أسرار في علاقة مهرجانات السينما والأوسكار

تشمل تبادل منافع فنية وتجارية

لقطة من فيلم «فلسطين 36» (آي إم دي بي)
لقطة من فيلم «فلسطين 36» (آي إم دي بي)
TT

أسرار في علاقة مهرجانات السينما والأوسكار

لقطة من فيلم «فلسطين 36» (آي إم دي بي)
لقطة من فيلم «فلسطين 36» (آي إم دي بي)

قبل زمن غير بعيد، لنقل نحو 23 سنة، لم تكن العلاقة بين المهرجانات السينمائية الدولية وحفل الأوسكار بمثل هذه المتانة التي تتجلى اليوم.

كانت جوائز الأوسكار المخصصة للأفلام ومخرجيها تبدو أكثر استقلالاً عما هي عليه الآن. كانت حفلاً أميركياً منفصلاً إلى حد كبير عن جوائز المهرجانات والمناسبات الأخرى.

على سبيل المثال، لم يمر الفيلم الفائز بالأوسكار سنة 1996 «قلب شجاع» (Braveheart) على أي من المهرجانات الأوروبية الثلاث برلين، وكان وڤينيسيا. كذلك حال الأفلام الأربعة التي نافسته وهي «أبوللو 13» و«بايبي» و«ساعي البريد» و«العقل والعاطفة» (Sense and Sensibility). رغم أن بعض هذه الأفلام عرضت في مهرجانات أميركية محدودة الشهرة والإقبال مثل «لوس أنجليس فيلم فستيڤال» و«سياتل فيلم فستيڤال».

في 1998 تم اختيار خمسة أفلام للتنافس على جائزة «أفضل فيلم أجنبي» لم يكن من بينها ما عرضه مهرجان أوروبي كبير بما في ذلك الفيلم الفائز حينها «كاركتر» (Character) الآتي من هولندا. بقية أفلام تلك الدورة في هذا القسم كانت الفيلم الروسي «اللص» والفيلم البرازيلي «أربع أيام من سبتمبر» والإسباني «أسرار القلب» والألماني «ما بعد الصمت». هذه كلها انتقلت من بلدانها على نحو مباشر باستثناء ما عُرض منها في مهرجانات صغيرة.

هذا المنوال استمر حتى منتصف العقد الأول من القرن الحالي. بعض الأفلام المتسابقة في الفئتين، «أفضل فيلم» و«أفضل فيلم أجنبي» (تغيير اسمها إلى أفضل فيلم عالمي) شهدت عروضها الأولى في «ڤينيسيا» أو «كان» لكن على نحو محدود.

لقطة من فيلم «فلسطين 36» (آي إم دي بي)

تغيير اسم مسابقة «أفضل فيلم أجنبي» كشف عن محاولة أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الإعلان بأنها أكثر عالمية مما كانت عليه، وتبع ذلك الإكثار من الأفلام الأجنبية في المسابقة الأساسية لأفضل فيلم.

أربع مزايا

ما نشهده حالياً هو أن النسبة الغالبة من الأفلام التي تدخل سباقات الأوسكار تم عرضها المهرجانات الدولية خصوصاً «كان» الفرنسي و«ڤينيسيا» الإيطالي. المنافسة بين هذين المهرجانين لتبوأ المركز الأول في عدد الأفلام التي أطلقها كل منهما وحطّت في سباق الأوسكار، حاضرة بزخم غريب كما لو أن الأوسكار هو ذراع لهما وأن ما يعرضه أي من هذين المهرجانين (وإلى حد أقل برلين) هو بالضرورة ما يجب على أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبوله.

إليهما (كان وڤينيسيا) ينضم مهرجانا صندانس الأميركي وتورنتو الكندي و-نظرياً- أي مهرجان آخر اختارته الأكاديمية لقبول أفلامه حين إرسالها إليه.

هناك أربعة شروط لانتخاب المهرجان- الشريك:

* أن يكون ذا تاريخ بالغ النجاح حجماً وإقبالاً.

* أن يكون مهرجاناً مُقاماً في عاصمة أو مدينة كبيرة في بلد معروف بوفرة إنتاجه وتعدد ثقافاته.

* أن يتم عرض الفيلم في صالات المهرجان المتاحة للجمهور.

* أن يتمتع المهرجان بالقدرة على جذب محترفي العمل السينمائي من مخرجين ومنتجين ونقاد سينما.

بذلك، لا عجب أن المهرجانات العربية ليست في هذا النطاق. وهي ليست وحدها، فمن بين أكثر من 5 آلاف مهرجان وتظاهرة ثانوية هناك 50 أساسية لبلدانها وأقاليمها ومن بين هذه هناك 10 أكثر أهمية من سواها، ومن هذه لدينا تلك المهرجانات التي باتت تؤلف الشريان الرئيسي لما يختاره الأوسكار لدخول مسابقاته وهي ڤينيسيا وكان وتورنتو وصندانس وبرلين (أحياناً لوكارنو ونيويورك).

