مها محمد الشريف
كاتبة سعودية مختصة بقضايا الشرق الأوسط والعالم، كتبت في العديد من الصحف الرسمية السعودية وصحيفة «الرؤية» الإماراتية، وتكتب بشكل دائم في صحيفتَي «الجزيرة» و«الشرق الأوسط». لها اهتمامات بالرسم والتصميم الاحترافي.
TT

إيقاف نشاطات إيران الخبيثة

من الواضح، أن العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة في مثل هذه الظروف الراهنة في عدن وغيرها من العواصم العربية تدور حوله التساؤلات عن سبب إطالة أمد الحرب في اليمن وفوضى ميليشيات الحوثيين المتكررة. فكيف نبحث عن نتائج الجهود المبذولة من قبل التحالف، ومبدأ الاصطفاء الطبيعي لمهام المبعوث الأممي مارتن غريفيث غير واضحة كما يبدو لدى البعض، والأصداء من حولنا تصدح بصيحة الحرب التي يطلقها الأعداء وينفذها إرهابيو إيران بتفخيخ السيارات وقتل المدنيين.
ذلك الأمر لا يتجاوز ثنائية التساؤلات المقلقة، إضافة لقلق المبعوث الأممي إلى اليمن، وعلى وجه التحديد بعد التصعيد العسكري في محيط عدن، ودعوة جميع الأطراف السياسية إلى التهدئة والجلوس إلى طاولة الحوار، رغم إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن قصف معسكر «الجلاء» في مديرية البريقة بصاروخ باليستي وطائرة مسيّرة، ما خلف عشرات القتلى والجرحى.
إلى متى يستمر الصراع والتنازع على المساحات اليمنية من ميليشيات إيران، وتعود نتائجه لدول تعبث بالسلام ويزعم قادتها بأن كل الأعمال تنسب لصالح القوى العظمى التي باتت تتحكم بها، وسبق توجيه اتهامات إلى عاملين في مجالات الإغاثة بالانحياز لصالح الحوثيين، للإثراء غير المشروع على حساب معاناة الشعب اليمني، بحيث تتضارب الأقوال والاتهامات حول ربط الوقائع برد فعل العقوبات المفروضة.
من جانب آخر، تتزامن الأحداث مع كشف وثائق مسربة عن تحقيقات داخلية في منظمة الصحة العالمية عن إسناد وظائف ومهام لأشخاص غير مؤهلين بمرتبات ومكافآت ضخمة أخبرت عنها التحقيقات حول تحويل ملايين الدولارات من أموال المساعدات لحسابات شخصية لعاملين في مجال المساعدات والإغاثة.
إذا ما أعدنا النظر الآن إلى ما سبق لوجدنا أن الأمم المتحدة لديها وثائق تدين الحوثيين أمام الشرعية اليمنية والعالم، وأن الأمور ستنفرج لا محالة، وعلى الأطراف في اليمن الخروج من فخ الثنائية وإيقاف نشاط الميليشيات التي تقوم بالسلب والنهب والسطو على المساعدات من بدء القتال منذ أربعة أعوام، كي تتجاوز الأمم المتحدة ما يقال عن فشلها الذريع في اليمن.
انطلاقاً من مراحل أخرى وأزمنة متفاوتة كانت أشد ضبابية شملت فلسطين وسوريا والعراق وليبيا، ولكن قيمة قوة العمل الأممي تدعو للتفاؤل في ظل ظروف أحلك من سابقاتها، إذ تشهد الساحة اليمنية حرباً نتيجة أخطاء متراكمة وتعاملت معها الظروف بسياسات فضفاضة عززت من الخلافات في اليمن وفي العواصم العربية حتى تفجرت الحرب على أيدي ميليشيات الحوثيين الممولة من إيران.
لا شك أن السجل حافل بالمواقف الإجرامية للميليشيات الإيرانية في اليمن، وكبح جماح ميليشياتها أصبح قاب قوسين أو أدنى، إضافة إلى تجريم تجاوزاتها لاستخدامها المدنيين دروعاً بشرية، وخاصة محادثات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي بحثا فيها التوترات المتزايدة في المنطقة، والحاجة إلى تعزيز الأمن البحري من أجل تعزيز حرية الملاحة، وذلك كما ذكرت مورغن أورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ضمن «تطورات ثنائية وإقليمية أخرى، بما فيها مواجهة نشاطات النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار». وأضافت المتحدثة الأميركية أنه بشأن اليمن «أكد الوزير بومبيو وولي العهد مجدداً دعمهما القوي لجهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث لدفع العملية السياسية قدماً».
ومن المؤكد أن تكون العقوبات على إيران نقطة الانهيار لنظامها الممول والداعم للميليشيات في اليمن وسوريا، وتنتهي بذلك الصراعات، ولعل التأثير الأممي ينهض بالدول وينقذها من إرهاب منظم، ويحصل الإنسان على نصيبه من السلام والاستقرار، وتبقى تلك المسألة المثيرة للجدل، هل استفادت إيران من الحرب بالوكالة؟