إبراهيم خليل إبراهيم
شاعر وكاتب مختص بأدب الحروب - عضو اتحاد كتاب مصر
TT

بين فكرة مصطفى أمين وجاذبية أنيس منصور ورومانسية السباعي

بحكم عشقي للقراءة منذ صغري فقد ارتبطت بعالم الكتب والكتاب مبكرا، ودخلت من خلاله إلى عالم الفكر والمعرفة، وتجولت في ساحات الإبداع والمبدعين من خلال كتاباتهم. ففي طفولتي حرصت على قراءة الصحف والمجلات، وخلال مراحل الدراسة كنت أشتري كل أسبوع 3 كتب؛ ولذا كونت مكتبة تضم الآلاف من الكتب، لذلك لم يكن في حياتي كاتب واحد فقط. حظيت بالارتباط بأكثر من كاتب كنت دائما أحرص على اقتناء مؤلفاتهم، وعلى رأسهم الكاتب مصطفى أمين ومحمد زكي عبد القادر وأنيس منصور ويوسف السباعي.
ومع حبي لهم جميعا إلا أنني أتوقف كثيرا أمام مصطفى أمين ككاتب تعلمت منه الصحافة؛ لأنه كان أستاذا في هذا المجال، وبدأت علاقاتي مع كتاباته في سن مبكرة؛ إذ حرصت على قراءة عموده الصحافي اليومي «فكرة» بجريدة الأخبار المصرية. وتحضرني دائما ذكريات لقائي به، وسعادتي الكبيرة عندما أهداني مجموعة من كتبه، منها «سنة أولى حب».. وبطبيعة الحال تأثرت أيضا بتوأمه الكاتب الصحفي علي أمين.
ومن عشقي للتوأمين الصحافيين وكتاباتهما زاد عشقي للقلم والصحافة والكتابة بشكل عام، وربما كان لذلك أثره على توجهاتي نحو عالم الكتابة وخوض غمارها في مختلف أنواعها.
كان عشقي للمعرفة ونهمي للقراءة دافعا لقراءة عدد كبير من الكتاب كانوا يختلفون باختلاف المراحل العمرية، فلا يمكن أن أنسى أبدا تأثير الكاتب الكبير أنيس منصور على نفسي ومعارفي من واقع كتاباته التي حرصت أن أقتنيها، فقد قرأت كل كتبه لما جذبني فيها من تشويق، وما زلت أذكر كتاب «أرواح وأشباح» وكيف كان مثيرا في أسلوبه، وأيضا «حول العالم في 200 يوم».
وإذا كنت تعلمت الصحافة من مصطفى أمين واستمتعت بجاذبية أسلوب أنيس منصور فإنني دخلت عالم الرومانسية مع الكاتب يوسف السباعي، وعدت للفلسفة والحكمة مع كتابات محمد زكي عبد القادر، خاصة عموده «نحو النور»، وكان من دواعي سروري أنني تعاملت معهم عن قرب. ورغم مرور فترات طويلة على كتابات هؤلاء العباقرة فإنني أكتشف في كل مرة رغبة قوية في إعادة قراءة كتبهم لما تتضمنه من تجارب رصينة وفكر عميق تجعلهم كتابا لكل زمان، وتجعل كتاباتهم صالحة لكل الأجيال، ويمكن لأي إنسان أن يعيد قراءتها مع تطور العمر ويجد نفس المتعة، وربما يكتشف مزيدا مما يختبئ بين السطور. وأنا نفسي عشت هذه الحالة، ومع تطور مراحل عمري تطورت رؤيتي لهؤلاء الكتاب، وفي كل مرة أقرأ فيها عملا قديما لهم أشعر بالمتعة والفائدة في الوقت نفسه. ولا أنكر تأثير هؤلاء الكتاب على مجرى حياتي، سواء على المستوى العملي والمهني أو على المستوى الفكري؛ فلم تكن صدفة أن أعشق مجال الإعلام والصحافة وتأليف الكتب رغم أنني دارس للتجارة وعالم الأرقام والإحصائيات، والفضل يرجع لهؤلاء الكتاب الذين أدين لهم بالفضل في عشق الكتب والدخول إلى عالم الكتابة.
ومن أجمل ذكرياتي أنني كنت أصغر الكتاب سنا الذين نشروا في «مجلة العربي» الكويتية حينئذ. وكانت ثمار ذلك أن قدمت للمكتبة العربية أعمالا متنوعة ما بين الشعر والقصة القصيرة والنقد وأدب الحرب بلغت 35 كتابا.

* شاعر وكاتب مختص بأدب الحروب - عضو اتحاد كتاب مصر