علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

الحرب ليست اختياراً

للحرب طرفان أساسيان هما بالطبع الطرفان المتحاربان وللأسف عالمنا العربي في المائة سنة الماضية يمكن القول إن كل أيامه حروب. فمن التحرر من الاحتلال التركي إلى مقاومة الاستعمار الإنجليزي والفرنسي، وقد يختار أحد الأطراف الحرب ولكن الطرف الثاني تفرض عليه، فمثلاً فرض الفلسطينيون على اللبنانيين الحرب الأهلية عام 1975م. وبعد حروب التحرر من الاستعمار التي كلفتنا ملايين الشهداء وملايين الدولارات أيضا وبدلا من أن نصرفها على التنمية صرفناها على الحروب التي فرض معظمها علينا بوصفنا عربا وأنت تعرف أيها القارئ الكريم أن حرب التحرر من الاستعمار كلفت الجزائر مليون شهيد، وقس على ذلك بقية دولنا العربية.
فمع خسارة الإنسان - وهي الأهم - خسرنا المال والوقت اللذين ضاعا في الحروب بدلا من صرفها في طلب العلم والتنمية، للأسف العرب لا يتعلمون من التاريخ فمنذ ثورة القرامطة التي كلفت الأمة الإسلامية كثيرا ونحن نكرر الخطأ نفسه عبر حروب جانبية. أنا لا أتكلم عن حربنا ضد الاستعمار أو ضد إسرائيل ولكني أتكلم عن حروبنا البينية التي كلفتنا كثيرا، ففي الغرب تطاحن الإخوة الليبيون، وفي الشرق تطاحن العراقيون بالإضافة إلى الحرب السورية التي يقتل فيها النظام الشعب.
القرامطة أزعجوا دولة الخلافة وفرضوا الحرب حتى داخل مكة وقتلوا الحجيج وها هو التاريخ يعيد نفسه؛ ففي فترة سابقة أطلق الحوثيون صواريخهم على مكة وفرضوا حربا على دول التحالف العربي باحتلالهم صنعاء وانقلابهم على الشرعية، هذه الحرب التي فرضت على دول التحالف والتي تدعمها إيران لم تكن اختيارا علـى دول التحالف ولكنها وجدت الحرب مفروضة عليها. كانت دول الخليج تساعد اليمن في التنمية فقد بنت السعودية المدارس والمستشفيات والطرق وساعدت في كل مجال تنموي ومثلها الإمارات والكويت فدول مجلس التعاون قامت بتنمية اليمن السعيد، الذي جعل الحوثيين شقوا بتحالفهم مع إيران وأضاعوا فرصة التنمية وتعزيز الاقتصاد ليجعلوها خرابا على اليمن وأهله بتحالفهم مع الإيرانيين وطمعهم في السلطة رغم أنهم الأقلية.
الحروب الجانبية في دولنا العربية أشغلتنا عن التنمية وتطوير الاقتصاد وتطوير المعرفة الإنسانية والانتباه لإعمار البلاد بدلا من تخريبها بالتحالف مع أعداء الأمة، دول التحالف بالتأكيد غير سعيدة في حرب اليمن، ولكن حينما تفرض الحرب على طرف فلا بد أن يقاتل لمصلحة أمته.