سرطان الثدي 2025... «الكشف المبكر ينقذ الحياة»

«أكتوبر الوردي»... شهر التوعية رسالة تتجدد كل عام

سرطان الثدي 2025... «الكشف المبكر ينقذ الحياة»
TT

سرطان الثدي 2025... «الكشف المبكر ينقذ الحياة»

سرطان الثدي 2025... «الكشف المبكر ينقذ الحياة»

يُعَدّ شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام شهراً عالمياً للتوعية بسرطان الثدي الذي يُعَد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء عالمياً، حيث تُشخص ملايين الحالات الجديدة سنوياً.

في هذا الشهر من كل عام، تُطلق حملاتٌ تحمل شعاراتٍ مخصصة لتعزيز رسائل المناسبة وأهدافها لتعزيز الوعي الصحي بأهمية الكشف المبكر، وتثقيف المجتمع حول عوامل الخطر، وتشجيع النساء على الفحص الذاتي والفحص الطبي الدوري، ودعم المصابات والناجيات، وتشجيع الجميع على تبني أسلوب حياة يحدّ من عوامل الخطر.

ويرمز «الشريط الوردي» في هذه المناسبة إلى الأمل والتضامن في مواجهة المرض، وقد أصبح علامة عالمية تجسّد الدعم النفسي والإنساني قبل أن تكون مجرد رمزٍ للحملة.

شعار التوعية هذا العام 2025 يركّز على «الكشف المبكر ينقذ الحياة»، تماشياً مع التوجهات العالمية نحو تعزيز الفحص الوقائي، واستخدام الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية والتقنيات الرقمية حيث تُستخدم أدوات تكنولوجية لتوجيه الأشخاص الأكثر عرضة للفحص وتحفيزهم، ومن ذلك، مثلاً، المبادرات المثيرة لدينا في المملكة مع مؤسسات بحثية لتطبيق أدوات التنبؤ والذكاء الاصطناعي على صور الماموغراف لتحديد المخاطر بدقة أكبر (Allocation Assist).

الكشف المبكر مفتاح النجاة

تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يرفع معدلات الشفاء إلى أكثر من 90 في المائة في حال اكتشاف الورم في مراحله الأولى.

ومحلياً، أظهر برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي في المملكة العربية السعودية (Saudi Breast Cancer Early Detection Program - SBCEDP)، الذي أُجري بين عامي 2012 و2020 وتم تحليله في دراسة نشرت في عام 2024 على PubMed - أظهر نتائج مشجعة، حيث تم فحص أكثر من 72 ألف امرأة واكتشاف 504 حالات سرطان، بنسبة 6.9 حالة لكل ألف مفحوصة، وكان نحو 45 في المائة من الحالات في مراحل موضعية ونحو 28 في المائة في المراحل المبكرة.

وهناك توقعات لارتفاع حالات الإصابة بسرطان الثدي بشكل ملحوظ بحلول 2026 بسبب وتيرة التحضر، التغيرات في نمط الحياة، وزيادة الفحص، وفقاً لدراسة تحليلية نشرت في «BioMed Central».

وتؤكد كل الدراسات أن الانتظام في الفحص الدوري هو العامل الأهم في نشر الوعي الصحي بين السيدات، حيث ساهم في خفض معدلات الوفاة، وتحسين نسب البقاء، وتقليل الحاجة إلى تدخلات جراحية واسعة، وتحسين جودة الحياة بعد العلاج.

تقنيات التشخيص المبكر الحديثة

شهدت السنوات الأخيرة ثورة علمية في مجال الكشف عن سرطان الثدي، بفضل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في التصوير والتحليل. أهمها:

* الماموغرافيا المعززة بالتباين (CEM).تُعَدُّ تقنية الماموغرافيا (تصوير الثدي) المعززة بالتباين (Contrast-Enhanced Mammography – CEM) من أبرز التطورات الحديثة في مجال تصوير الثدي، حيث تجمع بين بساطة وسرعة الماموغرافيا التقليدية ودقة المعلومات التي توفرها الأشعة المقطعية بالصبغة (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI).

