كنت قد أتيت في مناسبات سابقة على ذكر الشاعر الفلسطيني عدنان علي رضا النحوي، واستشهدت بشيء قصائده. وقد عثرت بعد ذلك على مقابلات إخوانية في ديوانه المعروف باسم «ديوان الأرض المباركة». كانت منها محاورته مع خاله الشاعر محيي الدين الحاج عيسى. وكان الدكتور عدنان النحوي قد رزق بطفل سماه إياداً. فتلقى من خاله الأبيات الإخوانية التالية...
عدنان فلتهنأ بنجم بادِ
يسمو إلى العلا باسم «إياد»
ولتهنأن به القرينة إنها
قد أنجبت لك خيرة الأولادِ
فليرتعوا دوماً بظل أبوّة
وأمومة تحنو على الأكبادِ
متساندين كبنية مرصوصة
متسابقين لصالح ورشادِ
وإياد بينهمُو حسامٌ صارمٌ
يردي ويحطم رأسَ كل معادي
ورعاية الله الكريم تحوطهم
وترد عنهم أعينَ الحساد
لا أدري لماذا انبرى الشاعر ليكبل الطفل الرضيع بحسام صارم يردي ويضرب ويحطم. بيد أن الوالد كان أرقّ على وليده كأي والد. فصاغ قصيدته الجوابية بكلمات أنعم وأعذب، فقال بذات الوزن والقافية التي أوحى بها اسمه...
يا خال رقَّ هواي بين إياد
وروائع الألحان والإنشادِ
نغم من الشهباء هزَّ جوانحي
هزاً وحرك مقلتي وفؤادي
غير أن الشاعر سرعان ما ينتهز الفرصة المواتية ليبثّ شيئاً من لواعج حنينه لبلده فلسطين بعد سنوات من الغياب عنها...
يغفو على «كنعان» حلمُ صبابتي
كالطفل في أرجوحة وتهادي
يصحو على البرقوق في جنباته
فيلمّه ويلمّ بعض الزاد
من عشبة خضراء تلقي دونه
بسطا منمقة وطيب وساد
والتين والزيتون تحت ظلاله
نغدو ونمرح في هناء بادي
وعلى غصون التوت نبني عشنا
ونعيد زقزقة الهزار الشادي
والطير بين غصونه أنشودة
والماء رجع خفقه الأعواد