مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

«قيس قبل أن تغيص»

هناك بعض الناس تأخذهم العزة بالإثم، فيغوصون قبل «يقيسون».
وسوف أورد لكم موقفين حقيقيين...
الأول حدث في أميركا، فهنالك رجل من كولورادو، ذهبت زوجته لزيارة أهلها على أساس أنها سوف تعود بعد 3 أيام، فاستغلها فرصة، واتصل بامرأة يعرفها من بائعات الهوى لتأتي إليه، وما هي إلا عدة دقائق، وإذا بزوجته تفتح الباب عائدة بعد أن قطعت زيارتها، وما هي إلا نصف ساعة حتى بدأ جرس الباب يقرع، فعرف أنها المرأة التي واعدها، وأنه وقع في «حيص بيص»، فما كان منه إلا أن يتصل بشرطة الطوارئ يبلغهم أن هناك لصاً في الخارج يريد أن يقتحم المنزل، وحضر 5 رجال من الشرطة وقبضوا على المرأة التي أخذت تصيح وتشتم، فخرجت الزوجة لكي تستطلع الأمر، وإذا بالحقيقة أو الفضيحة تتكشف لها، وبدلاً من أن تتخانق مع المرأة رجعت على أعقابها واتجهت إلى زوجها وأنشبت أظافرها بوجهه، وأخذت تصفعه وتركله «ومن فين يوجعك»، وتدخل رجال الشرطة لفضّ هذا الاشتباك غير المتوقع، وكتبوا محضراً بما شاهدوه وسمعوه، غير أن الزوجة صعّدت الموضوع وكتبت شكاية للمحكمة تطلب الطلاق من زوجها الخائن، فكسبت القضية وحكموا لها، وفوق ذلك حكموا لها أيضاً بنصف ماله المنقول وغير المنقول.
والحادثة الثانية حصلت في الأرجنتين؛ حيث إن هناك مجرماً قد دوّخ السلطات على كثرة ما اقترفه من اغتصابات النساء.
وكانت الشبهات تدور حول رجل لم تستطع السلطات أن تأخذ عليه مستمسكاً؛ حيث إنه من شدّة ذكائه «يقيس قبل أن يغيص».
وكانت هناك ضابطة شرطية مشهود لها بالكفاءة والذكاء والشجاعة، فتصدت لهذه المشكلة وهي تضرب على صدرها، قائلة لجهاز الشرطة بما معناه: «اتركوه لي أنا، وسوف أجيب لكم مناخيره بالأرض، وأنا بنت فلان».
وذكرت صحيفة «كلارين» أن الشرطية الشجاعة البالغة من العمر 27 عاماً لعبت دور الطعم للمتهم، ونجحت في لفت نظره إليها في ملهى ليلي، واتفقت مع زميلين لها على أن يتدخلا بسرعة في حالة تعرضها للخطر أثناء محاولة ضبطه متلبساً!
غير أن المتهم أجبرها بالقوة على الخروج معه من مخرج غير معروف للشرطيين اللذين كانا ينتظران عند مدخل الملهى، واصطحبها إلى مكان مجهول، واغتصبها على أقل من مهله وصوّرها، ثم هرب دون أن يدري زميلا الشرطية شيئاً عن الاغتصاب.
غير أن فضيحتها أصبحت «بجلاجل»، بعد أن نشرها المجرم على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدلاً من أن تحصل المسكينة على وسام الشجاعة، قدّمت استقالتها، ومناخيرها بالأرض.