مسافة زمنية فقط

في تصريح للمدير الفني لمهرجان مراكش، ريمي بونوم، على أعتاب دورته الجديدة التي انطلقت في الثامن والعشرين من هذا الشهر ذكر أن موعد إقامة المهرجان في نهاية كل عام يجعله على مسافة قريبة من سباق الأوسكار وأن دورة المهرجان الثانية والعشرين الحالية التي تستمر حتى السادس من ديسمبر (كانون الأول)، تحتوي على العديد من الأفلام التي دخلت سباق الأوسكار المقبل في فئة الأفلام العالمية.

«زنقة مالقا» (فيلمز بوتيك)

بالفعل، هناك، مثلاً، «فلسطين 36» لماري آن جاسر و«كعكة الرئيس» لحسن هادي و«زنقة مالقة» (Calle Malaga) لمريم توزاني التي دخلت المرحلة الأولى من الترشيحات. لكن المسافة القريبة بين مهرجان مراكش والأوسكار هي فقط زمنية وهذا حال كل المهرجانات العربية التي تعني باختيار أفلام يتم الإعلان عنها مسبقاً كاحتمالات دخول مسابقة «أفضل فيلم عالمي» وقد لا تدخل. في هذا النطاق فإن مهرجانات السينما كافّة تنتظر إعلان القائمة الكاملة للدول التي أرسلت ترشيحاتها من الأفلام وتم قبولها. عند هذه النقطة يبدأ شغل مهرجانات الأشهر الأخيرة من السنة لعرض ما تم قبوله عند تلك المرحلة الأولى.

من ڤينيسيا إلى الأوسكار: «فرنكنستاين» (نتفلكس)

في أفضل الأحوال فإن عرض أفلام من هذه القائمة الأوّلية أقرب لتحية تلويح باليد من المهرجان العربي، أياً كان، للأوسكار. هذا، بدوره، لن يلحظ هذه التحية ولن ير إلا تلك المهرجانات الغربية الرئيسية المعتمدة لديه.

ما يستفيده المهرجان العربي المنشغل بعروض أفلام عربية أو أجنبية قد تصل إلى الشوط الثاني من السباق الأميركي هو إتاحة الفرصة أمام الجمهور المحلي للتعرّف على هذه الأفلام وتسجيل دعاية إعلامية لا تُغادر المنصّات العربية.

حلقات

المقارنة بين هذا المنوال المتواضع من العلاقة بين المهرجان العربي والأوسكار، وبين ما يحدث في إطار العلاقة بين هذا الأخير والمهرجانات الدولية موضوع لا بد من طرحه.

مهرجانات السينما ذات الحجم والأهمية الدولية تمتلك، تلقائياً، عدة مقوّمات تساعدها على تبوؤ هذه المكانة.

على سبيل المثال، استقبال عشرات المنتجين والموزّعين والفنانين والمخرجين يشكّل عملياً اللقاء الأول بين أصحاب المشروعات ومنفّذيها المحتملين. هذا ينعكس، لدى الأكاديمية، حين تنظر إلى أهمية هذا المهرجان أو ذاك بالنسبة إليها.

هناك أيضاً حقيقة أن المهرجانات الكبيرة تكتسب مكانتها بقدر ما تعرضه من أفلام تنتقل بعد ذلك إلى مهرجانات أخرى وصولاً إلى موسم الجوائز في الأشهر الثلاثة المقبلة مثل جائزة الاتحاد الأوروبي وجائزة بافتا البريطانية وجائزة غولدن غلوبز الأميركية انتهاءً بالأوسكار.

بذلك يجد المخرج وصانعو الفيلم أنفسهم في بؤرة اهتمام ونشاط متواصل وثري. هذا يتم بإسهام من الصحافة العالمية ونقادها الذين يواكبون تلك الأفلام بدءاً من عروضها الأولى.

في حين كانت صناعة مخرج ما تتم بفضل الفيلم الذي حققه أساساً، بات ذلك يتحقق بفضل ذلك الإعلام الواسع الذي يضعه على السدّة ويمنحه ما يبحث عنه من تنافس شركات التمويل والإنتاج على أعماله اللاحقة خصوصاً إذا ما فاز هو أو فيلمه بجائزة أولى من مهرجان أو بجائزة الأوسكار.

شكل الأوسكار المقبل

ما يستفيد منه المهرجان كذلك هو التموضع على رأس تلك المناسبات التي تستطيع دفع الأفلام المشتركة فيها إلى سباق الأوسكار. بالنسبة لصانعي الأفلام المشاركة في المهرجانات الكبرى ذلك يعني وضع الفيلم على سكّة الأوسكار على نحو مضمون النتائج أكثر مما كان الوضع عليه سابقاً. وهو ما يفسّر التنافس القائم بين مهرجاني ڤينيسيا و«كان» على تأكيد أهميتهما كسبيل لإيصال الأفلام إلى السباق الأكبر المتمثل في جوائز الأوسكار.

