ألبرت هنت
كاتب عمود في صحيفة بلومبيرغ
TT

كيفية متابعة نتائج الانتخابات الأميركية

لا بد أن نغفر للناخبين الأميركيين نصيبهم من نفاد الصبر مع اقتراب بدء انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. فلقد خاضوا حملة طويلة ومرهقة ومثيرة للكثير من الانقسام ولا بد أنهم يريدون معرفة النتائج. بيد أن حكمهم الحقيقي على حالة الديمقراطية الأميركية من غير المرجح أن يكشف عن نفسه سريعاً مع اقتراب أمسية الاقتراع الساخنة. وفيما يلي دليل لمتابعة تلك الساعات القليلة المقبلة.
وسط توقعات بأكبر إقبال على التصويت في انتخابات التجديد النصفي خلال أكثر من نصف قرن من الزمان، تغلق أول مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة السادسة مساء من يوم الثلاثاء في أجزاء من ولاية إنديانا، حيث يعد السيناتور الديمقراطي جو دونلي أحد أكثر مرشحي الحزب الديمقراطي المهددين حتى الآن. وكذلك في ولاية كنتاكي، حيث يقاتل المرشح الديمقراطي آمي ماكغراث، الطيار الأسبق بمشاة البحرية الأميركية، على المقعد الجمهوري الآمن للولاية في مجلس النواب بالكونغرس.
وفي تمام الساعة السابعة مساء، بالتوقيت الشرقي، تبدأ بعض النتائج المهمة في الظهور من الجبهة الانتخابية الشرقية، برغم أنه في ولاية فلوريدا، التي تشهد حملات انتخابية ساخنة على مستوى الولاية، فإن مراكز الاقتراع سوف تغلق أبوابها في 10 مقاطعات بالولاية بعد ذلك بساعة. في حين ينتهي التصويت تماما في ولايات أوهايو، ونورث كارولينا، وويست فيرجينيا في تمام السابعة والنصف من مساء ذلك اليوم.
فإن مُني العضوان الديمقراطيان بمجلس الشيوخ، بيل نيلسون عن فلوريدا وجو مانشين عن ويست فيرجينيا، بالخسارة فمن شأن الأعضاء الجمهوريين على الأرجح الاستحواذ على مقعدين إضافيين للأغلبية الجمهورية في المجلس. ومن الناحية السياسية، فإن هذا يعني أن الجمهوريين سوف يحتفظون بمسار واضح للغاية بشأن تأكيد تعيين القضاة الفيدراليين المحافظين وقضاة المحكمة العليا المحافظين كذلك لمدة عامين آخرين على أقل تقدير.
كما يمكن للإغلاق المبكر لحملات حكام الولايات أن يكون معتبرا. الديمقراطيون التقدميون الأفارقة يعملون بجد في ولايتين من ولايات الجنوب الأميركي في مواجهة الأنصار المتحمسين لسياسات الرئيس دونالد ترمب. ومن شأن فوز أندرو غيلوم على رون دي سانتيس في فلوريدا وفوز ستاسي أبرامز على بريان كيمب في جورجيا أن يمثل فجرا جديدا في سياسات الولايات الجنوبية، وأن يساعد الديمقراطيين كذلك في صياغة تشريعات أكثر ملاءمة على صعيد الولاية والكونغرس فيما بعد التعداد السكاني المقبل في عام 2020.
وفيما قد يعتبر من أهم نتائج الانتخابات النصفية الراهنة بحسب إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، يشعر المعسكر الديمقراطي بحالة من التفاؤل المشوب بالحذر إزاء استعادة منصب حاكم الولاية في أوهايو، والتي يخوض الانتخابات فيها حاليا ريتشارد كوردراي، الرئيس السابق لوكالة الحماية المالية للمستهلك، ضد المدعي العام الجمهوري للولاية مايك دي واين.
