مصطفى الآغا
TT

نضوج التشكيلة

قلت سابقاً وأكررها اليوم، إن نتيجة المباريات الودية لا تهم بقدر ما يهم شكل التشكيلة ومساحة الانسجام والانضباط التكتيكي ومدى استيعاب خطة المدرب ورؤيته التدريبية ومدى تناغم اللاعبين فيما بينهم، ولهذا اخترعوا المباريات الودية حتى تخلق هذه الحالات من التهيئة، ولذلك يجب عدم الانفعال سلباً أو إيجاباً بنتيجة مباراة إن كان فوزاً أو خسارة، ويجب أيضاً عدم الحكم النهائي على الفريق أو المنتخب من الوديات لأن حساسية المباريات التنافسية تفرق بشكل كبير عن مباريات التدريب والتجريب.
ورغم الخسارة من إيطاليا 1 / 2 فإنني شخصياً أعتقد أن الأخضر السعودي قدم أداء ناضجاً ومتناغماً وكان غير هيّاب للمنافس حتى لو كان إيطاليا بتاريخها ونجومها وألقابها ودوريها الذي يعتبر أحد أقوى دوريات العالم (رغم عدم تأهلها هذه المرة لكأس العالم).
فالمنتخب الإيطالي يبحث عن نفسه، ولهذا لعب بجدية كبيرة ومدربه مانشيني يريد وضع البصمة ولاعبوه يأتون من أندية عالمية ولديهم خبرة كبيرة في اللعب الاحترافي وتحت الضغط، لهذا فليس سهلاً أن تلعب أمامهم الند للند حتى لو ودياً، ولكن التشكيلة السعودية بدت واثقة وبشخصية واضحة ولم تكن هناك فروقات كبيرة، خاصة في الشوط الثاني وكاد المنتخب أن يخرج متعادلاً لولا سوء الحظ وبراعة الحارس الإيطالي، وأرى أن الاستفادة قد تكون أكبر حتى من ودية اليونان التي فاز بها الأخضر بهدفين، فهجوم إيطاليا بقيادة ماريو بالوتيلي أقوى بكثير من هجوم اليونان، وبالتالي فالاستفادة لخطي الدفاع والحراسة السعوديين أكبر، والكل يعرف أن الكرة الإيطالية هي كرة دفاعية، وبالتالي فتسجيل هدف عليها وكاد فهد المولد يسجل الثاني يعتبر أمراً مفيداً لخطي الوسط والهجوم السعوديين للتعامل مع كل المدارس الكروية في العالم ما بين شرقية مثل أوكرانيا أو غربية مثل إيطاليا وبلجيكا أو حتى لاتينية مثل بيرو، وطبيعي ستكون النهاية مسكاً مع بطل العالم ألمانيا.. وهكذا يصل اللاعبون للقاء روسيا وهم مشبعون خبرة وتجانساً، والأهم دون الخوف من الأرض والجمهور والمناسبة، وهذا الكلام بالطبع هو المفترض حسب سياق الأمور وتبقى لكل مباراة ظروفها وحساباتها ومفاجآتها والتي نتمناها سعودية إن شاء الله.