هذا العام نجد أن المهرجان الإيطالي (الأكثر اهتماماً بفن الفيلم من فن تجارته) يدفع بأفلام عرضها في دورته الأخيرة سبتمبر (أيلول) باتجاه الأوسكار. في المقدّمة «فرانكنستاين» لغييرمو دل تورو و«صوت هند رجب» لكوثر بن هنية و«منزل الديناميت» لكاثلين بيغيلو و«بوغونيا» ليورغوس لانتيموس والفيلم الذي خطف جائزته الذهبية هذا العام وهو «أب أم أخت أخ» لجيم جارموش.

في المقابل، نجد حفنة أخرى من الأفلام دفعها المهرجان الفرنسي صوب الأوسكار بينها فيلم جعفر بناهي الفائز بالذهبية في «كان» وهو «مجرد حادث» لجانب «قيمة عاطفية» ليواكيم تراير و«تاريخ الصوت» لأوليڤييه هرمانوس و«صِراط» لأوليڤر لاكس و«العميل السرّي» لكايبر مندوزا فيلو.

في خضم المصالح المتبادلة بين كل هذه الأطراف، فإن الناتج هو تحويل جزء كبير من أفلام الأوسكار إلى استكمال لعروض المهرجانات التي سبقته.

إنه صراع لا ينتهي وتنافس على الأفضل ومصالح مشتركة تجعل الأوسكار يبدو اليوم عالمياً أكثر مما قد يتمناه البعض منا.


مقالات ذات صلة

«صورة مسيئة» لريهام عبد الغفور تثير جدلاً حول خصوصية المشاهير في مصر

يوميات الشرق ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

«صورة مسيئة» لريهام عبد الغفور تثير جدلاً حول خصوصية المشاهير في مصر

أثارت صورة وُصفت بأنها «مسيئة» للفنانة المصرية ريهام عبد الغفور جدلاً حول «انتهاك الخصوصية»، بعدما أعلنت «نقابة الممثلين» عن سعيها للوصول إلى مصوري الصورة.

أحمد عدلي (القاهرة)
آسيا مشاهدة فيلم بوليوودي في سينما أريانا بكابل عام 2012 (رويترز)

سينما عتيقة في كابل تسقط أخيراً تحت جرافات «طالبان»

سقطت دار عرض سينمائي شهدت فصولاً من التاريخ الحديث لأفغانستان من حيوية ستينات القرن الماضي المنفتحة، إلى فترات القمع التي أعقبت استيلاء «طالبان» على الحكم

«الشرق الأوسط» (كابل )
يوميات الشرق خلال تسلم الجائزة في «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

كريم الألفي: «مهرجان البحر الأحمر» يتيح مساحة مميزة للأصوات الجديدة

يقدّم المخرج وكاتب السيناريو المصري كريم الدين الألفي عملاً سينمائياً ينتمي إلى عالم متخيَّل.

أحمد عدلي (جدة)
سينما ‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

في 2025، صُنعت الأفلام السعودية لتُشاهَد، ودخلت الموسم وهي تعرف موقعها وطبيعة المتلقي، وتتحرك ضمن مسارات واضحة: صالات السينما أو المنصات الرقمية أو المهرجانات.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق «الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفال

قال المخرج السعودي، ممدوح سالم، إن فيلمه «الهندول» ارتبط بمشهد عاشه في وداع جده، وإن الفكرة ظلت تلح عليه حتى كتبها بعد 10 سنوات.

انتصار دردير (جدة)

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)
‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)
TT

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)
‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)

في 2025، صُنعت الأفلام السعودية لتُشاهَد، ودخلت موسم العرض وهي تعرف موقعها، وتدرك طبيعة المتلقي، وتتحرك ضمن مسارات واضحة، سواء عبر شباك التذاكر وصالات السينما، أو من خلال المنصات الرقمية، أو المشاركة في المهرجانات الدولية؛ إذ بدا إنتاج الفيلم السعودي جزءاً من قراءة أوسع للسوق، بما انعكس على تماسك التجارب السينمائية، وعلى وضوح اتجاهها، وعلى طريقة تقديمها للجمهور، حيث تحركت الأفلام المحلية بثقة داخل مشهد متعدد الخيارات، ونجحت في إيجاد مكانها وحجز موقع بارز لها في ذهن المتلقي.

وقارب عدد الأفلام السعودية التي عُرضت في صالات السينما خلال هذا العام على نحو 11 فيلماً، هي: «هوبال»، و«شباب البومب 2»، و«إسعاف»، و«فخر السويدي»، و«تشويش»، و«ليل نهار»، و«صيفي»، و«الزرفة»، و«سوار»، و«قشموع»، و«القيد»، مما يعكس حركة إنتاج نشطة، وتنوّعاً في الخيارات المطروحة على الجمهور، بين أفلام كوميدية خفيفة، وأعمال ذات نبرة أكثر جدية، وتجارب تراهن على القصة والمكان أو على السرد الإنساني.

