سكوت ديك كومينورز
بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
TT

العلماء الشباب يعطون دفعة قوية لمستقبل صناعة الفضاء

تتطلب مواجهة التحديات العلمية والهندسية العالمية تعاوناً دولياً، ويعد الوقت الحالي هو الأنسب لبداية السير في هذا الاتجاه. ولذلك فإن المسابقات البحثية تعد الملتقى الأهم لأكثر شباب العام نبوغاً، نظراً لأنها تمنحهم الفرصة للتعارف، وهو أمر بالغ الأهمية لمستقبلنا.
والأسبوع الماضي، التقى نحو 1800 من طلاب المرحلة الثانوية من 81 دولة بمدنية بيتسبيرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية في إطار «معرض العلم والهندسة الدولي».
ويعد المؤتمر تجمعاً لأفضل المتنافسين، حيث تأهل المتنافسون للمشاركة في المعرض، بعد أن فازت الأبحاث التي تقدم بها كل مشارك بمسابقة إما محلية أو إقليمية أو دولية. فمثلا تمكن أحد أهم الفائزين من أستراليا من صنع روبوت مستقل يمكنه غسل النوافذ في ناطحات السحاب، فيما نجح فائزان آخران في تطوير تكنولوجيا محسنة لتخزين الطاقة عبارة عن مكثفات خارقة زهيدة التكلفة وبطاريات بالغة القوة. وابتكر طلاب من كينيا طريقة جديدة لتدريس الحساب للصم، فيما حققت أبحاث قدمها آخرون من دول أخرى تطوراً كبيراً في الطب، وعلم النبات، والحوسبة الكوانتمية. لكن المنافسة لا تقتصر هنا على تحديد الموضوعات القوية فحسب، بل على تنمية قدرات الطلاب البحثية، وهو الهدف من المسابقة التي أشارك في عضوية لجنة التحكيم بها، وذلك بغرض تشجيع المشاركين على الانخراط في الأوساط البحثية، وإزالة الحواجز التي تعترض سبيل البحث العلمي.
وخلال المعرض، تلتقي الجامعات والشركات والوكالات الحكومية والمؤسسات بالطلاب لتقديم الجوائز ولإرشادهم لأنسب الأساليب الدراسية، وكذلك المساعدة في تحديد مسار حياتهم العملية مستقبلاً. والأهم من ذلك هو التعارف الذي يجرى بين المشاركين من مختلف أنحاء العالم في ظل حالة الشغف التي تتملك الجميع لتبادل الأفكار والاهتمامات، وكذلك معرفة الخلفيات الثقافية لبعضهم بعضاً. ويقوم الطلاب بتشكيل روابط تدوم لفترات طويلة لتجعل من تلك الصلة شبكة أبحاث دولية. ولذلك يمكن النظر إلى «معرض العلم والهندسة الدولي» على أنه منافسة ترعى ثقافة التعاون نظراً للصداقة التي تنشأ بين الطلاب والتي تتطور لاحقاً إلى زمالة تساعدهم على التواصل فيما بينهم، ومن ثم مواصلة مهامهم العلمية وتوسيع نطاقها عالمياً. تمثل الجوائز الممنوحة للفائزين عنصر إلهام لجميع المشاركين، وحتى نحن الكبار يمكننا أن نستلهم ونتعلم من أحد تلك الابتكارات، ليس في علم البيولوجيا أو الرياضيات المتقدمة فحسب، بل أيضا فكرة الشراكة والتعاون ذاتها.
إن أروع ما في «معرض العلم والهندسة الدولي» هو التشجيع على العلم وعلى التبادل الثقافي، وهو ما يجب علينا دعمه بكل قوة.
- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»