مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

من غشّنا فليس منّا

أكبرت الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ عبد الرحمن السديس، وذلك عندما فند الإشاعة التي تزعم بجفاف بئر زمزم، الذي يفيض الماء منه منذ آلاف السنين، مؤكداً أنه آية من آيات الله.
وأضاف قائلاً: إن المزاعم التي يرددها البعض بأن بئر زمزم جف ماؤها أو انخفض مستواه تشكيك في قدرة الله وحكمته البالغة، نافياً في الوقت ذاته أن يكون ماء زمزم قد خلط بأي ملوثات كما يشيع البعض، وسيظل معيناً لا ينضب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها - انتهى.
كما أنني قدرت أجهزة الأمن المصرية عندما قبضت على صاحب مكتبة بالإسكندرية، وهو يقوم بتعبئة مياه الصنابير في زجاجات على أنها ماء زمزم، ويبيعها بمبالغ كبيرة.
ووجدوا في مستودعاته آلاف الزجاجات المختومة، وملصق على كل زجاجة (استيكر) مطبوع عليها ماء زمزم خير مشروع على وجه الأرض.
وقد أثرى من وراء ذلك الغش وخداع الناس الطيبين الذين يتهافتون على الشراء طلباً للبركة. وللأسف أن بعض الناس ضمائرهم في الحضيض، فهم لا يتورعون بالغش، ما أكثر المشروبات والعصائر المغشوشة التي يقع في حبائلها السذج من الناس، وأنا من أوائلهم. فكله من الممكن بلعه واللعب فيه إلا ماء زمزم... يا أمان الخائفين.
والضحك والغش على العقول والذقون موجود عند كل الشعوب والطوائف، وها هي قوات الأمن في زيمبابوي ألقت القبض على قس يدعى تيتو واتس بتهمة النصب والاحتيال بعد أن باع آلاف التذاكر لدخول الجنة.
وقالت مجلة (باري ماتش) الفرنسية، إن القس يبيع التذكرة الواحدة مقابل 500 دولار، وكان يسميها التذاكر (الذهبية)، وتساعده زوجته في بيعها والترويج لها - بئس البائع والشاري.
بل إنه حتى عمليات التجميل السخيفة لم تسلم من هذا التلاعب المشين، حيث لم تنعم امرأة بريطانية في الخامسة والأربعين من العمر طويلاً بالمظهر الجديد لنهديها بعد إجرائها عملية لتكبيرهما في تونس حتى انفجر واحد منهما بينما كانت المسكينة تأخذ حماماً ساخناً.
وتم نقل أليسون - وهذا هو اسمها - على محمل السرعة إلى المستشفى إثر الحادث حيث خضعت لعملية جديدة لإغلاق جرح العملية التجميلية في نهدها ومكافحة العدوى، ثم أجرت عمليتين أخريين لاستبدال النهدين المزروعين وإصلاح الندوب في صدرها.
وصدق من قال: من غشنا فليس منّا.
حفظنا الله من الغش والغشاشين، واللعب والمتلاعبين، وآخر دعوانا، أن الحمد لله رب العالمين.