تعرضت مومياء الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» للتدمير على يد هوارد كارتر مكتشف المقبرة؛ كما تعرضت لسرقة بعض من متعلقاتها الثمينة، وأخيراً سرقة أجزاء من المومياء نفسها في عام 1968م. أما عن التدمير فقد حدث في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1925م عندما فتح كارتر التابوت الذهبي الثالث ووجد أن مومياء الفرعون يغطي رأسها وصدرها القناع الشهير المصنوع من الذهب الخالص. واكتشف كارتر كذلك أن المومياء ملتصقة بصندوق التابوت بعدما تصلبت الزيوت الراتينجية المستخدمة في التحنيط، وبالطبع كان القناع المدهش ملتصقا برأس وصدر المومياء. وبعدما أعيت الحيلة كارتر لم يجد أمامه بدا سوى أن يضحي بالمومياء في سبيل الحصول على الكنوز الثمينة التي تتحلى بها. وبدأ كارتر في الفصل ما بين المومياء والصندوق باستخدام سكاكين ملتهبة بعد وضعها في النار، وكذلك فعل مع وجه الملك والقناع. كانت النتيجة تدمير المومياء وقطع أوصالها، بل إن الرأس فصلت عن الجسد. كان ذلك انتهاكا لكل حرمات الموتى ولكن يبدو أن بريق الذهب كان قد استحكم من هوارد كارتر وجعله لا يرى شيئا آخر!
أما عملية السرقة الأولى فتؤكدها الصور التي حصل عليها المصور هاري بروتون - مصور بعثة كارتر - إن رأس مومياء توت عنخ أمون مغطاة بالكتان، وعليها سوار ذهبي بفصوص التركواز، هذا في حين تظهر الصور التي أُخذت للمومياء عام 1968م الرأس عارية تماماً؟! فأين اختفى السوار؟! أما عن حادثة السرقة الثانية والأخيرة بإذن الله؛ فقد حدثت عندما صرحت مصلحة الآثار المصرية سنة 1968م للإنجليزي هاريسون من جامعة ليفربول ومعه فريق متخصص في التشريح ومرافقين مصريين للأسف؛ وقد كانت مومياء توت عنخ أمون نفسها هي الضحية هذه المرة، حيث تمت سرقة أجزاء منها؛ وتم أخذها كعينات دون أي موافقات وعلى مرأى ومسمع المرافقين للبعثة من منعدمي الضمير. ولم يتحدث أحد عن هذه السرقة، بل لم يعلن عنها سوى العام الماضي، عندما قام بدراستها بعض العلماء الإنجليز. وقد خرجوا علينا بما أسموه بالكشف وهو أن توت عنخ أمون مات محترقاً؟! بالطبع فاتهم سواء عن قصد أو جهل أن كارتر بعدما أعيته الحيلة لم يجد أمامه سوى استخدام السكاكين الموضوعة في النار؛ لنزع ما على المومياء من كنوز.
لقد تمت دراسة مومياء توت عنخ أمون ثلاث مرات من قبل؛ المرة الأولى كانت في عام 1925م، أما الثانية فتمت في عام 1968م، والثالثة في عام 1978 عندما قام الدكتور جيمس هاريس من جامعة ميتشجان الأميركية بإجراء كشف آخر على المومياء. ولم يتفقوا على عمر توت عنخ أمون عند الوفاة. بل ووصل الأمر إلى أنهم قرروا أنه مات في عمر 23 - 27 سنة. واتفقوا جميعاً أن الفرعون الصغير مات مقتولاً لوجود جرح خلف الرأس.
أما الدراسات التي قمت بها عام 2005م ومعي فريق مصري متخصص؛ فقد أكدت أن الفرعون الذهبي مات وهو في سن التاسعة عشرة، وأن طوله هو 170 سنتيمترا. وأن الجرح الذي يوجد خلف الرأس ليس له صلة بموته، بل نتج عن عمل المحنطين لإدخال مواد التحنيط إلى داخل الجمجمة. أما الدراسات التي قمت والفريق المصري بها عام 2009م، فقد أكدت أن الفرعون الصغير كان يعاني من مشكلات صحية؛ منها أن الدماء لم تكن تصل إلى أصابع القدمين. وأنه كان يعاني من مرض الملاريا.. وقد يكون موته نتيجة حادث عارض، كحادث سقوط مثلا من عربة حربية، خصوصا لوجود كسر بالساق اليسرى وتحطم في أضلاع القفص الصدري؛ الأمر الذي يوحي بحدوث ارتطام وذلك قبل موت الفرعون بساعات قليلة.
8:56 دقيقه
TT
سرقة مومياء فرعون
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
