عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

الإصابات تضرب أغنى الأندية!

لم تعد مشكلة نادي مانشستر يونايتد أحد أغنى وأشهر 3 أندية عالمية في كرة القدم مجرد مشكلة فنية تتمثل في اختيارات المدرب فان غال أو أسلوبه، بل امتدت إلى الجانب البدني كما يزعم مساعد مدرب المان يونايتد السابق مايك فيلان.
في ظني أن حجة فيلان ليست واهية لأن رقم الإصابات منذ بداية الموسم ارتفع إلى 43 إصابة، ولذلك يرى المتخصص فيلان أن المدرب فان غال يقف وراء هذه المشكلة الجديدة على النادي الإنجليزي الكبير. ويعتقد فيلان أن استبعاد مدرب الإعداد البدني واستبداله بآخر هولندي جاء مع فان غال، يعتبر السبب الرئيسي في الإصابات المتفاقمة، والمثير في الأمر أن فيلان نفسه لم يعرف ما إذا كان السبب هو الحمل التدريبي الزائد أو الناقص، أي أقل من الحد المطلوب.
عدم التأكد يدل على أن جانب الإعداد البدني صعب ومعقد ومهم وليس مجرد تحصيل حاصل أو بسيط كما يتصور البعض، خاصة في وسطنا الرياضي، حيث يعتقد البعض أن الإعداد البدني مجرد القدرة على الجري أطول فترة ممكنة!
المدرب الهولندي الكبير فان غال ذاته اعترف كما قرأت في «كورة» أن نجم الفريق فالكاو لا يستطيع اللعب أكثر من 20 دقيقة، في الوقت ذاته غاب النجم الآخر دي ماريا عن المشاركة في 3 مباريات مما يدل على أن ثمة مشكلة تتعلق بالجانب البدني للنادي الكبير بعيدا عن الجانب التكتيكي.
لا شك أن خبيرا مثل فيلان يدرك أكثر من غيره أن الخلل يكمن في الناحية البدنية، مدللا بكثرة عدد المصابين، ومع ذلك لم يؤكد ماهية الحمل التدريبي.
يشير علماء الرياضة إلى أن الإعداد البدني مجال واسع يرتبط بالعلم والتكنولوجيا، وكلما تقدم العلم تحسن الجانب البدني في اللعبة، والمسألة ليست مجرد ركض، ولا بد من الاهتمام بكل عناصر اللياقة البدنية وهي: القوة والسرعة والتحمل والمرونة والرشاقة. ومن المهم أيضا الاهتمام بفترات الراحة والتدريب والحرص وبدقة متناهية على التوازن بينهما.
وبمناسبة الحديث عن أخصائي الإعداد البدني، فقد أحزنني اعتزال عبد اللطيف الحسيني أبرز وأشهر سعودي في مجال الإعداد البدني. فجأة ودون سابق إنذار اعتذر عن عدم إكمال مهمته مساعد مدرب في نادي الشباب، ليس ذلك فحسب، بل إنه بعث برسالة للوسائل الإعلامية أشار فيها إلى ابتعاده عن الساحة كلها، معتذرا عن الظهور الإعلامي للحديث عن أسباب قراره المفاجئ.
شخصيا لم أعرف متخصصا ناجحا بهذا الوزن في الإعداد البدني مثل الحسيني ويكفي أنه درب الهلال والشباب والمنتخب السعودي، وأتيحت له فرصة أن يكون المدرب الرئيسي، بيد أنه برز وتفوق كمساعد مدرب في الإعداد البدني. واللافت للنظر أن ثمة ندرة في هذا التخصص بالذات، ومن هنا أرى أن ابتعاد الحسيني خسارة كبيرة وهو كان الوحيد الذي يشار إليه بالبنان في هذا التخصص.
أرجو أن يكون قرار الحسيني مجرد ظروف وتزول، وأن يعود للساحة، فهذا التخصص مهم جدا، وما حدث لمانشستر يونايتد خير دليل.
[email protected]