مكتبة سينمائية متنوعة من «مهرجان أفلام السعودية»https://aawsat.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7/4972886-%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9
لا يختلف اثنان على أن نشر بعض مؤسسات ومهرجانات السينما العربية كتباً متخصصة في مختلف شؤون الفن السابع، هو فعل ثقافي تماماً كحالة تلك المؤسسات والمهرجانات.
الكتاب بالنسبة لمهرجان سينمائي هو بمثابة الذراع للجسم. تفعيل لدورٍ شامل على المهرجان أن تُنظم فيه جنباً إلى جنب العروض الخاصّة بأفلامه. بعض المهرجانات تنجح أكثر من سواها في هذا الشأن، كونها تضع النشر في منهج مدروس عوض أن يكون مجرد مواكبة عابرة.
وهذا الفهم الكامل لماهية الكتاب السينمائي وصِلته بالمناسبة الفنية المقامة نجده في الدورة العاشرة من مهرجان الأفلام السعودية الذي سينطلق في 2 مايو (أيار) وحتى التاسع منه. وهو الذي كان خصّص الدورات السابقة لمجموعة من الكتب المميّزة التي وضعتها مجموعة من النقاد العرب سابقاً. المختلف هو أن العديد من هذه الإصدارات هي لمؤلّفين ومترجمين سعوديين.
غلاف «الكاميرا القلمية» (مهرجان أفلام السعودية)
عدد الكتب التي سيصدرها المهرجان في دورته الجديدة هي 23. منها 6 كتب من تأليف كتّاب سعوديين، وكتابان من مؤلفين خليجيين غير سعوديين. من الكتب الـ23 هناك 4 مترجمة. و11 كتاباً لمؤلّفين آخرين من العالم العربي.
أحد الكتب التي وضعها مؤلفون سعوديون هو د. عبد الله العقيبي، يبحث فيه موضوعاً مهماً وشائكاً، يبدأ بسؤال عن السينما السعودية التي انطلقت فجأة، وأنتجت عدداً كبيراً من الأفلام (قصيرة وطويلة)، بحيث بات يجوز التساؤل في مستقبلها وفيما إذا كانت ستتطور فنياً وموضوعياً وكيف. وفي الكتاب أيضاً قراءات نقدية لـ5 أفلام سعودية طويلة.
كتاب آخر لمؤلّف سعودي يأتي تحت عنوان «المدينة العارية: المرجع الشّامل في الأفلام الوثائقية الاستقصائية». المؤلف هو د. مسفر الموسى الذي يعاين كلّ ما يتعلّق بهذا النوع من السينما في ثلاثة أجزاء كل جزء مؤلّف من ثلاثة فصول، مما يشكل، على الأرجح، الكتاب الأضخم بين هذه الإصدارات.
هناك كتاب للمؤلف البحريني النشط أمين صالح، حول المخرج إنغمار برغمان يبحث فيه رؤيته الخاصة وتأويله للعالم وللذات. ليس أول كتاب عنه بل ربما، ولسِعَة اطلاع المؤلف، ربما سيكون المرجع الأهم بينها.
عن السينما الوثائقية أيضاً وضع الناقد الجزائري عبد الكريم قادري، كتاباً بعنوان «جمالية التلقي في السينما الوثائقية». الهدف بدوره يقوم على الإحاطة بهذا النوع من الأفلام إنما من زاوية المُشاهد أو المتلقّي. في الوقت نفسه يتطرّق المؤلف إلى الجوانب التاريخية لهذا النوع وإلى تقديم قراءات لبعض الأفلام المهمّة في هذا الإطار.
استجابة لأمرٍ تنفيذيٍّ أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رُفعت السرية عن الوثائق المتعلّقة باغتيال ثلاثة من السياسيين الأميركيين وهم جون كيندي وشقيقه روبرت....
أفلام عن جون كيندي تناولت اغتيالهhttps://aawsat.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7/5124111-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%86-%D8%AC%D9%88%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%AA-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%87
استجابة لأمرٍ تنفيذيٍّ أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رُفعت السرية عن الوثائق المتعلّقة باغتيال ثلاثة من السياسيين الأميركيين وهم جون كيندي وشقيقه روبرت، والداعية مارتن لوثر كينغ (لا شيء حتى الآن عن مالكوم إكس).
أشهر هذه الشخصيات (وكلّها مشهورة) هو جون كيندي الرئيس الأميركي الـ35 الذي اغتاله لي هارڤي أوزوالد أثناء مرور الرئيس مع زوجته جاكلين، في سيارة مكشوفة خلال استعراضٍ في أحد شوارع مدينة دالاس بولاية تكساس في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1963.
كلينت إيستوود «في خط النار» (كولمبيا)
أسئلة ساخنة
اغتيل جون كيندي بعد 62 عاماً على آخر اغتيال تعرض له رئيس أميركي، ففي 14 سبتمبر (أيلول) سنة 1901 اغتيل الرئيس ويليام مكينلي. قبله اغتيالان، الأول والأهم اغتيال إبراهام لينكولن (سنة 1865)، والثاني اغتيال الرئيس جيمس غارفيلد (سنة 1881). في حين لم يثبت أن دوافع قتل مكينلي وغارفيلد كانت سياسية، فإن اغتيال لينكولن كان سياسياً بامتياز كونه كَسِب حرب تحرير العبيد التي دامت 4 سنوات (1861-1865) مما جلب عليه احتجاجات عديدة من مصادر مختلفة.
بيد أن اغتيال كيندي حمل ألغازاً وتفسيرات واتهامات عدّة: من وقف وراء الجريمة؟ من دفع لاغتيال أوزوالد؟ هل صحيح أن أوزوالد لم يكن وحده وربما لم تكن الرصاصات القاتلة من بندقيَّته؟ من وقف وراء الجريمة: «إف بي آي»؟ «سي آي إيه»؟ دولة عميقة؟ دولة أجنبية؟ ومن ثَمَّ بالطبع لماذا؟
هذه كلها موضوعات لم يكن من الممكن أن تمرَّ عليها السينما من دون أن تفيها حقها عبر أعمال تسجيلية ودرامية بلغ عددها منذ ذلك الحين أكثر من 30 فيلماً.
دونالد سذرلاند وكيڤن كوستنر في «جي أف كي» (وورنر)
مؤامرات عديدة
أشهر هذه الأفلام هو «JFK» الذي حققه أوليڤر ستون في عزِّ شهرته ونشاطه سنة 1991. هو فيلم يطرح بأسلوب تقريري احتمالات ونظريات مؤامرة عبر تحقيقات المدّعي العام جيم غاريسُن الذي لعب دوره كيڤن كوستنر. نيَّة المخرج هي ألا يوجِّه إصبع اتهام لأحد بمفرده، لذلك جاء الفيلم بجملة من نظريات المؤامرة وكل منها قابل للنقاش إن لم نقل قابل للتصديق. لكن شيئاً واحداً يبرز من خلال كل ذلك وهو أن التحقيق الرسمي المُعلن أخفى أكثر مما أظهر، لذلك لا يمكن الوثوق به.
رحلة ستون تمرُّ بكل هذه المحطات كما لو أنه يريد الإيعاز بغياب الحقيقة ما يؤيد منحاه من أن التقارير الرسمية حول الحادث لم تكن كافية وبالتالي صادقة.
في كل الأحوال جهد كبير ذاك الذي قام به المخرج حاشداً في ثلاث ساعات وربع الساعة، كل استنتاج ممكن وكل احتمال وارد من دون تحبيذ نظرية على أخرى.
قبل هذا الفيلم، حقّق ديڤيد ميلر فيلماً بعنوان «قرار تنفيذي» (Executive Action) سنة 1973. فيه لم يحاول المخرج الالتفاف على الموضوع، بل سبر غور حكاية تتحدث عن أن الاغتيال كان تنفيذاً لجهات سياسية حكومية أرادت التخلّص من كيندي لمآربها السياسية الخاصّة.
الاتهام نفسه قاد فيلم «ج ف ك: قضية المؤامرة» (JFK: The Case for conspiracy) سنة 1993. هذا فيلم تسجيلي حقَّقه روبرت ج. غرودن تتبّع خطوات النائب العام غاريسُن في احتمال أن الاغتيال كان مؤامرة حكومية نُفِّذت بدقة ونجاح. الجيد هنا أن الفيلم يقرأ لنا فقرات من التقرير الرسمي الذي صدر عن الحادثة ويبحث في حقيقتها مناوئاً إياها أو، في مشاهد معيّنة، باعثاً الريب فيما تدَّعيه.
محاكمة افتراضية
في «محاكمة لي هارڤي أوروالد» (The Trial of Lee Harvey Oswald) لديڤيد غرين (1977) خطوة صوب الافتراض بكل مشهد في الفيلم. هذا لأن غرين يتحدث عن محاكمة لم تقع لأوزوالد أساساً، إذ اغتيل قبل أن يُحاكم. ما يقوم به الفيلم هو تخيّل ما الذي كان الوضع عليه لو قُدّم أوزوالد للمحكمة. ما كان سيُدلي به وكيف كان سيعترف بما قام به والجهات التي أوعزت له بذلك.
كون هذا الفيلم خيالي بالكامل لم يدفعه لتبوأ مكانة خاصة بين الأفلام التي دارت حول هذا الموضوع، بيد أن هذه الخاصية له هي نفسها موقع قوّته لأن الفيلم يُدلي - عبر أوزوالد - بما كان متوقعاً أن يقوله مفجِّراً حقائق مخفية.
جاك روبي، الذي صفّى أوزوالد، كان بدوره موضوع فيلمين على الأقل هما، «روبي وأوزوالد» لميل ستيوارت (1978) و«روبي» لجون ماكنزي. هذا الثاني يفتح صفحة جديدة حول الموضوع من حيث إنه يدور حول من صفّى أوزوالد وأسباب ذلك. في مجمله دفاع عن (ج ف ك)، لكنه لا يدور فعلياً عن الرئيس الأميركي بل عن روبي الذي كان يعرف أوزوالد من قبل اغتيال الرئيس.
ماكنزي آخر (ديڤيد ماكنزي) أخرج في 1999 فيلماً مختلفاً عن تلك الأفلام السابقة بعنوان «The Secret KGB: JFK Assassination Files»، وما يعرضه هو الإيحاء بأن المخابرات الروسية هي من وقفت وراء عملية الاغتيال.
هذا يناوئ فيلماً لروب راينر حققه سنة 2016 عنوانه «LBJ» يوحي بأن الرئيس الذي خلف كيندي، ليندون ب. جونسون، كان على خلاف دائم مع جون كيندي مفترضاً أنه قد يكون متورِّطاً بدوره في عملية التخلص منه.
بعيداً عن كل ذلك، ولمن يرغب في تنشيط ملكية الخيال أخرج الألماني وولغانغ بيترسن «In the Line of Duty» (في خط الواجب)، 1993. ليس عن جون كيندي بل عن أحد حراسه (كلينت إيستوود) الذي يُعدُّ نفسه أخفق في حماية الرئيس كيندي إذ كان أحد المكلّفين بحراسته بصفته أحد رجال الأمن الخاص. الآن هناك خطّة أخرى لقتل رئيس جديد وعليه أن ينبري لينجز بما لم يستطع القيام به من قبل.