايت كوميدي يحمل قضايا تهم الناس

وتلفت عادل إلى «تعرضها لضغوط لم تتعرض لها من قبل، حيث تواصل تصويره طوال رمضان، كونه عملاً مكوناً من 30 حلقة»، وتؤكد: «لم أعد أميل للأعمال الطويلة لأننا ندخل تصويرها في آخر وقت، ولا تكون لدينا فرصة للتجويد والإبداع، كما أن تجربتي في (حالة خاصة) كانت على النقيض؛ لأنه مكون من 10 حلقات، فلم أشعر بتوتر تجاه شيء، وكنت متعايشة تماماً مع دوري، فحينما يتاح للعمل الوقت الكافي للتصوير ينعكس على كل شيء بشكل إيجابي، فنحن لسنا آلات بل بشر نعمل بمشاعر وأحاسيس».

وتترقب عادل عرض فيلم «أهل الكهف» الذي تشارك في بطولته أمام عدد كبير من النجوم، والمقرر عرضه ضمن أفلام عيد الأضحى، وتقول عنه: «هو فيلم كبير ومهم من الأفلام ذات الميزانيات العالية، وتم تصويره في أكثر من دولة، وأنا عموماً أتحمس للعمل مع المخرج عمرو عرفة، كما أن شخصيتي بالفيلم ستكون مفاجأة بحق». وفق تعبيرها.

كما تستعد الفنانة المصرية لتصوير فيلم «وفيها إيه يعني» وهو عنوان مؤقت، حسبما تؤكد، حيث تقول عنه: «الفيلم عبارة عن مشاعر ومواقف إنسانية يذكرني بـ(شقة مصر الجديدة)، ويجمعني بالفنان ماجد الكدواني ويخرجه عمر رشدي حامد، وقد تحمست كثيراً له ورفضت أن أرتبط بأعمال أخرى معه، فأنا لن أجمع بين تصوير عملين حتى لا أكون مشتتة بين أكثر من شخصية، بجانب بيتي، وأولادي الذين أهتم بهم».


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
TT

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة ليلى علوي إن شخصية «نوال» التي تجسدها في فيلم «جوازة توكسيك» موجودة في كثير من بيوتنا، فهي الزوجة والأم التي تحاول الحفاظ على بيتها، مشيرة إلى أنها لم تتعاطف مع الشخصية بقدر تصديقها لها.

وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم تؤكد على ضرورة تقبل الآخر في حياتنا، موضحة أن نجاح فيلمي «ماما حامل» عام 2021، و«شوجر دادي» عام 2023 شجعنا للتعاون لثالث مرة توالياً، وربما لمرات أخرى مقبلة. وأشادت ليلى بالتعاون السينمائي بين السعودية ومصر، وأنه سوف يثمر أفلاماً تصل للمنافسة عالمياً، منوهة إلى أن التنوع والتجديد أكثر ما تحرص عليهما في اختياراتها الفنية.

وتفاعلت ليلى مع شخصية «نوال» التي أدتها، معبرة عن المرأة وحاجتها للاهتمام بمشاعرها في كل مراحل حياتها، قائلة: «(نوال) موجودة في كثير من بيوتنا، فهي المرأة التي تسعى للحفاظ على أسرتها وتعتبر أولادها أهم ما في حياتها، ورغم أنها تواجه ضغوطاً عديدة، وتقابل بعدم اهتمام من الطرف الآخر، فإنها في كل الأحوال تظل زوجه محبة، وحتى تصرفاتها كحماة نابعة من حبها لابنها ولأنها تربت على أفكار محددة، لكن مع الوقت والمواقف المختلفة يكون لديها تقبل».

وتفسر الفنانة المصرية أسباب حماسها لفكرة الفيلم، قائلة: «أرى أن مساحات التقبل لدينا تحتاج إلى أن تزداد مع تنوع اختلافاتنا، وأعجبني أن الفيلم يناقش (التابوهات) الموجودة في المجتمع، فليس ما يعجبني وأقتنع به وأراه صحيحاً يسعد أولادي، كما يعلمنا الفيلم كيف نقترب من أولادنا ونفهمهم أكثر».

ولفتت إلى أن الفيلم حاول تغيير الصورة الذهنية للطبقة الأرستقراطية في مصر «كنا نرى هذه الطبقة على الشاشة وبها قدر من التحرر وعدم المسؤولية، وهذا غير صحيح، لذلك ظهروا في عملنا كأشخاص متواضعين يحبون عمل الخير وغير مؤذين لأحد، إذ يظل بداخل كل منا جانبا الخير والشر».

