علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

للأسف

قمتنا العربية ذات الرقم 29 والتي أطلق عليها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز «قمة القدس» والمنعقدة في الظهران 15 أبريل (نيسان) الجاري، للأسف خصصت للم شملنا وترقيع شتاتنا بدلاً من أن نصرفها على التنمية والاقتصاد وللأسف منذ أول قمة انعقدت عام 1946 ونحن نراوح مكاننا، فمرة نصل للحد الأدنى للاتفاق ومرات كثيرة نضرب بمصالحنا عرض الحائط ونكون أشتاتاً ونقسم عدم اتفاقنا بين الولاء للشرق والغرب.
هذه المرة عدونا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، فعدونا ساعد بشار الأسد على أهلنا في سوريا وجعله يرجمهم بالقنابل العنقودية وبالبراميل المتفجرة منذ أكثر من سبع سنوات، وعدونا الإيراني يزود الأسد بالميليشيات والخبراء والأسلحة ليفصل سوريا عن عروبتها، وهو فعل ذلك في العراق وهذا العدو دائماً ما يتعاون مع الأقليات وفق التصنيف المذهبي والعقدي، فهو يدعم الحوثيين في اليمن ويزودهم بالأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار في محاولة يائسة لفصل اليمن عن العرب، مما أجبر العرب على مكافحة هذا التدخل، وفي النهاية سعى عدونا الإيراني لتخريب اليمن مثلما خرب سوريا لأنه يعلم أن إضعاف الأقطار يضعف الأمة.
الأدهى والأمر، بل المضحك في الأمر أنه دعم ميليشيا حزب الله لتكون دولة داخل دولة، في دولة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 10 ألاف كيلومتر مربع ليخلق لنا صداعاً إعلامياً وليكون هذا الحزب بمثابة مخلب القط كما يعرف في علم السياسة يستخدمه ضد العرب متى شاء، فهذا الحزب يتدخل في سوريا ويدرب في اليمن ولا نعلم ماذا يعمل في الخفاء في بقية الدول العربية؟ مدعوماً بالمال الإيراني.
إيران لم تتركنا وحدنا لنتفرغ لتنمية بلداننا وتطويرها اقتصادياً، بل لعبت دور المفسد لتهدم كل ما أنجزناه ولتشغلنا عن التنمية بالانتباه للحروب التي تثيرها هنا وهناك، ولتجبرنا على متابعة برنامجها النووي، فبدلاً من أن تخطط للتنمية لمصلحة شعبها الذي ثار عليها مؤخراً نتيجة سوء الأوضاع المعيشية، تصرف مدخرات إيران لتطوير السلاح، هذا الأمر ليس شأناً إيرانياً خالصاً، بل هو شأن إقليمي ودولي، فإذا لم تستجب إيران للأصوات العاقلة في الإقليم للابتعاد عن إنجاز القنبلة الذرية، فإن بقية دول الإقليم ستتجه لامتلاكها مما يحقق نظرية الردع.
ألم أقل لكم إن إيران صرفتنا عن التنمية والاهتمام برفاهية شعوبنا، والانصراف إلى الحرب وآلته التي تأكل الأخضر واليابس، ولو فكر عقلاء إيران وأجبروا وليهم الفقيه أن يصرف مدخرات البلاد على رفاهية شعبه لكان أفضل للشعب الإيراني وأفضل لنا، لأننا أيضاً سنتفرغ للتنمية بدلاً من التفرغ لرد العدوان الذي تفرضه علينا إيران.