الكوميديا ما زالت تكتسح

جاء الحضور الواسع للأعمال الكوميدية، في قراءة واضحة لذائقة الجمهور، فأفلام مثل «الزرفة» و«فخر السويدي» و«إسعاف» اشتغلت على الإيقاع السريع، والمواقف اليومية، واللغة القريبة من المتلقي، واستطاعت أن تحجز لها مساحة ثابتة في قائمة الأفلام الأعلى إيراداً في شباك التذاكر السعودي، لعدة أسابيع، في منافسة شرسة مع أعمال هوليوودية وعربية واسعة الانتشار، كما قدمت هذه الأفلام وجوهاً جديدة، بعضها خاض تجربته السينمائية الأولى.

يضاف إلى ذلك؛ فيلم «شباب البومب 2» الذي انتقل إلى السينما، وهو فيلم يحمل قاعدة جماهيرية واسعة تشكّلت عبر التلفزيون، وجاء جزؤه الثاني بعد نجاح جماهيري كبير لقيه الجزء الأول من الفيلم في العام الذي يسبق، وهو عمل يشتغل على الكوميديا المباشرة، والشخصيات المألوفة، ويأتي من بطولة الممثل فيصل العيسى، الذي قدم تجربة ترفيهية استهدفت جمهوراً في معظمه من الشباب وصغار السن.

نجوم السينما... ووجوه جديدة

عند الوقوف على الأداء التمثيلي لهذه الأفلام، فإن «إسعاف» عزّز حضور الممثل إبراهيم الحجاج داخل السينما، بعد نجاحه السابق في «سطّار» الذي لم يستطع أي فيلم سعودي تجاوزه من حيث حجم الإيرادات حتى الآن، ويمكن القول إن «إسعاف» استثمر في كاريزما بطله، مؤكداً انتقال الحجاج من تجربة ناجحة إلى خط بطولي أكثر استقراراً داخل السينما التجارية.

في حين اعتمد «فخر السويدي» على مجموعة من الوجوه الشابة، واشتغل على مواقف اجتماعية بسيطة قريبة من الحياة اليومية، يتقدمهم الممثل فهد المطيري الذي لديه كمٌّ منوّع من التجارب الفنية، مما جعل هذا الفيلم يسهم في توسيع مساحة المشاركة أمام جيل جديد داخل السينما السعودية. والأمر ذاته مع «الزرفة» الذي اشتغل على الكوميديا الشعبية وفتح مساحة ظهور لوجوه جديدة شابة، وهو فيلم ساعد على تنشيط صالات السينما خلال فترة الصيف.

«هوبال»... ثقل درامي

ومن أهم الأفلام السعودية في 2025 فيلم «هوبال»، الذي اعتمد على سرد درامي كثيف، وأجواء إنسانية متجذرة في البيئة المحلية، ووسط الصحراء تحديداً، وهو عمل اشتغل على الصراع النفسي، وراهن على قوة النص، مما منح الفيلم خصوصيته، وأكد استعداد الجمهور السعودي لتجربة سينمائية أكثر عمقاً حين تأتي ضمن بناء سردي متماسك.

وجمع «هوبال» كثيراً من نقاط القوة، من أداء تمثيلي متقن لإبراهيم الحساوي ومشعل المطيري وميلا الزهراني، إلى جانب رؤية المخرج المتمرس في هذه الفئة من الأعمال عبد العزيز الشلاحي، ونص الكاتب مفرج المجفل... كل هذه العوامل أسهمت في تثبيت موقع الفيلم بوصفه عملاً محورياً في قراءة أفلام 2025.

«سوار» و«القيد»... أعمال لافتة

كذلك، من الأعمال اللافتة خلال العام فيلم «سوار» الذي استند إلى قصة حقيقية عن تبديل طفلين عند الولادة بين عائلتين من ثقافتين مختلفتين (سعودية وتركية)، واشتغل العمل الذي يعد التجربة الروائية الأولى للمخرج أسامة الخريجي، على أثر هذا الحدث على الهوية والانتماء والعلاقات الأسرية، كما راهن على الدراما الإنسانية المباشرة وبناء التعاطف عبر التفاصيل اليومية.

وإحدى المحطات الجديرة بالتوقف في 2025 فيلم «القيد»، للمخرج حسام الحلوة، صحيح أنه لم يحقق أرقاماً قوية في شباك التذاكر، لكن تكمن أهميته في موقعه داخل مسار بدأ يتبلور بين الأفلام السعودية، وهو سينما الصحراء، بوصفها عنصراً سردياً فاعلاً، حيث لعب المكان دوراً أساسياً في تشكيل التوتر، ودفع الشخصيات إلى مواجهات داخلية وخارجية، واعتمد العمل على التكثيف وبناء جو نفسي ضاغط، قائم على الثأر والمطاردات والعنف.

