د. جبريل العبيدي
كاتب وباحث أكاديمي ليبي. أستاذ مشارك في جامعة بنغازي الليبية. مهتم بالكتابة في القضايا العربية والإسلامية، وكتب في الشأن السياسي الليبي والعربي في صحف عربية ومحلية؛ منها: جريدة «العرب» و«القدس العربي» و«الشرق الأوسط» اللندنية. صدرت له مجموعة كتب؛ منها: «رؤية الثورات العربية» عن «الدار المصرية اللبنانية»، و«الحقيقة المغيبة عن وزارة الثقافة الليبية»، و«ليبيا بين الفشل وأمل النهوض». وله مجموعة قصصية صدرت تحت عنوان «معاناة خديج»، وأخرى باسم «أيام دقيانوس».
TT

«ناسا» وحكاية القمر

أنا سأذهب في هذا المقال مذهباً قد يجلب عليَّ سيلاً من الانتقادات، ولكنني أود أن أقول بداية إنه لا دخل لي في هذا الكلام سوى ترتيب أفكار علماء مختصين وعرض أفكارهم، ناقشوا الأمر جهاراً نهاراً بأدلة علمية محضة، كما بيَّنت ذلك أكثر من مرة القناة الرابعة البريطانية، أعني أن هذا الكلام ليس كلاماً اعتباطياً، ولكنه كلام علماء.
وأنا أعيد هذا الكلام بمناسبة مرور 50 عاماً على إعلان أميركا الهبوط على سطح القمر، الحدث الذي لم يتكرر إلى يومنا هذا، ولا حتى اقترب الإنسان مجدداً من المكان، مما يطرح العديد من الأسئلة، والتعلل بالماديات والتكلفة الباهظة غير مقنع.
هبوط الأميركيين على سطح القمر، الحدث الذي لم يتكرر إلى يومنا هذا، والذي هز العالم، وقف عنده المحللون فكشفوا العديد من نقاط ضعفه، إذ حين نقلوا الحدث على شاشات التلفاز أظهروا لنا العَلَم الأميركي مرفوعاً مرفرفاً فوق القمر، وأظهروا لنا أثر قدم نيل أرمسترونغ (Neil Armstrong) بعمق 2.5 سم، في حين نسوا أن معدل الجاذبية على القمر لا يسمح بمثل هذا العمق من الأثر، كما أن كاميرات التصوير المفروض أنها مثبتة على أكتاف الرائدين، فكيف استطاع أحد الرائدين أن يصور رِجل زميله، وهذا كلام علماء؟!
كما أن الخبراء المعترضين لاحظوا انتشار الغبار على سطح القمر من حركة أرجل الرائدين، الأمر الذي يتعارض مع قوانين الفيزياء والجاذبية. أظهر شريط «ناسا» سير الرائدين وحركة رجليهما تثير الأتربة في حين أن هبوط المركبة لم يثر الأتربة! كما أن رفرفة العَلَم لا يمكن أن تتم كأن العلم يرفرف فوق سارية تلفّها الرياح من كل جانب، كما شاهدنا اختلاف ظل الرائدين؛ أحدهما أطول من الآخر رغم أنهما كانا متجاورين كأن مصدر الضوء ينبعث من مصدر ضوئي قريب (استديو مثلاً)، كما أن أفلام الكاميرات التي استُخدمت في ذلك الوقت كربونية، فكيف تحملت حرارة القمر؟ ناهيك عن الكيفية التي رجع بها رائدا الفضاء من القمر إلى المركبة التي ظلت تدور حول القمر، في حينها ولو صدقنا جدلاً أن الأميركيين تمكنوا من الهبوط على القمر فلماذا لم تتكرر المحاولة من جديد خصوصاً أنهم كما يدعون هبطوا؟! خصوصاً أن الرئيس باراك أوباما أعلن إلغاء برنامج كان يُعدّ منذ سنوات «للعودة» إلى القمر مجدداً، بحجة ارتفاع سعر تكلفة الرحلة.
الهبوط على سطح القمر، لو حدث فعلاً، فإنه سيكون نقلة نوعية في غزو الإنسان للفضاء، وسوف يسمح بدراسات أكثر تطوراً، ولكنّ غموض حقيقة ما حدث خصوصاً المشاهد المصورة التي بثّتها وكالة «ناسا» للفضاء والتي يلاحقها الكثير من الأسئلة التي طرحها بعض الخبراء المعترضين على مصداقية الهبوط على سطح القمر، منها عمن قام بتصوير الرائدين اللذين هبطا على سطح القمر خصوصاً أنهما في بعض المشاهد ظهرا معاً مما يتطلب وجود شخص ثالث بقي في المركبة المدارية وفق شهادة وكالة «ناسا».
أم أنه كان هبوطاً على سطح استديوهات هوليوود، في سباق مع الاتحاد السوفياتي في حينه؟ هذا ما توصل إليه بعض العلماء بعد تحليلهم مشاهد فيلم الهبوط على سطح القمر.
كنت أتوقع أن تشرح لنا الولايات المتحدة حقيقة ما حدث عام 1969، وتفند ما قاله علماء مهمون في قية التشكيك في الهبوط، فالتسابق على الفضاء بينها وبين الاتحاد السوفياتي السابق أصبح من الماضي، والآن المركبة الدولية الفضائية هي مشتركة أميركية روسية ضمن برامج الفضاء المشتركة.
أعتقد أنه على وكالة «ناسا» أن تكون أكثر شفافية بخصوص ما حدث وإلا سيبقى السؤال مطروحاً: هل فعلاً هبط الإنسان على القمر؟ والجواب في بطن «ناسا».