صابر الرباعي لـ«الشرق الأوسط»: لست من هواة الألقاب

عدّ أغنيته «سيدي منصور» جزءاً من التاريخ الفني العربي

يستعد صابر لإطلاق أغنيتين جديدتين خلال الفترة المقبلة ({الشرق الأوسط})
يستعد صابر لإطلاق أغنيتين جديدتين خلال الفترة المقبلة ({الشرق الأوسط})
TT

صابر الرباعي لـ«الشرق الأوسط»: لست من هواة الألقاب

يستعد صابر لإطلاق أغنيتين جديدتين خلال الفترة المقبلة ({الشرق الأوسط})
يستعد صابر لإطلاق أغنيتين جديدتين خلال الفترة المقبلة ({الشرق الأوسط})

قال الفنان التونسي صابر الرباعي إنه ليس من هواة الألقاب، معتبراً أغنيته «سيدي منصور» جزءاً من التاريخ الفني العربي، وأرجع النجاح الذي حققته أغنيته الجديدة «الباشا» في الشارع المصري؛ لكونها مستمدة من الواقع الذي يعيشه المصريون.

وكشف الرباعي في حديثه مع «الشرق الأوسط» عن خطته الفنية لعام 2024، وما تردد حول دخوله مجال التمثيل لأول مرة، وسبب عدم اهتمامه بمنصات مواقع التواصل الاجتماعي، ورؤيته لكيفية تعامل الفنان مع جمهوره.

وحول أغنيته الجديدة، قال: «في البداية كنت أريد أغنية مستمدة من الواقع المصري بكل مفرداتها، وتحقق هذا العمل حينما عرض علي الملحن محمود الخيامي أغنية (الباشا)، وتحمست لها كثيراً، وبعد الاستماع لها لأول مرة استبدلت بعض الكلمات، ورغبت في إضافة كلمات أخرى يعتاد المصريون استخدامها، والحمد لله حققت الأغنية كل ما أسعى إليه، وحققت نجاحاً كبيراً في الشارع المصري».

وعن رغبته في أن يطلق عليه «الباشا» كلقب فني، قال: «لست من هواة الألقاب، والجمهور منحني عشرات الألقاب منذ ظهوري على الساحة الغنائية، المهم هو أن أقدم فناً هادفاً وراقياً يحوذ إعجاب الناس».

وكشف الرباعي عن استعداده لإطلاق أغنيتين جديدتين خلال الفترة المقبلة: «هناك أغنيتان انتهيت من تسجيلهما رسمياً، وأستعد لطرحهما خلال فصل الصيف، وهما أغنيتان مصريتان، ربما أصور إحداهما، ولكن لم أحسم بعد هذا الأمر».

ونفى توقفه تماماً عن إصدار ألبومات غنائية، موضحاً: «بطبعي أحب فكرة الألبومات، واعتدتها، ولكن الزمن والوقت الذي نعيش فيه يرفض تلك الفكرة، ولا بد أن تتماشى معها، ولكن هذا لا يمنع من أنني كل فترة أجمع كل الأغنيات الفردية التي أطلقتها في ألبوم، لكي لا تنسى مع مرور الوقت».

وأبدى الفنان التونسي سعادته لاختيار أغنيته الشهيرة «سيدي منصور» ضمن أهم 50 أغنية في القرن الحادي والعشرين خلال استفتاء المجلة العالمية «رولينغ ستون»، قائلاً: «فخور بما تحققه أغنية (سيدي منصور) حتى الآن من نجاحات، فهي أغنية باتت جزءاً من تاريخنا العربي، وأتمنى أن تحظى باقي أغنياتي بالنجاح نفسه، خصوصاً أنني دائماً أعمل باجتهاد».

أغنية «الباشا» مستمدة من الواقع المصري بكل مفرداتها

صابر الرباعي

ويرى الرباعي أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقى قد يتسبب في مشاكل عدة: «بالنسبة لي لا أحبذ ولا أفضل استخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقى، لأنني أرى أن سلبياته أكثر من إيجابياته، ولو اضطر شخص لاستخدامه عليه أن يكون حذراً، ولا يلجأ إليه إلا لتحسين وإبراز موهبته، وليس صناعة موهبته».

لا أحب أن أتعمق في استخدام منصات التواصل الاجتماعي... وأحترم حدود الآخرين حتى لو كانوا أفراد أسرتي

صابر الرباعي

وردّ الرباعي على الأخبار التي انتشرت أخيراً حول دخوله عالم التمثيل بمشروع درامي مصري، قائلاً: «هذه الأخبار ليس لها أساس من الصحة، سُئلت أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة عن التمثيل، لكن إجابتي كما هي، أنا لست ضد التمثيل، لكن ما العمل الذي يستطيع أن يقدمني ولا ينتقص مني كمطرب؟، الباب مفتوح، ولكن حينما يقدم لي عمل فني جيد يليق باسمي وتاريخي الفني الذي صنعته على مدار السنوات الماضية».