أفلام المنصات الرقمية

وفي موازاة صالات السينما، لعبت المنصات الرقمية دوراً محورياً في إيصال الأفلام السعودية إلى جمهور أوسع؛ يستطيع مشاهدتها بلغات عدة، أبرزها فيلم «رهين» الذي عرضته «نتفليكس»، وشكّل إحدى أبرز حالات هذا المسار، حيث بُني منذ البداية وفق منطق المشاهدة المنزلية، مع سرد مشدود وإيقاع محسوب، ووجد طريقه سريعاً إلى قوائم الأعلى مشاهدة.

وأتى «رهين» من بطولة الممثل محمد الدوخي، امتداداً لنجاحه السابق في «مندوب الليل»، مما يؤكد أن المنصات الرقمية باتت فضاءً أساسياً لبناء التجربة السينمائية، لا مجرد نافذة عرض لاحقة. كما عرضت «نتفليكس» أيضاً «مسامير جونير» الذي حافظ على حضوره عبر المنصة وحقق مشاهدات عالية، مستنداً إلى قاعدة جماهيرية ممتدة، مؤكداً مرونة الفيلم السعودي في اختيار وسيط العرض الأنسب لطبيعته.

المهرجانات... نجاح خارج الحدود

حضور الأفلام السعودية في المهرجانات خلال هذا العام جاء مختلفاً أيضاً، فالأفلام التي اتجهت إلى هذا المسار بدت واعية بطبيعة التلقي الدولي، وباللغة السينمائية التي تتحرك ضمنها. وشكَّل فيلم «هجرة» للمخرجة شهد أمين، المحطة الأبرز، مع عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية السينمائي، ثم مشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي وحصوله على جائزتين خلاله، كما أنه الفيلم الذي مثّل المملكة في سباق جائزة الأوسكار لعام 2026 عن فئة الفيلم الدولي، وثبّت صورته كعمل صُمم للتداول العالمي.

في السياق نفسه، جاء فيلم «المجهولة» للمخرجة هيفاء المنصور، بعرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي، ثم عرضه عربياً في مهرجان البحر الأحمر بجدة، وهو فيلم يترقب الجمهور عرضه مطلع العام الجديد، حيث يشكل تجربة مختلفة لهيفاء المنصور التي اعتادت أفلامها على المشاركة في المهرجانات السينمائية العالمية.

«محاربة الصحراء»... تجربة مختلفة

أحد الأعمال اللافتة لهذا العام، فيلم «محاربة الصحراء» الذي قدّم تجربة تاريخية ملحمية مستلهمة من القرن السابع في شبه الجزيرة العربية، وصُوّر في مواقع طبيعية داخل المملكة، كما تم عرضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، وعكس العمل تطوراً في البنية الإنتاجية، واتجاهاً نحو مشاريع أوسع نطاقاً قادرة على مخاطبة جمهور عالمي، وتعزيز حضور المملكة بوصفها موقع إنتاج سينمائي.

استقرار السوق المحلية

وفي قراءة للمشهد، يقول الدكتور عبد الرحمن الغنام، وهو ناقد سينمائي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عام 2025 يمثل مرحلة استقرار في السوق السينمائية السعودية، حيث تشير توقعات مداخيل شباك التذاكر إلى تسجيل مستويات متقاربة خلال العامين الماضيين، بالتوازي مع تبلور خصائص الفيلم المحلي من حيث الأنواع والجماهير ونماذج التسويق، وصعود جيل جديد من المخرجين والممثلين».

وأشار الغنام إلى أن هذا العام شهد حضوراً دولياً ملحوظاً عبر المهرجانات السينمائية والإنتاجات المشتركة، مما يؤكد قابلية السينما السعودية للتداول خارج حدودها المحلية. وأضاف: «في ضوء هذه المؤشرات، نتوقع أن تشهد السنتين المقبلتين اتساع نطاق النشاط السينمائي، مع استكمال شركات السينما توسّعها في البنية التحتية والتجارب الحديثة لصالات العرض في مناطق المملكة، ودخول لاعبين دوليين جدد إلى السوق الإنتاجية».

وإجمالاً، لم يقدم عام 2025 فيلماً واحداً يمثّل السينما السعودية، بل قدم مجموعة أفلام استطاعت أن تتقاسم المشهد، كلٌّ بلغته، وجمهوره، ومساره، في تنوع شكّل علامة على بدء مرحلة جديدة، تتحرك فيها السينما السعودية بثقة، ووعي، وعلاقة أكثر متانة مع الجمهور.


فيلم «أڤاتار: نار ورماد»... نقاط ضعف وحسنات

أونا تشابلن شريرة الفيلم (تونتييث سنتشري ستديوز)
أونا تشابلن شريرة الفيلم (تونتييث سنتشري ستديوز)
TT

فيلم «أڤاتار: نار ورماد»... نقاط ضعف وحسنات

أونا تشابلن شريرة الفيلم (تونتييث سنتشري ستديوز)
أونا تشابلن شريرة الفيلم (تونتييث سنتشري ستديوز)

كل ما يحدث في «أڤاتار: نار ورماد» على مدى ثلاث ساعات و17 دقيقة كان يمكن له أن يحدث على كوكب الأرض فيما لو قرر جيمس كاميرون وكاتبا السيناريو ذلك.

