الدكتور عدنان علي رضا النحوي من الشعراء الفلسطينيين المنسيين وقد كان ينتمي إلى جيل المحافظين والعموديين. له قصائد جميلة عن مدينة صفد التي وُلد ونشأ فيها قبل أن تُلمّ به فاجعة التقسيم ووقوع صفد في أيدي الإسرائيليين، ومن ثم التشرد مع بقية الشتات الفلسطيني.
نشر وألقى قصائد كثيرة حذّر فيها العرب من اقتراب الفاجعة:
وطني ذكرتك والمصائب كشّرت............ عن نابها واحمّر فيها المخلب
فصرخت مكلوماً: أَمَا من مُنجدٍ.............. يحنو عليّ ومسعف لا يرهب
وأتاك ينقذ من رجوت حنانه.................. فإذا به قاسٍ عليك مجرّب
- درس عدنان النحوي في الكلية العربية في القدس. وما إن تخرج فيها حتى حلّت يد الشتات على الزمرة المتخرجة فيها. فإذا بكل منهم يهيم على وجهه في مشارق الأرض ومغاربها. لا يجمعهم غير السلوان بالكلمة، في رسالة، في مقالة، في قصيدة.
هذا ما جرى للدكتور النحوي حيث وجد نفسه في عالم اللجوء والفرقة. وسمع بزميل من زملاء الأمس يلحق بأميركا فبعث إليه بقصيدة طويلة يحذره فيها من مغريات الحياة الغربية ويذكّره بأيام تلك الذكريات الأرجوانية:
أضجّ فؤادك أم هاجه.................. لعوب هناك تهز الوتر؟
مدلهات غنجت وانثنت............... تصد وتبدي الحيا والخفر
كأنك من وحيها شاعر................. ومن حسنها تستعير الدرر
فيا صاحبي حملتك الليالي.......... تشع كأنك نجم أغرّ
و يا صاحبي نقلتك الرياض......... فلست هنا أو هنا تستقر
فإنك يا صاح طير طليق.............. وما زلت في قفصي أنتظر
فقد حبسوا الماء عنّي وقصوا...... جناحي ظلماً فأين المفر
- ثم يمضي الشاعر فيذكّر صاحبه بأيام النكبة العربية على جيل الكبر:
تذكرت مما مضى ربوة.................... قضينا المنى بها والوطر
يضج بساحتها فتية........................ تهادوا على جنبات العمر
فيفترش البعض عشب الثرى.......... ويحتجب البعض بين الشجر
فهذا يقلب صفحاته........................ وهذا يردد فيما ذكر