جمال الدين طالب
كاتب وصحافي في صحيفة «الشرق الأوسط»
TT

أي «ربيع» للاقتصاد العالمي؟

عبرت كريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد الدولي، عن تفاؤلها بآفاق الاقتصاد العالمي وإن عدت أنه ما زال يواجه تحديات كبيرة. لاغارد قالت في مؤتمر اقتصادي بمدينة «إكس أون بروفانس» الفرنسية، إنه من المنتظر أن يتسارع النشاط الاقتصادي العالمي في العام المقبل 2015 بعد بداية بطيئة في الأشهر الأولى لهذا العام 2014. وتوقعت لاغارد أن يكون النشاط في النصف الثاني من هذا العام أكثر قوة، غير أنها حذرت من أن هناك حدودا لتأثير سياسة البنوك المركزية التي تهدف لدعم الطلب وأنه يجب على الدول أيضا العمل لتعزيز النمو، وبصفة خاصة بالاستثمار في البنية التحتية والتعليم والصحة.
مديرة صندوق النقد الدولي وفي إشارتها إلى ما أصبح يعد الرقم الأكبر في معادلة الاقتصاد العالمي، وإن بقي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أي الاقتصاد الصيني - استبعدت أن يسجل الأخير تباطؤا حادا، وذكرت أنه يتجه نحو «نمو مستدام ونوعي»، وتوقعت أن يتراوح النمو في الصين هذا العام ما بين سبعة و5.‏7 في المائة.
وتوقعت لاغارد أن ينتعش نشاط الاقتصاد الأميركي في الربع المقبل إذا ما استمر الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في تشديد سياساته النقدية. وكان صندوق النقد الدولي خفض توقعاته للنمو في الولايات المتحدة لهذا العام من 2.8 في المائة إلى اثنين في المائة بعد الانكماش غير المتوقع للاقتصاد الأميركي في الربع الأول من العام بفعل الطقس البارد.
وعن منطقة اليورو، أكدت مديرة صندوق النقد الدولي أن التعافي الاقتصادي في المنطقة بعيد المستويات التي تسمح بتخفيض نسبة الديون العامة والبطالة الكبيرة في المنطقة.
وتواجه المنطقة تحديات اقتصادية كبيرة، أكثرها إلحاحا «انكماش الأسعار»، الذي دفع خطره البنك المركزي الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة، من بينها تخفيض نسبة الفائدة إلى ما يقارب الصفر.
وعدت لاغارد الاقتصادات الناشئة هي التي تستمر في الاستحواذ على أكبر نسبة نمو عالمي، ولكن بمعدلات أقل من السابق.
الاقتصاد العالمي مقبل، بحسب مديرة صندوق النقد الدولي، على ربيع أكثر ازدهارا، لكن سماءه ما زالت مثقلة بغيوم من التحديات الاقتصادية.

[email protected]