جمال الدين طالب
كاتب وصحافي في صحيفة «الشرق الأوسط»
TT

القيلولة والإنتاجية!

ابتداء من شهر أغسطس (آب) المقبل سيكون بإمكان عمال حكومة بلدية العاصمة الكورية الجنوبية سول «قيلولة» للراحة لمدة ساعة ما بين الواحدة والسادسة بعد الظهر، وذلك في مسعى من السلطات لتحسين إنتاجية الموظفين الذين يقدر عددهم بعشرة آلاف موظف.
وسمح المجلس البلدي لسول للعمال بالنوم في الردهات أو في قاعات الاجتماعات ووعد بتخصيص مواقع أكثر راحة.
اللافت أن المجلس سمح حتى لمن تجاوز مدة ساعة من النوم، أن يعوضها بالتنسيق مع مسؤوليه، بمواصلة العمل بعد ساعات الدوام المقررة رسميا من التاسعة صباحا إلى السابعة مساء أو في اليوم الموالي بالقدوم مبكرا للعمل، أي قبل التاسعة.
ولم يأت قرار مجلس بلدية سول هكذا اعتباطا إنما جاء بعد نظر ودراسة في إنتاجية العامل الكوري الجنوبي، الذي رغم ساعات العمل الطويلة، والتي يصل معدلها 11 ساعة يوميا، إلا أن إنتاجيته تبقى أقل بنسبة 66 في المائة من المعدل المسجل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وبمعدل يصل خمسين في المائة أقل من إنتاجية العامل في الولايات المتحدة.
وبحسب المنظمة المكونة من البلدان المتقدمة التي تقبل مبادئ الديمقراطية التمثيلية واقتصاد السوق الحر، فإن الكوريين الجنوبيين ينالون القسط الأقل من النوم من بين جميع الدول الأعضاء في المنظمة، إذ ينامون في المتوسط 7.8 ساعات يومياً، وفي المقابل ينام الفرنسيون بمعدل 8.5 ساعات يوميا، ولكن إنتاجيتهم أفضل من الكوريين الجنوبيين.
ومجلس بلدية سول ليس الجهة الأولى التي لجأت إلى «القيلولة» لتحسين إنتاجية الموظفين وتخفيف الضغط عليهم فهناك شركات عالمية مثل «غوغل» و«نايك» تسمح لموظفيها بأخذ قسط من الراحة عبر القيلولة، وهناك شركات يابانية كثيرة لجأت في السنوات الأخيرة لمثل هذه الإجراء، بل إن منها من خصص مراقد في مقار العمل لهذا الغرض.
وقد اعتمدت هذه الشركات «استراتيجيتها القيلولية» هذه بناء على الدراسات العلمية الكثيرة التي أتثبت فوائد القيلولة البدنية والنفسية وفي تحسين الإنتاجية وتنشيط الذاكرة.