أحمد العوهلي
محافظ «الهيئة العامة للصناعات العسكرية» في السعودية
TT

معرض عالمي للدفاع في الرياض فرصة للمنطقة العربية

قبل أسبوع؛ أعلنت «الهيئة العامة للصناعات العسكرية» في السعودية عن تنظيم «معرض الدفاع العالمي»، الذي يعدّ أحد أكبر معارض الدفاع العالمية، وتحتضنه العاصمة الرياض في الفترة من 6 إلى 9 مارس (آذار) 2022.
هذا المحفل الدولي غير المسبوق في نوعه وتوجهاته سيشكل علامة فارقة لصناعة الدفاع والأمن، ليس في السعودية فحسب؛ بل في العالم أجمع، بما يمثله من منصة موحدة تجمع تحت سقفها أهم اللاعبين في هذا الصناعة من دول وشركات ومصنّعين ومهتمين بالقطاع على المستويين الإقليمي والدولي.
ورغم أن «معرض الدفاع العالمي» سيتميز عن بقية المعارض والفعاليات المشابهة في القطاع عالمياً بتركيزه على التكامل المشترك بين أنظمة الدفاع الجوي والبري والبحري والأقمار الصناعية وأمن المعلومات والتقنيات العسكرية، فإنه روعي فيه أن يكون مكملاً للمعارض المثيلة حول العالم، ليكون إضافة حقيقية إلى واقع صناعة الدفاع في منطقتنا عبر استكشاف إمكاناتنا ومقدراتنا في هذه الصناعة، والبناء عليها.
وعندما قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، في لقاء له خلال «مبادرة مستقبل الاستثمار»، إن المشاريع التنموية في السعودية ليست للمملكة وحدها؛ بل هي مشاريع نهضوية للعالم العربي ولمنطقتنا بأسرها، فإن معرض الدفاع العالمي يأتي ليكون فرصة حقيقية لشركات ودول المنطقة لتكون لاعباً رئيسياً في صياغة مستقبل صناعة الدفاع في منطقتنا، حيث سيكون المعرض منصة مثالية لصياغة شراكات نوعية ونقل التقنية وتوطينها وتعزيز الاستقلالية في مجال الصناعات العسكرية ورفع كفاءة أدائها، بما يعزز في محصلته النهائية من خلق بيئة تنعم بالاستقرار والازدهار والتنمية والرخاء.
لدينا رحلة واعدة في منطقتنا على صعيد تحقيق اكتفائنا واستقلاليتنا في مجال الصناعات العسكرية، ولدينا الإمكانات والموارد والقدرات النوعية لتحقيق ذلك، كما أننا مقبلون على تحوّل مفصلي في هذا القطاع، وكل ما نحتاجه هو توحيد الجهود والمبادرات وتعزيز سبل التمكين والدعم لشركاتنا المحلية بما يضمن تحقيق هدفنا المشترك، وهو تطوير صناعات وتقنيات محلية مستدامة، وخلق سلاسل إمداد تضم في منظومتها مئات الشركات الصغيرة والمتوسطة. وهذا لا شك فيه سيعزز فرصاً وظيفية لأبنائنا وبناتنا ومستقبلاً واعداً للأجيال المقبلة.
«معرض الدفاع العالمي» الذي أطلقناه مؤخراً بمثابة منصة انطلاق لكثير من المصنّعين للمعدات العسكرية في السعودية والمنطقة؛ حيث سيعزز ارتباطهم بمنظومة قطاع الدفاع العالمية من مستثمرين ومشرّعين ومخترعين وأصحاب قرار. وسينفرد المعرض بنظرته المستقبلية، مستشرفاً واقع القطاع بحلول عام 2030، عبر التركيز على تقنيات التوافق العملياتي، التي تعدّ من أكبر التحدّيات التي تواجه صنّاع القرار اليوم، كما سيكون منصة ترسم للكفاءات والعقول العربية والعالمية ملامح مستقبل القطاع وتوجهها نحو المجالات التي تعود عليها وعلى الوطن العربي بالاستقرار والمنفعة الاقتصادية والتطور التقني.