هذا ليس جديداً، بل في الواقع حال فيلمَي السلسلة السابقَين «أڤاتار» (2009) و«أڤاتار: طريق الماء» (2022). التيمة التي تدور حول استعمار البيض للقبائل هي في الأساس بعض التاريخ الأميركي مع مواطني البلاد الأصليين. التكنولوجيا مقابل السهام وأدوات القتال البدائية تدخل في هذا المعترك (شأن تلميحات أكيرا كوروساوا في عدد من أفلامه بدءاً بـ«الساموراي السبعة» في 1954). الحيوانات المائية في هذه السلسلة هي بديل للحيتان والأسماك في البحار الأرضية. الحيوانات المجنّحة التي تطير هي استعاضة عن الخيول في أفلام الوسترن والأفلام التاريخية.

قبائل مُستعمَرة

«أڤاتار: نار ورماد» يؤكد هذه الاستعارات مجدداً. حتى الحكاية هنا هي، في الأساس، حكاية قبائل متقاتلة كما كان حال قبائل الولايات المتحدة (وكل القارة الأميركية) ضد بعضها بعضاً تنازعت على الزعامة والأرض والمراعي.

ما يختلف هو أن الحكاية في «أڤاتار: نار ورماد» تسرد في إطار خيالي ممتع للنظر. تصاميم الفيلم المرسومة وألوانها وبصرياته المتعددة ما زالت دعوة لمتابعة رقي فني في أساسه. شخصيات هذا الفيلم تتحرّك على خلفيات كثيرة والمؤثرات التقنية والبصرية تُولّف بين الحركة البدنية والمحيط الذي يغلّفها طوال الوقت. في المشاهد الخالية من المعارك هي أشبه بسباحة حالمة وفي غيرها تبقى مثيرة للاهتمام بسبب طريقة تنفيذها.

تدور الاحداث على كوكب غرائبي التشكيل والطبيعة من صخور معلّقة إلى غابات عملاقة ومخلوقات نصفها أليف ونصفها الآخر مخيف. (أ.ب)

في الفيلمَين الأول والثاني من السلسلة يقوم الصراع أساساً بين الأرضيين الذين استعمروا جزءاً من كوكب باندورا (على بُعد ملايين السنوات الضوئية كما يذكّرنا الفيلم الجديد) وبين قبيلة ناڤي. هنا، يوجد بُعد آخر. عدو جديد متمثّل بقبيلة أخرى اسمها مانغكوان (تقودها محاربة اسمها ڤارانغ تؤديها أونا تشابلن التي لم يسبق لها الظهور في هذه السلسلة من قبل) هي التي تُغير على أفراد قبيلة ناڤي بعدما انشق عنها الآدمي المتحوّر جاك (سام وورثنغتون) بسبب رفض رئيسها السماح لجاك استخدام السلاح الناري دفاعاً ضد الغازين. هذا ما يجبر جاك وأفراد عائلته التوجه صوب موقع جديد. جاك وزوجته كانا قد خسرا (في نهايات الجزء الثاني) أحد أولادهما في تلك المواجهة. الآن عليه أن يدافع عن أفراد أسرته وصحبه ضد الجميع وهذا هو جزء أساسي من الحكاية التي يعرضها سيناريو لا يخلو من التكرار في المواقف والحوارات.

سام وورثينغتون قبل المعركة (تونتييث سنتشري ستديوز)

إبداع تقني

كيف يجوز لمخرج بمهارة جيمس كاميرون إغفال حقيقة أن السيناريو المرسوم يكرر ما يسرده حتى في إطار المشهد الواحد (في كل مشهد هروب هناك صراخ متوالٍ من نوع «اركض، اركض، اسرع، وGo‪, Go‪, Go كما لو كنا نشاهد فيلماً حربياً تقع أحداثه في فيتنام).

الأفدح هو قيام الكتيبة (سام جوفي وأماندا سيلڤر وجوش فرايدمان وشاين سالرنو) باستخدام تعابير يستخدمها أهل الأرض على كوكبنا هذا مثل Bro (اختصارا لكلمة Brother) وCopy (كلمة تُستخدم في الاتصالات اللاسلكية). إليها تنضم عبارات من تلك التي تصف حالات عاطفية بلا قدرة على ابتكار بدائل لها تناسب شعباً يعيش على بُعد تلك الملايين من السنين.

هذا ما يؤثر على هويّة عمل يحاول -درامياً- أن يقع على كوكب غرائبي التشكيل والطبيعة من صخور معلّقة إلى غابات عملاقة ومخلوقات نصفها أليف ونصفها الآخر مخيف.

