علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

الفرق

كتبت الأحد الماضي عن فشل التعليم العربي في إخراج مخرجات تناسب سوق العمل، لا سيما أن العنصر البشري هو الضلع الثالث في مثلث الإنتاج بعد رأس المال والأرض. وذكرت أن وزراء التعليم العرب الحاليين غير مسؤولين مسؤولية كاملة عن ذلك، ولكن لديهم مسؤولية جزئية لتغيير المنهج والسعي لإصلاح الخلل، عبر تحسين أدوات التعليم المتمثلة في المدرسة: بيئة ومبانٍ وأدوات تعليمية، ورفع كفاءة المعلم عبر التطوير، والسعي لمراجعة المناهج دورياً لتتوافق مع متطلبات سوق العمل دورياً لأن متطلبات سوق العمل متغيرة، والأمر في غاية البساطة، فلدينا مدارس خاصة تجربتها ناجحة جداً ومخرجاتها التعليمية ممتازة ويتهافت عليها سوق العمل وهي على مقاعد الدراسة.
وسأعرض لكم يا سادة بعض التجارب السعودية التي اطلعت عليها، فمثلاً مدارس الرياض في العاصمة السعودية الرياض، بدأت حديثاً بتدريس الطلاب في صفوف التعليم المنهج باللغة الإنجليزية، فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة مذهلة، فخريجو هذه المدرسة وهي مدرسة خاصة وبرسوم عالية يدفعها أولياء الأمور، خريجوها يقبلون في الجامعات الأميركية لدراسة الهندسة وغيرها من التخصصات دون المرور بدراسة اللغة الإنجليزية، مما يعني نجاح هذه المدرسة وأمثالها في إخراج مخرجات عالية الجودة، هذا بالنسبة لمن أكملوا دراستهم خارج السعودية.
أما من أكملوا دراستهم داخل السعودية فقد قبل معظمهم دون المرور بالسنة التحضيرية التي تفرضها الجامعات لأنهم لا يحتاجونها.
هذا فيما يخص التعليم العام، أما ما يخص التعليم الجامعي، فلدينا جامعات يتهافت سوق العمل على خريجيها، مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وهي جامعة حكومية، وأيضاً جامعة الفيصل، وجامعة الأمير سلطان وهما جامعتان خاصتان أي برسوم يدفعها الطالب. ولا ننسى الجامعة الأميركية في بيروت التي خرجت أفضل العناصر العربية التي كان لها تأثير واضح في الأمة العربية عبر إنتاجها.
لماذا لا يكلف وزراء التعليم الخبراء لديهم لدراسة هذه النماذج القريبة منهم وسبب نجاحها؟ رغم تواجدها في بيئة واحدة مع المدارس والجامعات التي يشرفون عليها ويعرفون الفرق بينها وبين ما يشرفون عليه ويأخذون بأسباب نجاح هذه المدارس والجامعات الخاصة ويطبقونه في مدارسهم لنحظى بمخرجات تعليمية تناسب سوق العمل، لأن مطابقة مخرجات التعليم مع سوق العمل هي غاية العملية التعليمية.