وتعتمد هذه التقنية على حقن مادة تباين تحتوي على اليود قبل التصوير، تعمل على إظهار الأوعية الدموية الجديدة التي تتشكل عادة داخل الأورام الخبيثة، إذ يحتاج الورم إلى تغذية دموية مستمرة للنمو وهي عملية تُعرف بتكوّن الأوعية (angiogenesis).

وبالتالي، تظهر المناطق التي تحتوي على نشاط دموي غير طبيعي بشكل أوضح في الصورة، مما يسمح للطبيب بتمييز الأنسجة المشبوهة بسهولة أكبر.

وقد أظهرت أحدث الدراسات العشوائية في المملكة المتحدة (2024) أن تقنية الـCEM تتميز بحساسية أعلى في الكشف عن الأورام الغازية، خاصة لدى النساء ذوات الأنسجة الثديية الكثيفة، وهي الفئة التي يصعب فيها غالباً اكتشاف التغيرات المرضية باستخدام الماموغرافيا التقليدية أو الموجات فوق الصوتية.

كذلك بيّنت الأبحاث أن CEM قد تقلل الحاجة إلى فحوصات إضافية مثل الرنين المغناطيسي، الذي رغم دقته العالية فإنه أكثر تكلفة ويستغرق وقتاً أطول (Radiology Journal, 2024).

وإضافةً إلى ذلك، فإن هذه التقنية تمتاز بأنها:

- أسرع في الأداء من الرنين المغناطيسي.

- أقل تكلفة وأكثر توفراً في المراكز الصحية.

- يمكن إجراؤها باستخدام نفس جهاز الماموغرافيا التقليدي مع تعديلات بسيطة.

وتُعتبر اليوم خياراً واعداً ضمن برامج الكشف المبكر والمراقبة الدورية، خصوصاً في الحالات التي تتطلب متابعة دقيقة بعد العلاج أو تقييم مدى استجابة الورم للعلاج الكيميائي.

وبفضل قدرتها على كشف أدق التفاصيل الدموية المرتبطة بالنشاط الورمي، فإن الماموغرافيا المعززة بالتباين تُقدّم نقلة نوعية في دقة التشخيص، وتُسهم في تقليل حالات الخطأ أو التأخير في اكتشاف السرطان.

إذن، تُعد الماموغرافيا المعززة بالتباين (CEM) بديلاً عملياً وسريعاً للرنين المغناطيسي (MRI)، إذ توفر دقة تشخيصية مقاربة بتكلفة ووقت أقل.

الذكاء الاصطناعي

* الذكاء الاصطناعي في التشخيص. أثبتت نماذج التعلم العميق فعاليتها في تحليل صور الماموغرام والموجات فوق الصوتية بدقة عالية تصل إلى 90 في المائة في بعض الدراسات (arXiv, 2025)... وأحد هذه النماذج، Deep Multi-modal Breast Cancer Detection Network، دمج الصور السريرية مع بيانات المريض، مما رفع دقة التشخيص بشكل ملحوظ.

كما طوّر باحثون خوارزميات قادرة على التنبؤ بخطر الإصابة خلال خمس سنوات قادمة باستخدام التصوير المجسّم الرقمي (Digital Breast Tomosynthesis, DBT)، مما يمكّن من توجيه الفحص الوقائي بشكل أدق.

وفي مجال الأنسجة المرضية، تم تصميم نماذج ذكاء اصطناعي لتحليل صور الخزعة بدقة عالية للتعرف على النوع والمرحلة، مما قد يُسرّع التشخيص ويخفّف الأعباء على الأطباء.

* الفحص السائل (Liquid Biopsy). من الاكتشافات الثورية الحديثة، تطوير «اختبارات دم حساسة» تستطيع الكشف عن الحمض النووي (DNA) الورمي المتحرر في الدم قبل سنوات من ظهور الورم في الفحص الإشعاعي. وهذه التقنية ستصبح أداة إضافية هامة، إذا ما تم اعتمادها بشكل واسع، ووُصفت بأنها سوف «تغيّر قواعد اللعبة» في الكشف المبكر عن السرطان أو مراقبة عودة المرض (الانتكاس) بعد العلاج (The Guardian, 2024).