وظهرت ليلى في الجزء الثاني من الفيلم بشكل مغاير بملابسها وطريقة تفكيرها وقراراتها: «قابلت في حياتي كثيراً من السيدات اللواتي يشبهن (نوال) رغم حبهن وارتباطهن بالبيت والأولاد لكنهن يفتقدن السعادة، فتحاول كل منهن بعد أن أنهت مهمتها في تنشئة أولادها أن تبحث عن حياتها هي، ويكون الحل الوحيد في الانفصال والطلاق؛ لأن الطرف الثاني يكون من الصعب أن يتغير، وقد نشأنا في مجتمعاتنا على أن المرأة هي التي يجب أن تتحمل لكي تحقق الأمان للأسرة، لكن في وقت من الأوقات طاقة التحمل تنتهي ويكون من الصعب إعادة شحنها». وفق تعبيرها.

لذلك ترى ليلى أن «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على التفكير النمطي الذي اعتادته، وتقول إن ذلك استدعى أن تجلس طويلاً للتحاور مع المؤلف والمخرج في التحول الذي طرأ على الشخصية: «هذه جزئية أحبها في التمثيل لأن الإنسان بطبعه متغير وهناك مساحة لتطور أفكاره أو تراجعها، فنحن نعيش عمرنا كله نتعلم، ليس فقط العلوم المختلفة، لكن نتعلم أيضاً كيف نعيش الحياة وما هو الشيء المناسب لكل منا».

بعد ثلاثية «ماما حامل» و«شوجر دادي» و«جوازة توكسيك»، تتوقع ليلى أن تجمع فريق العمل أفلام أخرى: «العمل الفني حين تكون عناصره مريحة في التعامل وكواليسه جميلة، يكون الكل متحمساً لإعادة التجربة مرات عدة، طالما توافرت القصة الجديدة وحقق الفيلم نجاحاً مع الجمهور، وهذا ما حدث معنا وقد يتكرر لقاؤنا مجدداً، لا سيما وقد أصبح بيننا (كيميا) واضحة، وتفاهم وتناغم بعد أن قدمنا 3 أفلام ناجحة».

وفيما تتابع ليلى ردود الأفعال على فيلمها، فإن هناك أشخاصاً تنتظر رأيهم بشغف وهم «نجلها خالد وشقيقتها لمياء وبناتها وأصدقاؤها المقربين، لكنها تعود لتؤكد أن الرأي الأول والأخير يكون للجمهور».

وتنفي علوي تركيزها على الكوميديا في السنوات الأخيرة قائلة: تركيزي اعتمد على التنوع والاختلاف، فمثلاً أدواري في أفلام «200 جنيه» و«مقسوم» و«التاريخ السري لكوثر» كلها شخصيات متنوعة ومختلفة بالنسبة لي، وحتى الشخصيات الثلاث التي قدمتها مع لؤي السيد ومحمود كريم جاءت كل منها مختلفة بحكايتها وأحاسيسها وشكلها؛ لأنني حريصة على التنوع والتجديد، ولكن في إطار الرسالة الاجتماعية المقدمة في الأفلام كلها.

وعن تعثر تصوير وعرض «التاريخ السري لكوثر» الذي تقدم ليلى بطولته تقول: «أي عمل فني أقوم به يكون مهماً بالنسبة لي، أما عن تعثر ظهوره فتُسأل في ذلك جهة الإنتاج، ومن المفترض أنه سيتم عرضه عبر إحدى المنصات وليس في السينما».

وترى ليلى أن الإنتاج السينمائي السعودي المصري المشترك مهم لصناعة السينما في كل من مصر والسعودية والوطن العربي كله: «أشكر كل القائمين على هذا التعاون في البلدين، فهو يرفع من جودة الإنتاج ويجعلنا أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، وهو يعود بالفائدة على الجمهور الذي يشاهد تنوعاً وجودة وقصصاً مختلفة، كما يحقق هذا التعاون أحلام كثير من السينمائيين في نوعية الأفلام التي يتمنون العمل عليها، وقد حققت ذلك السينما الأوروبية والعالمية في كثير من الأفلام التي نشاهدها في السينما والمهرجانات».

وعلى مدى عامين غابت ليلى عن دراما رمضان، وهي تتمنى أن تعود بعمل مختلف: «مثلما يهمني التنوع في السينما، أبحث كذلك عن الاختلاف والتنوع في الدراما التلفزيونية».