بلغتين

في سوق الأسهم السعودية درجنا على مطالعة أخبار الشركات المساهمة، لا سيما الإعلانات المؤثرة والتي يتخذ عليها قرارات استثمارية مثل إعلانات الميزانيات الربعية للشركات المساهمة السعودية والمتضمنة الأرباح أو الخسائر باللغة العربية وكان ذلك منذ نشأة السوق، في الأسبوع الماضي قررت هيئة سوق المال السعودية إضافة اللغة الإنجليزية لنشر إعلانات الشركات المدرجة على قائمة السوق على أن يبدأ التطبيق في الأول من يناير (كانون الثاني) من العام المقبل 2020 وبشكل إلزامي.
فما الذي دعا هيئة سوق المال لاتخاذ قرار كهذا؟ أولاً: توسع قاعدة السوق ودخول مستثمرين أجانب من حقهم أن يطلعوا على أخبار السوق أولا بأول. ثانيا: وجود شركاء أجانب في الشركات السعودية من حقهم أن يطلعوا على أوضاع حصصهم في الشركات التي يشاركون فيها، وبالطبع مثل هذه الشركات كانت تصدر تقارير باللغة الإنجليزية مراعاة لشركائها، وأيضاً فإن الشركات المالية وشركات الوساطة العاملة في السوق السعودية تصدر تقارير عن الشركات المساهمة باللغة الإنجليزية خدمة لعملائها غير الناطقين بالعربية.
إذن ما الجديد في الأمر بعد أن أصبح لزاماً على الشركات إصدار بياناتها باللغة الإنجليزية؟ الجديد أن جميع المساهمين أياً كانت لغتهم سيطلعون على أخبار وميزانيات الشركات المدرجة في السوق في لحظة الإعلان نفسها ودون انتظار الترجمة التي تستغرق وقتاً طويلاً قد يكون مؤثراً في اتخاذ القرارات الاستثمارية وقد يكون مكلفاً للمحفظة الاستثمارية بغض النظر عن ماهية الخبر سواء كان سلباً أم إيجاباً، ومن يتعامل في السوق يعرف أن الوقت مهم في اتخاذ قرارات البيع والشراء.
الأمر الآخر أن السوق تعتبر كتلة واحدة ومن المهم للمتعاملين أن يطلعوا على أخبار الشركات المساهمة حتى وإن كانوا لا يملكون فيها، وذلك لعدة أسباب؛ منها أن نتائج الشركات تعطي مؤشراً إرشادياً لنشاط معين، فمثلاً لا حصراً لو ارتفعت أرباح شركات الإسمنت في فصل معين فإن ذلك يعطي مؤشراً أن قطاع التشييد متحرك ومشاريع البنى التحتية تعمل والعكس صحيح في حالة التراجع، وبمراقبة أخبار الشركات الدقيقة قد يغير المستثمر رأيه في الاستثمار في قطاع معين إلى قطاع أعطت المؤشرات توجها لارتفاع ربحيته.
والأمر الآخر والمهم أن إعلانات السوق باللغة الإنجليزية قد يغري مستثمرين أجانب جددا بالدخول في سوق الأسهم السعودية بعد أن أصبحت هناك لغة يفهمونها.
ومن المعروف أن الجهات المشرفة على السوق تسعى لجذب الاستثمار الأجنبي عبر عدة طرق؛ من أهمها رفع كفاءة السوق التي تشجع المستثمر الجاد بالدخول في السوق، ولعل إدخال اللغة الإنجليزية في الإعلانات يساعد على رفع كفاءة السوق ويجعلها مغرية لغير الناطق بالعربية. ودمتم.