وليد خدوري
كاتب اقتصادي عراقي من أوائل الصحافيين العرب المختصين في رصد أسواق الطاقة وشؤون النفط. حاصل على شهادة الدكتوارة من الولايات المتحدة، ويمتلك خبرات واسعة في الصحافة والنشرات المتخصصة. كما عمل في منظمة "أوابك" وتدريس العلاقات الدولية.
TT

«شل» تشاور مساهميها بسياسات «صفر انبعاثات»

أعلنت شركة «رويال دتش شل» البترولية الهولندية - البريطانية في أوائل شهر أبريل (نيسان) الحالي، أنها بصدد الحصول على موافقة المساهمين في الشركة لاستراتيجيتها حول الانتقال الطاقوي، وذلك بالتصويت في الاجتماع السنوي العمومي للشركة في شهر مايو (أيار) المقبل حول سياسة الشركة المعلن عنها في وثيقتها لعام 2021 بعنوان «الانتقال الطاقوي» التي تبحث خريطة طريق «شل» للتحول إلى اقتصاد ذي انبعاثات كربونية منخفضة. وبحسب الشركة، فإن «التصويت استشاري فقط وغير ملزم للشركة». هذا، ويكمن الهدف من الاستفتاء الاستشاري هذا، بحسب رئيس الشركة، تشاد هوليداي «في مساعدة المستثمرين والمجتمع عموماً للحصول على تفهم أوسع حول كيفية تعامل (شل) مع مخاطر وفرص الانتقال الطاقوي». وأضاف هوليداي «تعتبر (شل) استراتيجيتها متلائمة مع أقصى أهداف اتفاقية باريس للحد من الزيادة في معدل درجة الحرارة العالمية سنوياً عن 1.5 درجة مئوية مقارنة لدرجات الحرارة ما قبل العصر الصناعي».
من الجدير بالذكر، أن شركة أوروبية ثانية هي «توتال» الفرنسية طلبت التشاور مع المساهمين ومن دون أي التزام في اجتماعها السنوي العام خلال شهر مايو المقبل.
وقد نشرت دورية «إنترناشنول أويل ديلي» ملخصاً لوثيقة «شلـ«، ملخصها كالتالي:
- تهدف الاستراتيجية إلى تقليص كثافة الكربون في المنتجات الطاقوية التي يتم تسويقها بنحو 6 إلى 8 في المائة بحلول عام 2023، و20 في المائة بحلول 2030، و45 في المائة بحلول عام 2035، و100 في المائة بحلول عام 2050، مقارنة بسنة الاعتماد عام 2016.
- تقليص مطلق للانبعاثات الكربونية من معدل ذروة 1.8 غيغاواط سنوياً في عام 2018 إلى صفر للانبعاثات بحلول عام 2050.
وتشير معالم «شل» للانتقال الطاقوي لعام 2030 إلى التالي:
- ترشيد طرق العمل بوضع نهاية لحرق الغاز المصاحب للنفط الخام. والحد من كثافة انبعاثات غاز الميثان إلى أقل من 0.2 في المائة بحلول عام 2025.
- إنتاج طاقة كهربائية بانبعاثات كربونية منخفضة: مضاعفة المبيعات الكهربائية السنوية إلى 560 تيراواط/ساعة، وزيادة عدد المشتركين للكهرباء من مستهلكين وشركات إلى 15 مليوناً، كما تشييد 2.5 محطة لتزويد وخدمة السيارة الكهربائية مقارنة بنحو 60 ألف محطة خدمة اليوم.
- تجميع وتخزين الكربون لنحو 25 مليون طن/سنوياً بحلول عام 2035.
- زيادة حصة الغاز الطبيعي من مجمل الإنتاج الهيدروكربوني إلى نحو 55 في المائة. وفي الوقت نفسه تخفيض حصة إنتاج النفط نحو 1 إلى 2 في المائة/سنوياً من خلال تخفيض الاستثمارات والتخفيض الطبيعي للحقول. كما عدم الاستكشاف والحفر النفطي في المناطق النائية بعد عام 2025.
- استعمال الوقود ذي الكربون المنخفض (الهيدروجين والوقود العضوي - بيوفيول): زيادة إنتاج الوقود المنخفض الكربون ثمانية أضعاف. كما زيادة مبيعات الوقود المنخفض الكربون إلى أكثر من 10 في المائة لوقود المواصلات مقارنة بنحو 3 في المائة في عام 2020.
تهدف «شل» من خطواتها أعلاه، لتحقيق نمو معتدل. وتخطط لاستثمار نحو 19 إلى 22 مليار دولار سنوياً «لاستدامة برامجنا الأساسية في الوقت نفسه الذي سنمول فيه تحقيق النمو المعتدل للشركة». ستحد «شل» من مساهماتها في الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز إلى نحو 8 مليارات دولار سنوياً في المدى القريب. أن هذا المعدل الاستثماري أقل بكثير مما يتوجب من الاستثمار للتعويض عن استنزاف الحقول ولاستدامة الإنتاج.
ستستثمر «شل» 35 إلى 40 في المائة من موازنتها الاستثمارية في مجال نمو الوقود القليل الكربون بحلول أوائل عقد الثلاثينات.