وأكثر المنافسات الوطنية إثارة للتشويق هي محاولات السيطرة على مجلس النواب، ومن غير المحتمل للنتائج الأولية أن تشير إلى فوز الديمقراطيين بالمقاعد (الـ23) التي يسيطر عليها الجمهوريون في المجلس. بيد أنه سوف تكون هناك بعض المؤشرات الدالة من دون شك. فإذا ما تمكن الديمقراطيون من حيازة مقعدين أو ثلاثة في ولاية فيرجينيا، ومقعدين آخرين في فلوريدا، ومقعد واحد في تشارلوت بنورث كارولينا، ومقعد واحد في أوهايو، ذلك الذي كادوا أن يفقدوه في أغسطس (آب) الماضي خلال الانتخابات الخاصة، فإن ذلك يعني الفوز بالأغلبية. فإذا ما فازوا أيضا في المقاطعة الموالية تماما لدونالد ترمب في ويست فيرجينيا، فإن الموجة الديمقراطية الزرقاء لا بد قادمة.
سوف نشهد 3 نتائج غاية في الأهمية خلال الساعة المقبلة. تغلق مراكز الاقتراع بحلول الثامنة مساء في ولاية تكساس، التي يحاول المرشح الديمقراطي الأكثر زخما لعام 2018 بيتو أوروركي إغضاب السيناتور الجمهوري المخضرم تيد كروز في الولاية التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري منذ عقود. كما تحاول السيناتور الديمقراطي كلير ماكاسكيل التماسك في مواجهة التحديات الهائلة من المرشح الجمهوري القوي جوش هاولي.
وفي وقت لاحق من الساعة الثامنة مساء، يمكن لنتائج انتخابات مجلس النواب الكشف عن لثامها. وذلك مع إغلاق الاقتراع في ولايات مين، ونيوجيرسي، وبنسلفانيا، وإلينوي، وتكساس، وكانساس كذلك. وهي الولايات التي تدور المنافسة الانتخابية فيها على 20 مقعدا يسيطر عليها الحزب الجمهوري. ويحتاج الجمهوريون للسيطرة على أكثر من نصف عدد هذه المقاعد إن كانوا يتطلعون لمواصلة السيطرة على مجلس النواب في الكونغرس.
وينتهي التصويت في تمام التاسعة مساء في ولاية ويسكونسن، التي يحاول الديمقراطيون فيها الحيلولة دون فترة الولاية الثالثة لحكم الولاية من جانب سكوت والكر، وهو أكثر الساسة نفوذا في الولايات المتحدة. وفي سباق مجلس النواب الانتخابي هناك، يواجه أحد عمال الحديد صراعا عسيرا لانتزاع المقعد الشاغر إثر تقاعد رئيس المجلس بول ريان عن منصبه. وهناك أربعة مقاعد يجري بشأنها التنافس في ولاية مينيسوتا: اثنان منها في ضواحي الولاية، حيث يتوقع المعسكر الديمقراطي الانقضاض على مقاعد الجمهوريين، واثنان آخران في المناطق الريفية ذات الأغلبية الديمقراطية والتي قد تكون أكثر المقاعد عرضة للمخاطر بالنسبة للديمقراطيين في هذه الانتخابات.
وبعد الساعة العاشرة مساء، ينبغي لأغلبية مجلس الشيوخ بالكونغرس أن تكون واضحة للعيان مع النتائج التي تمت تسويتها في سباقين انتخابيين متقاربين للأعضاء الديمقراطيين في ولايتي مونتانا ونورث داكوتا، فضلا عن مقعدين جمهوريين مفتوحين في ولايتي نيفادا وأريزونا، حيث يتبارى الديمقراطيون بالتوازي أو لعلهم يسبقون منافسيهم بخطوة. وعلى جانب مجلس النواب، يساور الجمهوريون القلق بشأن مقعدين مهمين يجري عليهما التنافس الشديد في ولاية أيوا التي تضم ستيف كينغ، النائب الأبيض الشعبوي المتطرف المتعاطف مع النزعة القومية السائدة في الضاحية الغربية من الولاية التي تدين بالولاء العميق للحزب الجمهوري.
أما في الغرب، تستحق ولاية كاليفورنيا المتابعة لمرة واحدة فقط، حيث تغلق مراكز الاقتراع في تمام الساعة 11 مساء بالتوقيت الشرقي، وهناك سبعة أو ثمانية مقاعد يسيطر الجمهوريون عليها هناك تلك التي يستهدفها الديمقراطيون استهدافا. فإن فازوا بالأغلبية فيها، فسوف يحتفل الديمقراطيون بذلك أيما احتفال.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»