من العلاج الكيميائي إلى الطب الشخصي

لم يعد علاج سرطان الثدي يعتمد فقط على الجراحة والعلاج الكيميائي، بل أصبح أكثر تخصيصاً بفضل التقدّم في الطب الدقيق والعلاجات الموجّهة.

* العلاج الجيني والموجّه: يتم إجراء تحليل للبصمة الجينية للورم لتحديد الطفرات الجينية مثل (BRCA) أو المستقبلات الهرمونية (ER, PR, HER2) بهدف اختيار العلاج الأنسب لكل مريضة.

وتوظف الأدوية المستهْدِفَة مثل تراستوزوماب (Trastuzumab) وبيرتوزوماب (Pertuzumab)، المضادة للـ(HER2) التي أحدثت نقلة نوعية في علاج السرطان الإيجابي لهذا المستقبل، وأثبتت الدراسات تحسناً كبيراً في نسب البقاء (NEJM, 2023).

كما يتم استخدام الفحص الجيني (مثل تحليل الجينات الورمية) لتحديد المرضى الذين قد يستفيدون من علاجات موجهة أو من العلاج المناعي أو التجريبي.

* العلاج المناعي. في حالات سرطان الثدي ثلاثي السلبية (Triple-Negative Breast Cancer)، وهو من أكثر الأنواع عدوانية، برز دور العلاج المناعي (Immunotherapy) أو الجمع بينه وبين العلاج الكيميائي لتحسين النتائج.

وعن الأدوية الجديدة مثل مثبّطات (PD-1) و (PD-L1)، أظهرت الأبحاث تحسناً ملحوظاً في النتائج عند دمجها مع العلاج الكيميائي (Lancet Oncology, 2024).

* المتابعة الذكية والتقنيات الرقمية، وتشمل:

- تطبيقات ذكية ومنصات رقمية، تُستخدم اليوم لمتابعة المريضات عن بُعد (Remote Monitoring)، ترصد الأعراض الجانبية والامتثال للعلاج، كما تساعد الأطباء في تعديل الجرعات أو التدخل المبكر.

- أنظمة ذكاء اصطناعي، تُستخدم لتحليل نتائج الصور الشعاعية بشكل مستمر، مما يساعد في اكتشاف أي تغيرات طفيفة قد تدل على عودة المرض بمرور الزمن بسرعة أعلى من الفحص البشري فقط. (Nature Medicine, 2025).

تعزيز الفحص الوقائي واستخدام الأدوات الذكية والتحليلات التنبؤية والتقنيات الرقمية

تحديات وتوصيات شهر التوعية

* التحديات، وتشمل:

- عالمياً، على الرغم من التقدم العلمي الكبير، ما زالت نسبة من النساء، في كل دول العالم، يُشخّصن في مراحل متقدمة من المرض بسبب تأخر الفحص أو ضعف الوعي الصحي.

- وإقليمياً، تشمل التحديات: ضعف الوعي في بعض الدول، عوائق الوصول إلى المرافق، اختلاف المناهج، والتباين في تلقي الرعاية الجيدة.

- ومحلياً، دراسة سعودية حديثة ركّزت على النساء ذوات الإعاقات، أوضحت أن 62 في المائة من النساء ذوات الإعاقات واجهن صعوبات في الوصول إلى مراكز الفحص، مما يبرز الحاجة إلى سياسات شمولية وعدالة صحية. وتتنامى الجهود البحثية في السعودية، وقد تم نشر دراسات تحليلية وأبحاث على الأداء والبنية التحتية لعلاج السرطان. كما أشارت دراسات أخرى إلى أن تعزيز حملات التوعية، وتوفير العيادات المتنقلة للفحص في المناطق البعيدة، قد يسهمان في تقليص الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية.

* توصيات لتعزيز التأثير في شهر التوعية، وتشمل:

- التركيز على الرسائل البسيطة والعملية: مثل «افحصي سنوياً بعد سن 40» أو «كلما اكتُشف مبكراً، كان العلاج أنجح».

- إشراك الشخصيات المؤثرة والمحلية (أطباء مشهورون، ناجيات) لرفع الوعي.

- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والوسائط الرقمية، والإعلانات الموجهة خصوصاً للفئات الأقل وعياً.

- دعم مرافق الفحص المتنقلة للوصول إلى المناطق البعيدة.

- تمويل البحوث المحلية في التشخيص المبكر والعلاجات الحديثة.

- التعاون بين الجهات الصحية والمجتمعية لتقليل الحواجز أمام النساء في الوصول إلى الفحص والعلاج.

ختاماً، فإن «أكتوبر الوردي» يأتي هذا العام ليؤكد أن المعركة ضد سرطان الثدي لا تُكسب بالشعارات وحدها، بل بالعلم والوعي والتكافل.

فالكشف المبكر يظلّ السلاح الأقوى، والذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة لتشخيص أسرع وأكثر دقة، والعلاج بات أكثر تخصيصاً وإنسانية.

فلنجعل من هذا الشهر فرصةً لتجديد التزامنا بدعم المرأة صحياً ونفسياً، ولنرفع التوصية الذهبية لكل امرأة:

«افحصي اليوم... فالحياة تستحق أن تُعاش»

* استشاري طب المجتمع.


مقالات ذات صلة

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك زيت الخروع يُستخدم مليّناً وفي منتجات العناية بالبشرة والشعر (بكسلز)

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

زيت الخروع عبارة عن زيت كثيف عديم الرائحة، يُستخرج من بذور نبات الخروع. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث يُرجح أنه استُخدم وقوداً للمصابيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
TT

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)

كشفت دراسة إسبانية عن فحص بسيط لعينة بول يمكن أن يشخِّص ويحدد مرحلة سرطان المثانة بشكل فعال وبدقة عالية.

وأوضح الباحثون في مؤسسة أبحاث الصحة بمستشفى «لا في» في فالنسيا، أن هذا الفحص يوفر بديلاً غير جراحي للإجراءات التقليدية مثل تنظير المثانة، ويخفِّض التكاليف الصحية، ويُعزِّز راحة المرضى، ويحسِّن نتائج العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Molecular Diagnostics».

يُعدّ سرطان المثانة أحد أكثر السرطانات شيوعاً وخطورة في الجهاز البولي، ويتميَّز بمعدل انتكاس مرتفع بعد العلاج. وينشأ عادة في بطانة المثانة، ويظهر بأعراض مثل دم في البول، والحاجة المتكررة للتبول، أو ألم عند التبول.

ويعتمد تشخيصه حالياً على فحوص غازية مثل تنظير المثانة أو فحوص الخلايا البولية، لكنها محدودة الحساسية وقد تكون مؤلمة أحياناً.

وتشير أحدث الأبحاث إلى أن تحليل الحمض النووي الحر في البول (cfDNA) قد يقدِّم بديلاً غير جراحي لتشخيص المرض وتحديد مرحلته، مما يُحسِّن راحة المرضى ويقلل الحاجة إلى الإجراءات الغازية المكلِّفة.

ويعتمد الفحص الجديد على تحليل الحمض النووي الحرّ في عيّنة البول، وهو أسلوب غير جراحي يمكنه تشخيص سرطان المثانة ومتابعة تقدمه. ويرِّكز الفحص على قياس شظايا الحمض النووي الصغيرة والمتوسطة من 5 جينات محددة مرتبطة بسرطان المثانة، منها (MYC وACTB و AR).

وفي الدراسة، حلَّل الباحثون عينات بول من 156 مريضاً بسرطان المثانة، و79 فرداً سليماً من المجموعة الضابطة، باستخدام تقنية «تفاعل البوليميراز المتسلسل في الوقت الحقيقي (Real-Time PCR)» لقياس تركيز وتكامل شظايا الحمض النووي الحر في البول.

وأظهرت النتائج أن الفحص الجديد يُحقق دقة تصل إلى 97 في المائة وقيمة تنبؤية تصل إلى 88 في المائة لتحديد سرطان المثانة.

كما وجد الباحثون أن نسبة الشظايا الكبيرة إلى الصغيرة من الجين (ACTB) والشظية الصغيرة من الجين (AR) زادت مع شدة المرض، مما يشير إلى أنها مؤشرات موثوقة لتحديد مرحلة المرض، وقد يساعد تكامل هذه الجينات في اكتشاف عودة سرطان المثانة بعد العلاج.

وأشار الفريق إلى أن الفحص الجديد قادر على متابعة تطوُّر المرض واكتشاف الانتكاس، مما يتيح تدخلاً مبكراً وعلاجاً أكثر فعالية، مع تقليل التكاليف وتحسين تجربة المرضى بشكل كبير.

ونوّه الباحثون بأن هذه الدراسة تُعَدّ من أوائل الدراسات التي تقيِّم بشكل شامل تفتُّت الحمض النووي الحر في البول عبر مختلف مراحل سرطان المثانة، مما يقرِّب العلماء من مستقبل يمكن فيه تشخيص المرض ومراقبته بصورة أسهل وأقل إيلاماً.


من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
TT

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً بفضل ما يحتويه من مضادات أكسدة تساعد في حرق الدهون وتعزيز الهضم.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الشاي الأخضر والأسود والنعناع والأولونغ وغيرها قد تساهم في تقليل دهون البطن ودعم إدارة الوزن عند استهلاكها بانتظام، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي.

ويستعرض تقرير نشره موقع «فيريويل هيلث» أبرز أنواع الشاي المرتبطة بفقدان الوزن وآلية تأثير كل منها وفق ما توضحه الأبحاث العلمية:

1. الشاي الأخضر

يُعدّ الشاي الأخضر مصدراً غنياً بالكاتيكينات، وهي مضادات أكسدة تساعد في تفكيك الدهون داخل الجسم. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يعزّز معدل الأيض وعمليات حرق الدهون، خصوصاً دهون البطن. ويحتوي الشاي الأخضر طبيعياً على الكافيين، الذي يعزّز الأيض واستخدام الجسم للدهون مصدراً للطاقة.

2. الشاي الأسود

يحتوي الشاي الأسود على البوليفينولات، وهي مركّبات نباتية قد تكون أكثر فاعلية في الوقاية من السمنة مقارنة بتلك الموجودة في الشاي الأخضر. ويمرّ الشاي الأسود بعملية تخمير تزيد من مستويات الفلافونويدات (نوع آخر من مضادات الأكسدة) التي قد تساهم في فقدان الوزن وحرق الدهون عبر رفع معدل الأيض.

كما يحتوي الشاي الأسود عادةً على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالأنواع الأخرى، ما قد يساهم في فقدان الوزن عبر زيادة استهلاك الطاقة.

3. شاي الزنجبيل

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض وزيادة عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم. كما أن الاستهلاك المنتظم لمكمّلات الزنجبيل قد يساعد على خفض الوزن الكلي للجسم.

ويساعد الزنجبيل أيضاً في دعم عملية الهضم عبر تعزيز حركة الجهاز الهضمي، أي سرعة مرور الطعام عبر القناة الهضمية. وقد يساعد شرب شاي الزنجبيل قبل الوجبات أو أثنائها في الوقاية من مشكلات هضمية مثل الحموضة وعسر الهضم. وتُظهر مكمّلات الزنجبيل قدرة على تقليل أعراض عسر الهضم، مثل:

التجشؤ

الانتفاخ

الغثيان

آلام المعدة

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض (بيكسلز)

4. شاي الكركديه

قد تُقلّل المركبات النباتية (الأنثوسيانينات) الموجودة في الكركديه من كمية الكربوهيدرات التي يمتصها الجسم، وهو ما قد يحدّ من السعرات الحرارية الواردة من الأطعمة السكرية أو الغنية بالنشويات.

وقد أظهر البحث العلمي أنّ تناول مستخلص الكركديه ساعد في خفض تراكم الدهون داخل الجسم. إلا أن الخبراء يشيرون إلى ضرورة تناول جرعات عالية من الكركديه للحصول على نتائج كبيرة في فقدان الوزن.

5. شاي النعناع

تدعم مضادات الأكسدة و«المنتول» الموجودة في شاي النعناع صحة الهضم عبر تخفيف التشنجات العضلية في الجهاز الهضمي، وتخفيف آلام المعدة، وتحسين عملية الهضم.

وبما أنّ النعناع يساعد كذلك على تقليل الانتفاخ، فقد يلاحظ البعض بطناً أكثر تسطّحاً مؤقتاً بعد احتسائه، الأمر الذي قد يشكّل حافزاً لاعتماد عادات أخرى لإدارة الوزن.

6. شاي الأولونغ

تشير بعض الأبحاث إلى أنّ شرب شاي الأولونغ لمدة أسبوعين ساهم في تسريع أكسدة الدهون، وهي العملية التي يكسّر فيها الجسم الأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة.

كما وجدت دراسة أخرى أنّ استهلاك شاي الأولونغ قد يدعم فقدان الوزن من خلال خفض مستويات السكر والإنسولين في الدم.

7. الشاي الأبيض

يحتوي الشاي الأبيض على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، ما قد يساعد في دعم إدارة الوزن. وتشير الدراسات الأولية إلى أن شرب الشاي الأبيض بانتظام يمكن أن يساعد في الوقاية من السمنة ودعم جهود فقدان الوزن.

ورغم الحاجة إلى مزيد من الأدلة، تُظهر الأبحاث الأولية أنّ الشاي الأبيض قد يساهم في فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة عبر التأثير إيجاباً على مستويات الكوليسترول في الدم، والالتهابات، والاختلالات الهرمونية.

8. شاي الرويبوس

لا يزال الباحثون في المراحل الأولى من دراسة فوائد شاي الرويبوس، الذي يُعدّ خياراً خالياً من الكافيين. وقد تساعد البوليفينولات والفلافونويدات، مثل مركّب «أسبالاتين»، في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الدهون في الجسم.

وإضافة إلى ذلك، يتميز هذا الشاي العشبي بنكهة حلوة طبيعية، ما يجعله بديلاً جيداً للمشروبات المحلّاة التي يمكن أن تسهم في زيادة الوزن.

ما كمية الشاي المناسبة لخسارة الوزن؟

لا توجد إرشادات واضحة من الخبراء حول الكمية المثلى من الشاي لتحقيق فقدان الوزن، إلا أنّ الأبحاث استخدمت الكميات التالية:

وفي مراجعة بحثية، ساهم استهلاك ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأخضر يومياً في تقليل الوزن.

ووجدت دراسة أخرى أن شرب أربعة أكواب أو أكثر يومياً من الشاي الأخضر خفّض خطر تراكم دهون البطن بنسبة 44 في المائة.

وتشير أدلة أخرى إلى أن شرب ثلاثة أكواب من الشاي الأسود يومياً يزيد مستويات مضادات الأكسدة، ما قد يساهم في فوائد إدارة الوزن.


يُسوَّق لها للتعافي من الإصابات وبناء العضلات... ما الآثار الجانبية لحقن «الببتيد»؟

حقن الببتيد قد تُسبب ردود فعل جلدية (رويترز)
حقن الببتيد قد تُسبب ردود فعل جلدية (رويترز)
TT

يُسوَّق لها للتعافي من الإصابات وبناء العضلات... ما الآثار الجانبية لحقن «الببتيد»؟

حقن الببتيد قد تُسبب ردود فعل جلدية (رويترز)
حقن الببتيد قد تُسبب ردود فعل جلدية (رويترز)

شهدت «الببتيدات» القابلة للحقن رواجاً متزايداً بوصفها توجهاً صحياً يتحدَّث عنه المشاهير وخبراء اللياقة البدنية. «الببتيدات» هي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية التي تُشكِّل اللبنات الأساسية للبروتينات، ويُسوَّق لها على أنها تُسرّع التعافي من الإصابات، وتبني العضلات، وتُبطئ علامات الشيخوخة، بل وتُساعد على فقدان الوزن.

