مارك غيلبرت
TT

تشاؤم ألماني بشأن جهود إنقاذ منطقة اليورو

وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله لديه أخبار غير سارة لمن يأمل في أن البنك المركزي الأوروبي سوف يقود إنقاذ منطقة اليورو المتعثرة: «لقد استنفدت السياسة النقدية جميع أدواتها. وحتى أكون صريحا فإنني لا أعتقد أن سياسة البنك المركزي الأوروبي النقدية تمتلك الأدوات اللازمة لمكافحة الانكماش. نحن بحاجة ماسة إلى استثمارات، واستعادة ثقة المستثمرين والأسواق، والمستهلكين».
وتتزامن تعليقات شويبله، التي أدلى بها في مقابلة مع تلفزيون «بلومبيرغ»، مع الأرقام التي تبين أن التضخم السنوي تباطأ إلى 0.3 في المائة في منطقة اليورو هذا الشهر. كان ذلك أضعف معدل النمو منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2009، ويصادف ارتفاع الأسعار خلال 11 شهرا متتالية بنسبة تقل عن 1 في المائة. وظل صناع السياسات ينكرون لشهور أن هناك مخاطر انكماشية.
وهذا يضيف إلى التوقعات المتشائمة في أوروبا، حيث إن العوائد لمدد سنة وسنتين وثلاث سنوات سلبية في ألمانيا، وهذا يعني أن المستثمرين يدفعون نظرا لامتيازات الأمان التي تتمتع بها الديون الألمانية. وانخفض متوسط سعر الفائدة على القروض لليلة واحدة بين بنوك منطقة اليورو إلى ما دون الصفر للمرة الأولى أول من أمس، حيث بلغ - 0.004 في المائة.
وينسب المحللون هذا الحدث للعديد من التوقعات بشأن انخفاض أسعار الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي، وبداية برنامج آخر يهدف إلى ضخ الأموال في الاقتصاد. وسيبدأ البنك المركزي الأوروبي الشهر المقبل في تقديم عمليات إعادة التمويل طويلة الأجل. ويقدر محللون أن البنوك سوف تقترض 300 مليار يورو (395 مليار دولار) في الجولة الأولى، وفقا للمسح الشهري الذي نشرته وكالة «بلومبيرغ» يوم 18 أغسطس (آب).
وهذا بعيد كل البعد عن مبلغ الـ850 مليار يورو الذي وصفه رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بأنه محتمل في وقت سابق من هذا الشهر، على الرغم من أن العمليات المستقبلية ربما تزيد من هذا المنحى. وقال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي ايوالد نوفوتني، أول من أمس: «أي أمين للصندوق لا يستفيد من هذا العرض فهو يرتكب خطأ كبيرا». ويبقى أن نرى ما إذا كان المال سيحفز الاقتصاد وينعش النمو أم لا.
ويضم غلاف مجلة «الإيكونوميست» هذا الأسبوع قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في قارب ورقي مصنوع من عملة اليورو وهي مطوية، وظهر دراغي وهو يحاول إخراج الماء من مؤخرة القارب. وكانت التسمية التوضيحية هي «الشعور بالغرق (مرة أخرى)». وعلى الرغم من أنه لا يجري نقاش جدي بشأن تفكك اليورو، فإن تعهد دراغي منذ عامين بالقيام «بكل ما يلزم» للدفاع عن العملة الموحدة يجري اختباره نظرا للخلفية الاقتصادية المتدهورة.
ويقترب دراغي أكثر من التيسير الكمي. ولم يلتفت إلى تصريحاته في التجمع في جاكسون هول، بولاية وايومنغ الأميركية، الأسبوع الماضي للإعلان عن وصول وشيك لبرنامج شراء السندات المدعومة بالأصول، وقال هذا الأسبوع إن البنك المركزي الأوروبي تعاقد مع شركة «بلاك روك» لتقديم المشورة بشأن هذه الجهود. ربما يكون ذلك غير كاف ومتأخرا للغاية.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»