مناطحة السحاب والأرض والقمر

كتبت في مقال سابق عن عمائر (ناطحات السحاب) التي آخر إبداعات اليابان بها بناء عمارة ارتفاعها (1.6) كيلومتر.
كما أن كوريا عاقده العزم على تشييد عمائر تسمّى (ناطحات الأرض)؛ حيث يخترقون باطن الأرض إلى (25) طابقاً، ولا يحلى الرقص والفرفشة إلا في أعمق الأعماق.
المهم، الآن ها هم يريدون أن (يناطحوا القمر) كذلك، صحيح أنهم استطاعوا الوصول إليه، وقفز (آرمسترونغ) ورفاقه على سطحه مثلما يقفز الأطفال على (trampoline)، أي (النطيطة) البلاستيكية.
غير أن المسألة لم تعد لعبة، بل أصبحت حقيقة واقعة، وها هي وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بالمشاركة مع بعض الأثرياء، تستعد للانتقال إلى هناك للتنزه وقضاء العطلات خلال السنوات القليلة المقبلة، ورصدوا ما لا يقل عن (10) مليارات دولار، دفعة أولى.
وأكدوا أنه تم تحديد المناطق المرغوب بها والصالحة للسكن على سطح القمر، وهي مناطق تتعرض للحد الأعلى من ضوء الشمس وتعتبر الأصلح والأفضل للحياة، بحسب ما نقلته جريدة (صنداي تايمز) البريطانية، يعني الحكاية لم تعد (لعب عيال)، ولكنها علوم (تجمد على الشارب).
وبحسب ما يقول العلماء، فإنه سيتم توليد الطاقة من أشعة الشمس لاستخدامها في الأغراض المعيشية للمقيمين هناك، ويمضون قائلين...
إن عمليات توليد الطاقة الكهربائية ستتم باستخدام خلايا شمسية كتلك المستخدمة على كوكب الأرض، فيما سيتم استخدام الطاقة أيضاً في التعامل مع المياه وتوفيرها بشكل نقي للسكان.
وتقول الجريدة إن خطة تشييد (المساكن الفضائية) أو القواعد على سطح القمر تعود إلى المستثمر الأميركي الشهير في مجال الفضاء ستيف جورفيستون، إضافة إلى إيلون ماسك الذي يمتلك شركة أقمار صناعية في الولايات المتحدة. انتهى.
وبهذه المناسبة، أتذكر عندما نزل أول إنسان على سطح القمر، كنت جالساً مع والدي رحمه الله أمام التلفزيون نتفرج على هذا الحدث المثير، ولا أنسى تركيزه واندهاشه، وفجأة قال لي؛ مشعل هات لي ورقة، وأتيت بها له، وأخذ قلمه من جيبه، وكتب فيها هذه الأبيات الشعرية العامية على السليقة، وكأنه تنبأ بما سيحصل...
لولا الهرم والفقر والثالث الموت يالا دمي بالكون يا عظم شانك
سخرت ذرّات الهوا تفهم الصوت وخليتها أطوع من تحرّك بنانك
جماد تكلمها وهي وسط تابوت تأخذ وتعطي ما صدر من بيانك
وعزمت من فوق القمر تبني بيوت من يقهرك لو هو طويل زمانك
لولا الثلاثة وشأن من قدر القوت نفذت كل اللي يقوله لسانك
صح لسانك يا بو زيد.-