مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

يا لطيف الطف

لا أظن أن هناك صيغة أجمل وأحكم وأعدل، من تلك الصيغة التي وردت في القرآن الكريم على أساس أن تكون إطاراً مثالياً للحياة الزوجية، وهي وردت بأربع كلمات فقط: (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
غير أن هناك نماذج وحوادث مؤلمة و(مقرفة)، حصلت بين الأزواج من مختلف الشعوب والملل - بمن فيهم المسلمون.
ومثلما ذكرت صحيفة «الأنباء» الكويتية: أن عروساً نقلت إلى المستشفى مصابة بكسر في الجمجمة والحوض بعد ثلاث ساعات من انتهاء حفل زواجها، بسبب ضرب زوجها لها، تطبيقاً لنصيحة والدته، لكي يظهر لها (رجولته) و«يوريّها العين الحمرا» من أول ليلة، لكي لا (تفحّج) عليه - حسب تعبير أمّه.
وفي إيطاليا حصل شجار بين زوجين وصل إلى عنان السماء، وعندما فقد الزوج أعصابه فما كان منه إلاّ أن يحضر وقوداً ويسكبه على زوجته، ومن شدّة حماسته طرطش الوقود على ملابسه أيضاً وعندما أشعل الولاعة ليحرق بها ملابس زوجته الهاربة، اشتعلت ملابسه هو في الوقت الذي قفزت فيه هي من البلكونة من الدور الأول ونجت بنفسها، فيما اشتعلت فيه هو النيران، ولولا جيرانه الذين أطفأوها ونقلوه للمستشفى لكان قد ذهب في (خرخر)، وما زال بين الحياة والموت.
ولا يهون عنه ذلك الزوج النيجيري الأهوّج، الذي قطع يدّي زوجته الاثنتين بالساطور، بسبب أنها لم تنجب له أبناء، وبعد أن قبضوا عليه وأجروا الفحوصات الطبية عليه وجدوا أنه هو (العقيم) لا هي، وللأسف أنهم حكموا عليه فقط بالسجن مدى الحياة (!!).
أما الزوجة التي لا أدري ماذا أصنفها فهي امرأة كردية عراقية من محافظة السليمانية، ابتليت برجل (فحل) أكثر من اللازم، ولسانه طويل وبذيء أكثر من (اللازمين)، ولا تمر عليها ليلة إلاّ ويوسعها ضرباً وشتائم وإهانات، وعندما ضاقت ذرعاً بهذه الحالة المزرية، ما كان منها في إحدى الليالي إلاّ أن تضع له في قدح الشاي (منّوماً قوياً)، وبعد أن غطس في الأحلام، فتحت فمه وقطعت بالسكين لسانه من (لغاليغه).
ولا أدري هل فعلتها هذه أشنع أم ما فعلته أسرة لبنانية في قضاء عاليه، عندما هربت ابنتهم مع حبيبها الذي هو ليس على دينهم، وعقد قرانه عليها وتزوجها.
واستطاعت الأسرة أن تترصد الزوج الشاب وتختطفه، ولم يكتفوا بضربه ومسحه بالبلاط، ولكنهم فوقها أفقدوه (ذكورته) نهائياً - وقيل إنهم رموها بعد ذلك للكلاب.
يا لطيف الطف، لقد اقشعر بدني، اللهم نحونا ولا علينا.