أعتقد انه إذا كانت هناك أمنية يتمناها لاعبو منتخب مصر الآن، فهي ان يمحو الزمن من ذاكرته وقائع مشاركتهم المخيبة في مونديال روسيا 2018.
لقد كانت العودة لكأس العالم بعد غياب 28 عاما تحمل الكثير من الآمال للمصريين، خاصة بعد ان وضعتهم القرعة في مجموعة متوازنة لا تضم أي منتخب من المرشحين البارزين للمنافسة على اللقب، لكن الفريق خسر مبارياته الثلاث، والغريب أن منحنى الأداء كان يتراجع من السيئ الى الأسوأ، على عكس كل المنتخبات المشاركة بالبطولة.
ووفقا للعروض والأرقام أظهر منتخب مصر أنه الاسوأ بين ممثلي العرب الأربعة بالمونديال، والأسوأ بين ممثلي القارة الأفريقية الخمسة.
اذا اعتبرنا أن المونديال فرصة للفرق التي ليس لها تاريخ مع البطولات العالمية، لاستعراض ما تملكه من مواهب، او قدرات فنية، سواء من أجل إسعاد الجماهير او تسويق اللاعبين، فان الفريق المصري قد أضاع فرصته بعروض ليس لها علاقة بكرة القدم.
وبلسان مصري تابع المشوار من بدايته الى نهايته وشاهد مشهد الخروج المخزي، كنت أتمنى كما الكثير من الجماهير أن لا يتأهل المنتخب المصري الى المونديال!
اذا سألنا عن الاستفادة التي خرج بها المنتخب المصري من هذا المونديال، فالأكيد الإجابة لا شيء، بل الضرر هو الذي لحق باللاعبين سواء المحترفين منهم او المحليين.
واذا سألنا عن الهدف الذي كان يرصده المنتخب المصري من مشاركته في المونديال، فالواضح من العروض المخيبة أنه لا توجد اهداف. لقد كانت رحلة المنتخب المصري الى روسيا كما لو كانت للسياحة، احتفالات مع فنانين، ومجالس غداء وعشاء مع المسؤولين في غروزني، بينما كرة القدم كانت هاجس الجماهير وحدها.
خدعنا مسؤولو اتحاد الكرة المصري بتصريحاتهم النارية بأن الفريق جاهز لتحقيق إنجاز كبير في المونديال، رغم أن المؤشرات في التجارب الودية وخطط الإعداد كانت تشير لعكس ذلك.
على مدار السنوات التي قاد فيها المدرب الارجنتيني كوبر المنتخب المصري، كان يعتمد خطة واحدة (دفاعية) الهدف منها تأمين مرماه وعدم الخسارة، لكنه كان يخسر بالفعل، ولم يتعلم ولم يصحح!! واذا كان هناك من يراجع تاريخ الرجل الارجنتيني سيدرك أنه لا يؤمن بالمواهب ولا بالطرق الهجومية، وهو من طالب باستبعاد الاسطورة البرازيلي رونالدو من انترناسيونالي الايطالي إبّان إشرافه على الفريق ما بين أعوام 2001 و2003!!
ورغم ذلك كان رجال اتحاد الكرة المصري ومعظهم يعملون بالإعلام الرياضي يصورون للناس أن هناك شيئا خفيا سيخرجه الفريق في النهائيات، والمفاجآت قادمة طالما معنا العالمي محمد صلاح أفضل لاعب في الدوري الانجليزي. لقد تاه صلاح في مجرة رجال الاتحاد والمسؤولين عن المنتخب الذين أرادوا استثماره تارة للدعاية وتارة لعلاقات تجارية، في الوقت الذي كان يكافح فيه المهاجم المصاب للحاق بمباريات الفريق.
النهاية الكارثية وانقلاب الجماهير المصرية على اللاعبين بالسباب بعد نهاية المشوار المونديالي ليس صفحة تنطوى، بل تاريخ مظلم سيظل يطارد هذه المجموعة لسنوات طويلة.
11:26 دقيقة
TT
مصر... مونديال للنسيان
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة