مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

ترمب لخامنئي: ساعة الحساب

يفترض أثناء نشر هذا المقال أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أصدر موقفه المنتظر من الاتفاق النووي مع إيران، المعروف باتفاق «الخمسة زائد واحد»، الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا مع جمهورية إيران، حول برنامجها النووي.
الاتفاق الشهير تم ببركة باراك أوباما، ورهن إرثه السياسي العالمي على هذا الاتفاق الذي قال كثير من المراقبين، حتى المتفهمين للمنطق الأوبامي، إن به جوانب غامضة كثيرة مثيرة.
الاتفاق، حسب الشرط الأميركي نفسه، يفرض على الخارجية الأميركية تقديم مراجعة كل 90 يوماً للرئيس من أجل التحقق من التزام إيران بالتعاون مع جهود التفتيش على مرافقها النووية، التي تقول إنها سلمية.
ضمن هذا السياق يأتي بيان الرئيس ترمب المنتظر حول الاتفاق العجيب، ويتوقع إما أن يعلن ترمب الخروج الأميركي من الاتفاق، وهذا توقع ثوري، أو يعيد الأمر للكونغرس الأميركي وفرض مزيد، أو تفعيل، العقوبات القديمة، الاقتصادية، مع إضافة عقوبات سياسية، أو يطلب إعادة التفاوض من جديد على شروط جديدة، ليست بسماحة أوباما هذه المرة!
الكونغرس الأميركي، خاصة نواب الحزب الجمهوري، يتوعدون بمحاربة إيران والاتفاق معها، واعتبر إد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي: «الاتفاق النووي حافلاً بالأخطاء... وكان مجرد رهان لم يتحقق». وقال: «الاتفاق الذي وقّعه أوباما مع إيران منح طهران مائة مليار دولار، ذهب معظمها للحرس الثوري الذي يدعم الإرهاب بالعراق وسوريا».
النائب الجمهوري، لي زلدين، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، قال في خلاصة كاشفة: «الاتفاق النووي مع إيران بمثابة خريطة طريق لها تدلها على كيفية الحصول بالضبط على السلاح النووي»!
ترمب في اتصال مع رئيسة الحكومة البريطانية دعا إلى «محاسبة النظام الإيراني لرعايته الإرهاب وتطوير الصواريخ الخطيرة».
لذلك، فالأمر يتجاوز حصره بالحديث عن الاتفاق الشهير 5 زائد 1، بل يتعلق بمقاربة أميركية كبرى تجاه الدور الإيراني كله بالمنطقة، لذلك تواتر الحديث عن عزم أميركي على تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وتابعه في لبنان «حزب الله»، دون تفرقة بين عسكر ومدنيين، كلهم في سلة واحدة، سلة الإرهاب والإجرام.
الحرس الثوري هو عصب الجمهورية الخمينية، وشبكة اقتصادية داخلية وخارجية هائلة، لذلك ثار سدنة النظام الخميني وتوعدوا بالويل والثبور حميّة لحرس جمهوريتهم.
هذه هي المواجهة الموجعة للنظام الخرافي الإرهابي، ضرب رأس الأفعى بالمنطقة: الحرس الثوري، وأفراخه مثل فيلق القدس و«حزب الله» والحوثي وميليشيات الخزعلي العراقية، مثلاً.
نحن أمام «حزم» أميركي مثير.