مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

لماذا يشككون في صدق مصر؟

في الوقت الذي يجول فيه وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، دول المغرب العربي، للحشد من أجل صالح العرب؛ خصوصاً مصر، نجد خصوم العرب يتبرمون وينشرون الدجل.
منبر من منابر الدعاية الإردوغانية نشر بالتزامن مع الجهد السعودي لبناء موقف عربي منسجم، هذا الخبر الخبيث:
مصادر عسكرية موثوقة لـ«الأناضول»: النظام المصري أرسل قوات مسلحة مؤخراً إلى ريف حلب ومحيط إدلب بالتنسيق مع «الحرس الثوري» الإيراني.
الهدف من هذا الكلام زرع الشك بين السعودية ومصر، وفض هذا التحالف المتين بين أقوى الدول العربية. والشاعر العربي القديم يقول:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحادا
تنامي وصلابة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر، ومعهما طبعاً دولة الإمارات، يصنع موقفاً عربياً عاماً، وهذا ما نلاحظه من تجاوب تونس والجزائر والمغرب، مع التصور السعودي لنبذ التدخلات «الأجنبية» في الدول العربية. طبعاً المقصود أساساً في هذا السياق الغزو التركي على ليبيا.
الانحياز السعودي لمصر مثل وضوح الشمس؛ خصوصاً في حماية أمنها على الجبهة الغربية الليبية، كما في مشكلة المياه مع إثيوبيا.
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، من القاهرة، وبعد اجتماعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شدد على التقدير البالغ للدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس السيسي في حماية الأمن القومي العربي، والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وكذلك مساعي مصر الدؤوبة في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك ارتكازاً على ثقل ومحورية دور مصر ومقوماته على الساحة الدولية.
بعد كل هذا، وفي هذا الوقت الحرج، تجد بعض «المتحذلقين» من سعوديين وأيضاً مصريين، يشككون فيما بين الرياض والقاهرة... ليس هذا وقتكم ألبتة!