العمر قصير

مهما طال عمر الإنسان فإنه يظل قصيراً لأنه محدود ببداية ونهاية، والجميل في الأمر أن لا أحد يستطيع تحديد بدايته أو اختيار وقت نهايته.
هذا بالنسبة للإنسان بصفة عامة، وعندما يمتهن الإنسان الرياضة يصبح عمره المهني قصيراً جداً وقليل من الرياضيين العالميين يطول عمره، وفي العالم العربي عمر الرياضي أقصر من غيره في العالم، والسبب أن الرياضي العربي يجهل التعامل مع الاحتراف، لذلك يكون عمره قصيراً لسببين، حصول الرياضي على شهرة في عمر مبكر وأيضا الحصول على المال، فيعتقد أن ذلك سيدوم ويتصرف بشكل غير عادي، فيفقد مهارته ويفقد معها المرتب الضخم، فيعود مفلساً مستحقاً للصدقة. والملاكم الأميركي تايسون أفضل مثل، فقد بلغت ثروته ربع مليار دولار أميركي ولسوء تعامله مع المال فقد ثروته.
الأندية لم تتخذ خطوة لتثقيف لاعبيها، لا سيما النشء، وبعض الأندية تعتقد أن ذلك ضد مصلحتها، بينما العكس هو الصحيح، فحينما تعقد ندوات للاعبين تعلمهم كيفية التعامل مع الإعلام والشهرة وكيفية الحفاظ على الوضع الصحي للاعب، فإن ذلك يطيل عمر اللاعب الرياضي، بعد ذلك يعلم كيف يتعامل مع المال؟ وكيف يستثمره؟ حتى لا يكون في نهاية حياته عالة على المجتمع.
والذي يريد أن يعرف مآسي اللاعبين، ما عليه إلا أن يتصل بالكابتن ماجد عبد الله ليفتح له سجلات جمعية اللاعبين القدامى ليعرف حجم المشكلة.
كما أن الكابتن ماجد عبد الله مطالب بكتابة تجارب اللاعبين القدامى، حتى ولو بدون أسماء، ليتعرف النشء على السلبي والإيجابي في تجارب هؤلاء اللاعبين. وحينما أقول إن الكابتن ماجد مطالب بتسجيل هذه التجارب، فأنا أقصد أن يستعين بمتطوعين من الصحافيين لتسجيل هذه التجارب.
وأنا على يقين أن الأسباب لن تخرج عن سن صغيرة للاعب، شهرة مبكرة، مال غير متوقع في يد اللاعب، بالإضافة إلى الجهل بكيفية استخدام هذا المال.
وأنا متأكد أن اللاعب الذي يحصل على دورات تثقيفية في كيفية التعامل مع الشهرة والمال سيطول عمره الرياضي وسيخدم ناديه، وسيكون متبرعاً لجمعية اللاعبين القدامى، بدلا من أن يقف في طابورها بعد انتهاء حياته الرياضية طلباً لمعونتها.