مع ذلك، فإن كثيراً من الببتيدات القابلة للحقن غير معتمدة من قِبل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)»، وقد تكون محفوفةً بالمخاطر، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

ما هي الببتيدات القابلة للحقن؟

تتوفر في السوق كثير من الببتيدات القابلة للحقن غير المُنظَّمة، بأسماء تُشبه روبوتات الخيال العلمي، بما في ذلك «BPC-157»، الذي يُروَّج له لعلاج الجروح والتعافي من الإصابات، و«CJC-1295»، الذي يُقال إنه يزيد كتلة العضلات. لم تخضع هذه الببتيدات لدراسة أو مراجعة سلامة جيدة من قِبل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية».

صرَّح الدكتور أنتوني سي تام، طبيب الرعاية الأولية والطب الرياضي في «مركز هنري فورد الصحي» في ديترويت، لموقع «فيري ويل هيلث»: «ما زلنا لا نعرف ما إذا كانت الفوائد التي تحقَّقت من خلال التجارب السريرية والتجارب على الحيوانات ستُترجم فعلياً إلى نتائج تُطبَّق على البشر. من الرائع أن نرى أننا نواصل جهودنا في مجال الصحة والتعافي، لكننا بحاجة إلى مزيد من البحث لنُحدِّد تماماً ما إذا كان هذا سيُفيد».

فيما يلي 4 مخاطر يجب مراعاتها قبل تناول حقن الببتيد غير المُنظَّمة:

ألم أو رد فعل جلدي في موضع الحقن

قد تُسبب حقن الببتيد ردود فعل جلدية، وقد أبلغ بعض الأشخاص الذين استخدموا «BPC-157» عن ألم وتورم في موضع الحقن.

راقب بشرتك بحثاً عن أي احمرار أو ألم أو تورم أو تغيرات جلدية في موضع الحقن. مع ذلك، نظراً لعدم وجود رقابة على هذه المنتجات، فقد لا تعرف الآثار الجانبية المتوقعة، كما تقول الدكتورة لورين أ. فاين في شيكاغو.

وتوضح فاين: «إذا شعرت بأي اختلاف أو حدث أي شيء خلال 24 إلى 72 ساعة بعد الحقن، فقد يكون ذلك أحد الآثار الجانبية».

التفاعلات الدوائية المحتملة

هناك مصدر قلق آخر بشأن حقن الببتيد غير الخاضعة للرقابة: التفاعلات الدوائية غير المعروفة. ويقول تام: «لا نعرف ما إذا كانت هناك أي تفاعلات دوائية أو تفاعلات مع حالات طبية محددة تستدعي القلق».

على الرغم من عدم وجود معلومات مؤكدة حول هذا الموضوع، فإنه يُنصَح بالتحدث مع مقدم الرعاية الصحية حول أي مخاطر ناتجة عن الجمع بين حقن الببتيد وأدويتك الحالية.

التعب أو الصداع

أفاد بعض الأشخاص بشعورهم بالتعب والصداع والدوار بعد تناول حقن الببتيد غير المُرخصة، وفقاً لما ذكره تام.

يمكن أن يُشير الصداع والنعاس أيضاً إلى انخفاض مستويات السكر في الدم نتيجةً لبعض حقن الببتيد.

مشكلات الجهاز الهضمي أو تغيرات الشهية

ارتبطت حقن الببتيد المُعتمدة بمشكلات في الجهاز الهضمي. قد يُعاني الأشخاص الذين يتناولون حقن الإنسولين من الإمساك، وقد يُعاني أولئك الذين يتناولون حقن سيماغلوتايد من الغثيان والقيء والإسهال وآلام المعدة.

وأضاف تام أنه من الشائع أيضاً الإبلاغ عن مشكلات الجهاز الهضمي وتغيُّرات الشهية عند استخدام الببتيدات غير المُعتمدة القابلة للحقن.