ينحصر الصراع بين مدربي أفضل المنتخبات في نهائيات كأس العالم لكرة القدم حول كيفية استثمار العناصر لدى كل مدرب من خلال طريقة اللعب والأسلوب وخطط المباراة.
وقد لاحظت أن كل المنتخبات التي تأهلت لدور الثمانية في البطولة الحالية المثيرة لم تستخدم الطريقة العالمية 4 - 4 - 2 التي اشتهرت واستخدمت لفترة طويلة سواء بفرعها التقليدي أو الدايموند. والمثير أن طريقة 4 - 3 - 3 التي اشتهر بها اجاكس وهولندا في ستينيات وسبعينات القرن الماضي لا تزال حاضرة وقد لجأت إليها بعض المنتخبات على الأقل من خلال التنفيذ وليس الورق. وهنا مربط الفرس فقد لاحظت أن ثمة اختلافات في بعض الأحيان بين خبراء اللعبة حول تحديد طريقة اللعبة. يجيء الاختلاف بسبب التداخل وعدم دقة التطبيق فضلا عن المستجدات الفنية والتحولات السريعة أثناء المباريات.
والواقع أن طريقة 4 - 2 - 3 - 1 المشتقة من 4 - 5 - 1 فرضت نفسها وهي الأكثر انتشارا في العقد الأخير ومن أسباب انتشارها أنها تشبه طريقة 4 - 3 - 3 بل تلجأ بعض الفرق إلى الطريقتين حسب الظروف، لكن اللافت للنظر أن الطريقة القديمة 3 - 5 - 2 لم تمت على الأقل في هذه البطولة وهي التي تصبح 5 - 3 - 2 حسب مجريات المباراة وقد تمثلت المفاجأة الفنية في بطولة البرازيل حاليا في الطريقة الدفاعية مع التركيز على أسلوب دفاعي وتمترس عجيب، ويعتبر منتخب كوستاريكا المتأهل لدور الثمانية خير مثال وهو يلعب بطريقة 5 - 3 - 2 معتمدا في الأساس على لاعبي دفاع وبفضل التطبيق الجيد لهذه الطريقة تألقت كوستاريكا، أما النموذج الرائع فتمثل في تكتيك المدرب العالمي البارز فان غال الذي نجح وأسكت منتقديه من خلال طريقة نصف الدائرة حيث اللعب بـ5 - 3 - 2 وتقدم ظهيري الجانبين في حالة الهجوم وقد تخلت هولندا عن 4 - 3 - 3 ونجحت بامتياز مع الاختلاف في التطبيق مع كوستاريكا عطفا على الإمكانات والظروف ذلك أن هولندا تملك أحد أفضل المهاجمين في البطولة روبن وفان بيرسي وهما يمتازان بالمهارات والسرعة والتهديف لذلك اعتمد عملاق التدريب على التمرير المتنوع والاعتماد على السرعة في حين أن الإمكانات العناصرية للفريق الكوستاريكي فرض أسلوب هجمات «الأمواج» بالانتشار الجماعي. والحقيقة أن الابتعاد عن طريقة 4 - 4 - 2 يعود للخوف من المساحات الشاغرة في الوسط خشية فقدان السيطرة على أهم جزء في الملعب. يكاد الصراع ينحصر في التوصل للطريقة التي تسهل الهيمنة على خط الوسط ومن هنا فرضت طريقة 4 - 5 - 1 نفسها وأبرز تفصيل أو اشتقاق لها هي 4 - 2 - 3 - 1 ويكفي أن أشير إلى منتخبات ألمانيا والأرجنتين والبرازيل وبلجيكا وكولومبيا والأخيرة كانت تلعب في السابق بطريقة 4 - 4 - 2 مثل منتخبات أخرى، بيد أن مساحة الحرية الواسعة التي منحها المدرب الكبير بيكرمان لنجمه الفلتة جيمس رودريقز منحت الفريق الكولومبي مظهرا مختلفا وهو يبدو في بعض اللحظات وكأنه يلعب بطريقة 4 - 3 - 3 في ظل تقدم لاعب وسط آخر وتلك هي ميزة 4 - 2 - 3 - 1 التي تمتاز بالمرونة وتسهل بسط النفوذ بين الصندوقين.
[email protected]
7:44 دقيقه
TT
نهاية طريقة 4-4-2
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة