كريس هيوز
TT

«بريكست» وميردوخ و«سكاي نيوز»

وافقت الحكومة البريطانية على عرض روبرت ميردوخ الاستحواذ الكامل على مؤسسة «سكاي»؛ الأمر الذي يعدّ من الأنباء السارة للمساهمين في محطة البث الفضائي. كما أنه إشارة إلى أن أكثر العروض الأجنبية إثارة للجدل بالنسبة للشركات البريطانية لديها فرصة للفوز في الصراع.
من جانبه، قال وزير الثقافة البريطاني مات هانكوك يوم الثلاثاء الماضي، إنه سوف يوافق على العرض المقدم من شركة «توينتي سينشري فوكس» لصاحبها روبرت ميردوخ، إن تمكنت الشركة من العثور على وكيل على المدى الطويل لعمليات «سكاي نيوز» – ومن الأرجح شركة «والت ديزني» الأميركية، التي عرضت بالفعل الاستحواذ على الوحدة الإخبارية.
وهناك موعد نهائي مقداره أسبوعان لتوضيح التفاصيل. ومن شأن الاكتتاب في «سكاي نيوز» أن يكون باهظاً. لكن هناك مصلحة راسخة لدى شركة «ديزني» في مساعدة «فوكس» لتجاوز هذا الخط؛ إذ هناك صفقة منفصلة لعملاق الترفيه الأميركي لشراء أغلب أصول شركة «فوكس»، بما في ذلك حصتها البالغة 39 في المائة من «سكاي» – والتي تسمح لها بالحصول على المركز المسيطر إذا ما نجح عرض «فوكس» لبقية الحصص.
وفي الأثناء ذاتها، سوف يرغب ميردوخ نفسه في إنهاء مهمة شراء شبكة «سكاي» على الرغم من أنه يبيع لشركة «ديزني» بوليصة التأمين في حال، ولأي سبب كان، انهارت الصفقة مع شركة «ديزني».
وارتفعت أسهم «سكاي» إلى 13.54 جنيه إسترليني يوم الثلاثاء، وهي الإشارة التي يتوقعها المستثمرون بشأن الحرب المنتظرة التي سوف تدفع «فوكس» وشركة «كومكاست كورب» المنافسة إلى حاجز الألم. ومع افتراض غياب «سكاي» عن الصفقة فإن سعر السهم يتراوح بين 9.50 إلى 10 جنيهات، وتبلغ قيمة التضافر الناجم عن الصفقة أكثر من 4 جنيهات للسهم الواحد، كما يعتقد المحللون لدى «يو بي إس»، وسعر السهم الحالي يبدو منطقياً. والخطر الرئيسي الآن هو اتفاق شركة «فوكس» مع «كومكاست» – التي تطمع في الاستحواذ على أصول ميردوخ أيضاً – وتقرر ديزني عدم التقدم بالعطاء لشركة «سكاي» أيضاً.
لقد كانت طريقاً طويلة للغاية بالنسبة إلى ميردوخ. وكان الهدف دائماً أن تكون المعركة حول القوة المالية فقط، ولقد بلغ هذه النقطة تقريباً. وتحتاج «ديزني» إلى إقناع مات هانكوك بأنها سوف تكون مالكاً ملتزماً لشبكة «سكاي نيوز» حتى وإن فشلت صفقة الاستحواذ على أصول شركة «فوكس»، وتركها لدى «نيوز» في المملكة المتحدة.
أما بالنسبة لمقدمي العطاءات الآخرين حول العالم، تحرص الحكومة البريطانية على أن يُنظر إليها بأنها تدقق في الصفقات رفيعة المستوى بشكل كامل في الوقت الذي تضع العقبات القابلة للتحقيق للسماح لهم بالمضي قدماً. وحتى في ظل المناخ السياسي المشحون حالياً، فإن الصفقات الخارجية والعدائية ليست مستحيلة.

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»