المخرج جيمس كاميرون يوجّه أحد ممثليه (تونتييث سنتشري ستديوز)

يعوّض الفيلم بعض هذا الضعف بالتصاميم التقنية والبصرية المذهلة. ما زال المخرج كاميرون بارعاً وموهوباً في تصميم فيلم من البصريات غير المألوفة (التي ترتفع إلى مستوى الفيلمين السابقين من السلسلة بلا ريب)، خصوصاً في مشاهد المعارك التي تنطلق بعد نحو ثلث ساعة من الفيلم وتستمر تباعاً حتى النهاية. يدرك أن لديه قصّة تُروى لكنه هو مَن يحدد كيفية سردها. في هذا النطاق، أراه اهتم بتغطية ثغرات الحوار الساذج بالبصريات، أو هكذا اعتقدَ أنه يستطيع التحليق فوقها.

بيد أن هذه البصريات لا تصنع وحدها فيلماً عظيماً وبوجود أحداث متكررة (مثل فشل المستعمرين في تحقيق انتصار حاسم في المعركة ضد قبيلة ناڤي) يجعل المواقف تدور حول نفسها أكثر من مرّة.

في سلسلة «سيد الخواتم» (Lord of the Rings) لبيتر جاكسون المشابه في إبداع تصاميمه كان هناك محور واحد، لكن كل فيلم من أجزائه الثلاثة قام على حكاية مختلفة.

على ذلك، هذا الصعيد البصري لا يجب الاستهانة به أو تجاهله. لجانب ابتداع عالم مثير للمشاهدة برسوماته وألوانه هناك المخلوقات الغريبة التي يوفرها الفيلم والمواقع الفضائية والبحرية والأرضية التي تأتي دوماً بجديد، أو -بالأحرى- بطريقة لتقديمها على نحو جديد.

زوي سالدانا في الحرب (تونتييث سنتشري ستديوز)

هذا ما يصنع من «أڤاتار: نار ورماد» العمل الملحمي الضخم الذي ينتظره كثيرون. بالنسبة لصانعيه هذه الفانتازيات المنفّذة بجماليات وبأوتار مشدودة هي حبل نجاة في فيلم بلغت تكلفته 400 مليون دولار. مع إنجازه أكثر من 100 مليون دولار في أيامه الخمسة الأولى ما زال بحاجة إلى 900 مليون دولار ليجمع ربحاً.

في حين أن المشاهدين سيربطون تلقائياً حكاية هذا الفيلم بما سبق من «أڤاتار»، فإن الحكاية، في نهاية الفيلم، مكتفية بنفسها لمن يدفعه الفضول لتجربة جديدة في إطار هذه السلسلة. في الوقت ذاته للنهاية سبيل واضح صوب جزء رابع يجري الإعداد لعرضه في مثل هذا الشهر من سنة 2029.

هذا وقت كافٍ لكي يستأجر كاميرون مجموعة أخرى من الكتّاب يمنحونه وفيلمه المقبل نَفَساً جديداً.


كل شيء عن قائمة الأوسكار القصيرة

من اليمين: هيام عباس، صالح بكري، آن ماري جاسر وبيلي هاول في «فلسطين 36» (ووترمالون بيكتشرز).
من اليمين: هيام عباس، صالح بكري، آن ماري جاسر وبيلي هاول في «فلسطين 36» (ووترمالون بيكتشرز).
TT

كل شيء عن قائمة الأوسكار القصيرة

من اليمين: هيام عباس، صالح بكري، آن ماري جاسر وبيلي هاول في «فلسطين 36» (ووترمالون بيكتشرز).
من اليمين: هيام عباس، صالح بكري، آن ماري جاسر وبيلي هاول في «فلسطين 36» (ووترمالون بيكتشرز).

أربعة أفلام لأربعة مخرجين عرب آلت إلى القائمة القصيرة في سباق الأوسكار التي أعلنت عنها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين. إنها الجوائز الأكثر استقطاباً للاهتمام بين كل المناسبات السنوية في مثل هذا الموسم. المناسبة التي باتت، منذ سنوات، محط آمال الكثير من السينمائيين، في مختلف المجالات، ومن خارج الولايات المتحدة، كما من داخلها.

القائمة القصيرة تشمل فروعاً مختلفة ليس من بينها بعد سباق الأفلام الرئيسية أو سباق الممثلين والمخرجين. هي تمهيد مثير للاهتمام يسبق الحفل الثامن والتسعين لتوزيع الجوائز يوم 15 من مارس (آذار) المقبل.

توقعات

لا بد من التذكير أنه في العام ما قبل الماضي ظهر فيلمان عربيان فقط في هذه القائمة، هما «أم كل الأكاذيب» لأسماء المدير (المغرب) و«أربعة بنات» لكوثر بن هنية (تونس). في العام التالي، 2024، مثّل «من المسافة صفر» الذي أشرف على إنتاجه الفلسطيني رشيد مشهراوي، السينما العربية وحيداً. أما هذا العام، فإن الأفلام المدرجة في قائمة الأوسكار القصيرة تحمل دلالة مهمّة كونها المرّة الأولى التي تدخل أربعة أفلام من إخراج سينمائيين عرب هذه القائمة معاً.

هذه الأفلام هي «كعكة الرئيس» لحسن هادي (العراق) و«كل ما بقي منك» لشيرين دعيبس (الأردن) و«فلسطين 36» لآن ماري جاسر (فلسطين) و«صوت هند رجب» لكوثر بن هنية (تونس).

من «كعكة الرئيس» (مايدن فوياج فيلمز)

باستثناء «كعكة الرئيس»، فإن الأفلام الثلاثة الأخرى مرتبطة بالقضية الفلسطينية كتاريخ («فلسطين 36» و«كل ما بقي منك») أو كحاضر («صوت هند رجب»)؛ ما يدل على أن المقترعين يريدون لهذه الأفلام أن تعبّر علناً عما يقع في فلسطين لدرجة أن فيلماً إسرائيلياً ناقداً للوضع المفروض على الفلسطينيين في الداخل، وهو «البحر» لشاي كارميلي - بولاك، لم يُتح له الوصول إلى هذا الخط قبل النهائي.

بما أن الترشيحات الرسمية التي ستُعلن في الثاني والعشرين من الشهر المقبل تضم، في سباق «الأفلام العالمية» خمسة أفلام فقط؛ فإنه ليس من المتوقع وجود أكثر من فيلم عربي واحد. وما هو مؤكد أنه سيكون واحداً من هذه الأفلام الثلاثة ذات الموضوع الفلسطيني.

المخرجة شيرين دعيبس (أي أم بي فايرووركس)

هذا ما يعني أن المنافسة بين أفلام كوثر بن هنية، وآن ماري جاسر وشيرين دعيبس ستكون حادّة خلال التصويت على القائمة الرسمية في الشهر المقبل.

يزيد من هذا الاحتمال وجود أفلام أجنبية مهمّة في القائمة القصيرة ستتنافس فيما بينها كما ستنافس الأفلام المذكورة في سعيها لتحقيق الوثبة صوب الأوسكار.

الأفلام الأجنبية

هناك أحد عشر فيلماً آخر تتنافس في هذا المحور، وهي:

> «صراط» (Sirat) لأوليڤر لاكس (أسبانيا)

> «العميل السري» (The Secret Agent) لكلايبر مندوزا فيلو (البرازيل)

> «لا خيار آخر» (No Other Choice) لبارك - تشان ووك (كوريا الجنوبية)

> «مناوبة متأخرة» (Late Shift) لبترا بيوندينا ڤولبي (سويسرا)

> «الفتاة ذات اليد اليسرى» (The Left‪-‬Handed Girl) لشيه تسينغ تساو (تايوان)

> «بَلِن» (Belén) لدولوريس فونزي (الأرجنتين)

> «كانت مجرد حادثة» (It Was Just an Accident) لجعفر بناهي (فرنسا)

> «باتجاه البلد» (Homebound) لنيراج غاوان (الهند)

> «كوكيهو» (Kokuho) لسانغ إلي لي (اليابان)

> «قيمة عاطفية» (Sentimental Value) لواكيم ترايير (النرويج)

الصوت النسائي

لا بد من العودة إلى الأفلام العربية ضمن هذا الجمع من الأعمال لملاحظة أن الأفلام التي تداولت الموضوع الفلسطيني، وهي، مرّة أخرى، «صوت هند رجب» و«فلسطين 63» و«كل ما بقي منك» هي من إخراج نساء (ليس من بينها فيلم رجالي)، وهذا مقابل فيلم «كعكة الرئيس» الذي حققه العراقي حسن هادي. ربما يكون ذلك تعبيراً عن اهتمام أعلى أو ربما لأن المخرجات المذكورات (بن هنية، جاسر ودعيبس) سبقن الرجال العرب في السنوات الأخيرة صوب التقاط ما هو مهم وناجح.

المخرجات العربيات جزء من حضور أكبر في هذا السباق المهم؛ إذ إن هناك سبع مخرجات في هذه القائمة التي تحتوي على 15 فيلماً. كذلك، وفي نطاق قائمة الأفلام التسجيلية الطويلة المؤلفة أيضاً من 15 فيلماً، نجد عشرة أفلام من إخراج نسائي.

ملاحظة أخيرة، وهي أن الأفلام العربية الأربعة ليست من إنتاج بلد واحد وإن انتمت، في قائمة الأوسكار كما لو كانت كذلك. «صوت هند رجب» المتقدّم باسم تونس هو أيضاً إنتاج مشترك بين فرنسا، وبريطانيا، والسعودية والولايات المتحدة. فيلم آن ماري جاسر الذي يرفع الراية الفلسطينية يُداخله تمويل سعودي، وقطري، وفرنسي، وبريطاني، وسويدي، وأسترالي ونرويجي. كذلك الحال مع «كل ما بقي منك»؛ إذ بجانب نسبة تمويل أردنية هناك مشاركة سعودية، ومصرية، وقطرية، وألمانية، ويونانية وأميركية.

أما «كعكة الرئيس»، فتمويله الأساسي ورد من قطر والولايات المتحدة.