علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

تلكؤ

من عادة أسواق الأسهم في العالم أن يكون بها إفلاس شركة، أو موت شركة عبر الدمج أو غيره، وقد يعلن الدمج ميلاد شركه جديدة إذا تم اختيار اسم جديد للكيان الناشئ عن الدمج. والشركات في العادة لا تندمج مع بعضها البعض إلا بعد دراسة مستفيضة من كلتا الشركتين الراغبتين في الدمج أو الشركات الراغبة فيه، وفي العادة يكون هناك اطلاع نافٍ للجهالة من كل الأطراف الراغبة في الدمج.
ومن الطبيعي أن الدمج لا يكون عادلا في المائة ولكن قد يتحمل طرف من الأطراف ضررا يسيرا لا يتجاوز أو في المائة تعوضه المكاسب المرتقبة مستقبلا.
ومن آخر عمليات الدمج في السوق السعودية ما تم ليلة يوم الجمعة الماضي في العاصمة السعودية الرياض وتحديدا في فندق الريتز كارلتون حيث وافقت جمعيتا شركة سبكيم وشركة الصحراء على الاندماج، وهما بالمناسبة شركتان تعملان في قطاع البتروكيماويات وقد نتج عن هذا الدمج نشوء كيان جديد تحت مسمى شركة الصحراء العالمية للبتروكيماويات «سبكيم». وهذا المسمى يرضي جميع الأطراف وإن كان قد أتى بالصدفة وعلى فكرة قد يكون اختيار اسم الشركة الجديدة سببا من أسباب فشل الدمج فيذكر كارل كارنبجي في كتابه دع القلق وابدأ الحياة أنه في أزمه عام في الولايات المتحدة الأميركية وبعد تراجع مبيعات الحديد والصلب قررت شركتان عائليتان من شركات الحديد والصلب الاندماج وبعد قيام المختصين بما يلزم وتأييد الدمج دعا أحد ملاك الشركتين الآخر على غداء عمل وأثناء الغداء تطرقا لاسم الشركة فقال أحدهما سيكون اسم عائلتي أولا، وهنا سيكون اسم عائلة صاحب الشركة الأخرى الثاني، يقول وافقت فورا، فبادر الآخر أتعرف لو لم توافق لما كان هناك دمج.
ومن مكاسب الدمج بصفة عامة خلق كيان قوي وتحسين الربحية والبند الأخير يندرج تحته كل سبب مثل توحيد الإدارة وخفض عدد الموظفين وغير ذلك والتي جميعها تصب في مصلحة الربحية.
الغريب في الأمر أن بعضا من صغار مساهمي الشركتين لم يعجبهم الدمج وتلكأوا في التصويت للدمج أو صوتوا ضده، رغم أن هذا الدمج سينعكس بزيادة الأرباح في السنة الأولى والتي ستبلغ مليون ريال ( مليون دولار) وأنا هنا أقصد زيادة ربحية الكيان الجديد أي بعد جمع أرباح الشركتين في العام الماضي فإن الأرباح ستزيد ستين مليوناً وفي السنة الرابعة يتوقع أن تزيد الأرباح مليون ريال ( مليون دولار) وهذه بالطبع توقعات متحفظة، مع الأخذ في الاعتبار أن أسعار البتروكيماويات متذبذبة.
هذه شركات تربح وحاولت أن تندمج مع بعضها البعض لخلق كيان قوي فيما تتلكأ شركات التأمين في الاندماج رغم تعثرها!!!!!!!
ما أتمناه أن تحاول شركات كل قُطر عربي الاندماج فيما بينها وأنا هنا أقصد الشركات ذات النشاط المتشابه لخلق كيانات قوية فالعالم لا يحترم غير الأقوياء. وربما تتطور الأمور لدمج شركات عربية في أقطار مختلفة وبنشاط متشابه مما قد ينتج عنه شركة عالمية برأسمال عربي.