وعن سر قلة نشاطه على منصات التواصل الاجتماعي، أضاف: «أستخدمها وأتواصل من خلالها مع جمهوري، ولكنني لست متعمقاً بها، ولا أحب أن أتعمق فيها».

لست ضد التمثيل لكن ما العمل الذي يستطيع أن يقدمني ولا ينتقص مني كمطرب؟

صابر الرباعي

وعن سبب إخفاء صور أسرته، قال: «هذه هي حريتهم الشخصية، وليس من حقي أن أظهرهم، أو أتحدث عنهم ما داموا يرفضون ذلك، أنا أحترم حدود الآخرين حتى لو كانوا أفراد أسرتي».

وتطرق صابر الرباعي لحدود العلاقة بين الفنان وجمهوره، خصوصاً بعد حالات التعدي التي قام بها فنانون ضد جمهورهم أخيراً، واعتبره «سؤالاً قد يكون محرجاً بعض الشيء، وربما يكون للفنانين الذين فعلوا ذلك دوافعهم لما حدث، ولكن في النهاية، هذا لا يسمح لهم بفعل هذا الأمر».

موضحاً: «أحياناً قد نوضع في مواقف صعبة، ولا نعرف كيف نتصرف فيها، وتكون لنا أعذارنا، لأننا قدوة، والجمهور يأخذ تصرفاتنا وقراراتنا ويقلدها، أرى أن الفنان عليه أن يتمالك أعصابه لأقصى درجة، وعلى الجمهور أن يعي ويفهم أن الفنان إنسان لديه الحق في الانفعال، خصوصاً في وقت العمل».


مقالات ذات صلة

مهرجان «بلد بيست»... مزيج إبداعي موسيقي في «جدة التاريخية» أواخر يناير

يوميات الشرق «بلد بيست» سيتيح لمحبي الموسيقى والثقافة فرصة استكشاف الإرث العريق لمنطقة «البلد» في جدة (ميدل بيست)

مهرجان «بلد بيست»... مزيج إبداعي موسيقي في «جدة التاريخية» أواخر يناير

تطلق منصة «ميدل بيست» النسخة الثالثة من مهرجان «بَلَد بيست»، في قلب مدينة جدة التاريخية (غرب السعودية) يومي 30 و31 يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الاستماع إلى الموسيقى يمكنه تغيير كيفية تذكر الناس للماضي (رويترز)

الموسيقى قد تغير طريقة تذكرنا للماضي

أكدت دراسة جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى لا يمكن أن يحفز الذكريات فحسب، بل يمكنه أيضاً تغيير كيفية تذكُّر الناس لها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا.

فيفيان حداد (بيروت)

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
TT

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا. يجمع زياد بين مواهب كثيرة، يغني ويعزف ويلحّن ويمثّل ويؤلف كلمات الأغاني. أمضى عدة سنوات دراسية في لوس أنجليس مع شقيقه فتأثر بفنون الغرب وقواعد التمثيل والغناء.

سبق لزياد وأن أصدر 5 أغنيات بالأجنبية. ولكنه اليوم قرر أن يقلب الصفحة وينطلق نحو الأغنية العربية. استهلّ مشواره الجديد هذا، مع أغنية «كان يا ما كان» من تأليفه وتلحينه، يقدّمها زياد بأسلوب بسيط قريب إلى الأغاني الغربية. ورغم كلامها ولحنها المطبوعين بالعربية، فإنها تأخذ منحى العمل الغربي.

أغنية {كان يا ما كان} من تأليفه وتلحينه يقدّمها بأسلوب قريب إلى الأغاني الغربية (زياد صليبا)

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمسكت بأسلوبي الغربي كي أقدمها على طريقتي. وأتوقع أن أبقى محافظاً على هذا الإيقاع في أعمالي المقبلة. فهذا المزيج بين العربية والغربية إن في الموسيقى أو في طريقة الغناء، يزود العمل بنكهة فنية خاصة».

يتناول زياد في أغنيته «كان يا ما كان» كل ما يتعلق بالحنين إلى الوطن. فصوّر لبنان جنّة كانت تعيش بسلام وأمان، ويطلّ على طبيعة لبنان وبحره وجبله. كما يتذكّر الأماكن والمطارح التي تعني له الكثير. ومن خلال مكانة لبنان في أحلام الناس وأهله يترجم اشتياقه له.

يوضح زياد في سياق حديثه: «إنها بمثابة جردة حنين لوطن السلام، ومدى تأثرنا جميعاً برسالته هذه عبر الزمن. بلدي يعني لي الكثير، وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه».

يطور نفسه بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي (زياد صليبا)

وكون زياد يتحدّر من عائلة فنية، تراوده دائماً فكرة الغناء بالعربية. «تأثرنا كثيراً أخي وسام وأنا، بفن والدي غسّان. صحيح أننا درسنا في الخارج، ولكننا تربينا على مسرح الرحابنة. والدي كان أحد أبطاله بشكل متكرر. وكذلك تربينا على الأغاني الوطنية المعروف بها، التي لا تزال تتردد من جيل إلى آخر. فهو برأيي يختلف عن غيره من الفنانين بأسلوب تفكيره وغنائه. ويتّسم بالتطور الدائم، إذ لا يتعب من البحث عن الأفضل. وبنظري هو فنان عالمي أفتخر بمسيرته وأعتزّ بها».

هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي

زياد غسان صليبا

لطالما لاقى زياد التشجيع من قبل أفراد عائلته لغناء العربية. «الفكرة كانت تخطر على بالي دائماً. فأنا أنتمي لعائلة فنية لبنانية بامتياز. قررت أن أقوم بهذه التجربة فحزمت أمري وانطلقت».

لا فرق كبيراً بين تجربتيه في الغناء الغربي والعربي. يتابع: «بالنسبة للتلحين والتوزيع، لا يوجد فرق شاسع. (كان يا ما كان) يحضر فيها النفس الغربي، وهو ما اعتدت عليه في أعمالي السابقة. ولكن من ناحية الصوت اختلفت النبرة ولكنه لم يشكّل لي تحدّياً كبيراً». يتمتع زياد بخامة صوتية لافتة لم يستخدمها في الأغنية. ونسأله عن سبب عدم استعمال قدرات أكبر في صوته. يردّ: «عندما انتهيت من تسجيل الأغنية لاحظت هذا الأمر وأدركت أنه كان بوسعي القيام بذلك. أتوقع في أغاني العربية المقبلة أن أستخدم صوتي بدرجات أعلى. ولكنني أعتبر هذه التجربة بمثابة جس نبض سأكتشف من خلالها أموراً كثيرة».

يحضر لأغنية عربية جديدة حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيته الأولى (زياد صليبا)

كان والده يطالبه دائماً بتقديم أغنية بالعربية. «إنه يكرر ذلك على مسمعي منذ نحو 10 سنوات. كنت متردداً، وأقاوم الفكرة لأنني مرتاح في الغناء بالأجنبية. وعندما أنجزتها فرحت بردّ فعل والدي كما أفراد عائلتي. كانت بمثابة مفاجأة لهم أثنوا على إنجازها. ولم يتوقعوا أن أقوم بهذه الخطوة رغم تشجيعهم لي».

لا يرغب زياد في التخلّي تماماً عن الأسلوب الغنائي الغربي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي وبما في ذلك الإنجليزية التي أتقنها لغة. أشعر أنني من خلالها أستطيع التعبير بصورة أفضل. ولكننا في النهاية لا نعرف الحياة إلى أين تؤدي بنا. وسأحاول العمل في المجالين، فأطور نفسي بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي».

يقول إن والده غسان صليبا عندما سمع الأغنية أعجب بها بسرعة. ويعلّق زياد: «أصررت على معرفة رأيه بالأغنية، فهو أمر يهمني كثيراً. ولأنه صاحب صوت عريض ويملك قدرات كبيرة في الأداء، كان يفضّل أن يتعرّف إلى مكامن صوتي بشكل أفضل. ولكنني أوضحت له أن نوع الأغنية يدور في فلك الحنان والشوق. وكان لا بد أن أغنيها بهذه الطريقة».

بلدي يعني لي الكثير وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه

زياد غسان صليبا

يتمرّن زياد يومياً على الغناء، فيعزف البيانو أو الغيتار ليدرّب صوته ويصقله بالخبرة. «لقد اجتهدت كثيراً في هذا المجال، وحاولت اكتشاف قدرات صوتي بنفسي من خلال هذه التمارين. اليوم بتّ أدرك تماماً كيف أحسّنه وأطوره».

يشكّل الأخوان «زياد ووسام» ثنائياً ملتحماً فنياً وعملياً. يقول في هذا الموضوع: «لم نفترق يوماً. معاً درسنا في الخارج ورسمنا مشاريعنا وخططنا لها. وأستشيره باستمرار لأقف على رأيه، فهو أساسي بالنسبة لي».

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد صليبا بموهبة التمثيل. سبق وشارك في أكثر من عمل درامي مثل «حبيبي اللدود» و«حادث قلب». «أحب التمثيل ومشواري فيه لا يزال في بداياته. الفن بشكل عام مهنة مضنية تتطلّب الكثير من التجارب كي نحرز النجاح فيها». وعما تعلّمه من والده بصفته فناناً، يردّ: «تعلمت منه الكثير. كنت أصغي إلى أغانيه باهتمام، وأتمعّن بقدراته الصوتية والتقنية التي يستخدمها. زوّدني والدي بصفاته الحسنة الكثيرة وبينها دفء مشاعره وطيبة قلبه وابتعاده عن القيل والقال. وأكثر ما تأثرت به هو شغفه بالفن. لم يحاول يوماً منعي وأخي من دخول هذا المجال. فهو على يقين بأن الشخص الشغوف بالفن لا يمكن لأحد أن يثنيه عنه».

يحضّر زياد لأغنية عربية جديدة تختلف عن «كان ياما كان». «ستكون حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيتي الأولى. كما ألحن أغنية أجنبية لموهبة غنائية شابة تدعى أزميرالدا يونس، وأخرى لي».