مهرة سعيد المهيري
TT

أمن عُمان هو أمن الخليج

تستحق سلطنة عمان التهنئة على تمكنها من تحقيق نسبة «زيرو (داعش)». هذا الوصف الذي أورده وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي في محاضرة ألقاها في مسقط مؤخراً هو وصف مطمئن، وتحقيق دولة مهمة في مجلس التعاون الخليجي هذه الضمانة في أمنها هو مبعث ارتياح للجميع.
التطرف، كما شهدناه، نوعان؛ نوع معدٍ يحدث عندما تتسلل الأفكار العابرة للحدود من خلال تنظيمات ووسائل إعلام تقليدية واجتماعية وتحريض ونيات مبيتة، ونوع متنقل عندما تجد البلدان نفسها جارة لمنطقة اضطرابات لا تلبث أن «تندلق» عبر الحدود بأعداد من المتشددين من البلد المجاور أو من أولئك المتدفقين من أرجاء الأرض والباحثين عن أوهام الخلاص بقتل الناس وترويع الآمنين.
عُمان في منطقة حيوية من الخليج. تعرضت مثلما تعرض غيرها من بلدان مجلس التعاون الخليجي لحملات تحريض وتشويه لطالما اشتكت منها. تخصصت بعض المنابر الإعلامية في مشاكسة التجربة العُمانية الرائدة وشهدنا اضطرابات سرعان ما احتوتها حكمة القيادة العمانية وتجاوزها العمانيون شعباً وحكومة. لم تقف حملات التحريض إلا بعد أن انشغل المحرض بمشاكله مع الآخرين ومحاولته استمالة مسقط لجانبه. هنا نؤكد تشخيص الوزير بن علوي على أن ثمة مشكلة من داخل مجلس التعاون صعبة الحل. كانت صعبة على عمان وهي الآن صعبة على غير عمان. هذا يواجه وجهاً من أوجه التطرف الذي صار بعيداً عن عمان وأمنها.
أما الوجه الثاني فقد تضافرت جهود الخليج المشتركة لردعه. فمعروفة جغرافية التطرف في جنوب الجزيرة العربية. وليس بعيداً عن الحدود العمانية الغربية، تكمن كل من «القاعدة» و«داعش» في منطقة الفوضى الأمنية التي خلقها «الإخوان» والحوثيون معاً في اليمن. وهنا تنبغي الإشادة بقوة الأمن العماني في قطع الطريق على «اندلاق» هذه التنظيمات المتطرفة عبر الحدود. لكن أيضاً يجب تقدير الدور الذي قام به التحالف العربي في مواجهة هذه التنظيمات وكف شرورها في منطقة حيوية محاذية للحدود مع عمان. هذا فضلاً عن الاطمئنان العماني للحدود الشمالية والشرقية حيث متانة الأمن في السعودية والإمارات. الجار الآمن هو ضمان لجاره، ولنا في تجارب منطقة العراق وسوريا وتركيا أمثلة حية.
الراحة الأمنية التي تتمتع بها سلطنة عمان هي الدليل على أن الأمن الوطني جزء من الأمن الإقليمي، حين تتضافر الجهود المحلية مع الفعل الإقليمي الأمني والسياسي، لتحقيق الاستقرار.
لسان حال الوزير العماني يذكرنا بأن منطقة الخليج ذات مصير مشترك وأنه لا فصل بين المحلي والإقليمي.

* كاتبة إماراتية