ماذا يحدث في أجسامنا عندما لا ننام؟

ليلة واحدة فقط من قلة النوم تجعلنا نعاني من تباطؤ في التفكير وضبابية في الانتباه وصعوبات في الذاكرة والتحكم في المشاعر (أرشيفية - رويترز)
ليلة واحدة فقط من قلة النوم تجعلنا نعاني من تباطؤ في التفكير وضبابية في الانتباه وصعوبات في الذاكرة والتحكم في المشاعر (أرشيفية - رويترز)
TT

ماذا يحدث في أجسامنا عندما لا ننام؟

ليلة واحدة فقط من قلة النوم تجعلنا نعاني من تباطؤ في التفكير وضبابية في الانتباه وصعوبات في الذاكرة والتحكم في المشاعر (أرشيفية - رويترز)
ليلة واحدة فقط من قلة النوم تجعلنا نعاني من تباطؤ في التفكير وضبابية في الانتباه وصعوبات في الذاكرة والتحكم في المشاعر (أرشيفية - رويترز)

تشير بيانات حديثة إلى أن ثلاثة أرباعنا يستيقظ من النوم وهو يشعر بأنه لم يحصل على القسط الكافي من الراحة. وتُشيرُ استطلاعاتُ الرأيِ أيضاً إلى أنَّ خُمسَنا يحصلُ عادةً على أقلِّ من ستِّ ساعاتٍ من النومِ ليلاً، وهو ما يُجمعُ عليه الخبراءُ على نطاقٍ واسعٍ بأنه قليلٌ جداً.

لكن قلة النوم ليلاً لا تؤثر فقط على شعورنا بالكسل طوال اليوم، كما تشير الدكتورة إيفانا روزنزويغ، طبيبة النوم واستشارية طب الأعصاب والنفس في مستشفى جايز وسانت توماس. «إنها تغير طريقة تواصلنا مع العالم، ومع الآخرين، ومع المهام، وحتى مع أنفسنا».

وتضيف الطبيبة فيكتوريا ريفيل، الأستاذة المساعدة في النوم الانتقالي وعلم وظائف الأعضاء اليومية في مركز أبحاث النوم بجامعة سري: «سيؤثر هذا النقص في النوم على أدائك (الجسدي والعقلي)، وسلوكك، وسلامتك، ورفاهيتك في اليوم التالي».

إليك ما يحدث لجسمك بالضبط عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، والأهم من ذلك، كل ما يجب عليك فعله خطوة بخطوة لتُهيئ نفسك لليوم الذي تشعر فيه بالإرهاق.

كيف تؤثر قلة النوم على الجسم؟

توضح الدكتورة روزنزويغ، رئيسة مركز النوم ومرونة الدماغ في كلية كينجز كوليدج لندن: «بعد ليلة واحدة فقط من قلة النوم، عادةً ما نعاني من تباطؤ في التفكير، وضبابية في الانتباه، وصعوبات في الذاكرة والتحكم في المشاعر». وفي حين أن هذه الآثار الجانبية واضحة، إلا أن هناك أيضاً تحولات طفيفة في كيفية عمل دماغنا عندما نشعر بالتعب.

وقد أظهرت الأبحاث، بما في ذلك التي أجرتها الدكتورة روزنزويغ وفريقها، أن الحرمان من النوم يجعلنا أكثر عرضة لتفسير التفاعلات الاجتماعية بشكل أكثر سلبية مما قد نفعله في الظروف العادية، في حين نصبح أيضاً أقل كرماً، ودفئاً اجتماعياً، حسبما أوردت صحيفة «تلغراف» البريطانية.

كما تُشير إلى أن قلة النوم تُعطّل أجزاء الدماغ المسؤولة عن الحكم، والتعاطف، والتنظيم الذاتي، بالإضافة إلى التفكير المنطقي، وضبط النفس. وتضيف: «النتيجة هي نوع من تضييق المنظور: قد نشعر بأن العالم أكثر تهديداً، وأكثر تطلباً، وأقل قابلية للإدارة».

وإلى جانب الدماغ، تُشير الدكتورة روزنزويغ إلى أن قلة النوم تؤثر على هرموناتنا، ووظائفنا المناعية، ومستويات الالتهاب. فهي تزيد من مستوى الكورتيزول (أحد هرمونات التوتر الرئيسة)، وتُضعف تنظيم سكر الدم، وتُغير طريقة استجابتنا للألم. وتُضيف: «لا يُعتبر أيٌّ من هذا دراماتيكياً بمعزل عن العوامل الأخرى، ولكن التأثير التراكمي يتمثل في انخفاض القدرة على التحمّل، والشعور بعدم التناغم مع أنفسنا، ومع الآخرين».

ماذا تفعل عندما لا تنام؟

1. ممارسة الرياضة في الخارج

تقول الدكتورة روزنزويغ: «مع أننا لا نستطيع التخلص تماماً من الآثار العصبية الحيوية لقلة النوم خلال اليوم، إلا أنه يمكننا دعم التعافي بشكل فعّال، ليس عن طريق التعويض المفرط، بل من خلال تفعيل مسارات الجسم الطبيعية لإعادة التوازن».

وتُشير إلى أن إحدى طرق القيام بذلك هي القيام بنزهة قصيرة ولطيفة في الهواء الطلق خلال 90 دقيقة من الاستيقاظ، لأن ضوء الصباح هو أحد أقوى مُنظّمات إيقاعنا اليومي (ساعة الجسم التي تُنظّم النوم واليقظة على مدار 24 ساعة).

تقول الدكتورة روزنزويغ إن الخروج إلى الهواء الطلق يُساعد على تثبيط الميلاتونين المتبقي (الذي يُشعرنا بالنعاس) ويعزز السيروتونين (الذي يُعزز اليقظة)، مما يُحسّن المزاج، وصفاء الذهن. وتُضيف: «الحركة اللطيفة تُحفّز بشكل أكبر مُعدّلات عصبية رئيسة تُعزز اليقظة والتركيز».

2. تناول قهوتك في وقت مناسب

يمكن للكافيين، عند استخدامه بوعي، أن يُعاكس مؤقتاً ضغط النوم الناتج عن ارتفاع مستويات الأدينوزين في الدماغ، فالأدينوزين ناقل عصبي يُنتجه الدماغ، ويُسبب النعاس. ترتفع مستوياته على مدار اليوم، وتُرسل إشارة إلى الجسم عندما يحين وقت النوم. ثم يُطرد من الدماغ أثناء النوم. ولكن عندما لا ننام جيداً، فإنه يبقى موجوداً.

يمكن أن يُساعد الكافيين أولاً عن طريق حجب الأدينوزين، ثم عن طريق تحفيز الدماغ، مما يُقلل في النهاية من الشعور بالنعاس بعد ليلة مضطربة.

وتقول الدكتورة روزنزويغ: «المفتاح هو التوقيت: منتصف الصباح (بين الساعة 9:30 و11:30 صباحاً) هو الوقت الأمثل لمعظم الأفراد، لتجنب التداخل مع نوم الليلة التالية»، بينما تقول الدكتورة ريفيل: «من الأفضل تجنب الكافيين من وقت ما بعد الظهر فصاعداً. إنها تتمتع بنصف عمر طويل (5-6 ساعات)، وإذا شربتها في وقت متأخر من اليوم فقد تؤثر على بدء النوم».

3. تناول البيض على الفطور

تشير الدكتورة روزنزويغ إلى أن «قدرة الجسم على استقلاب الغلوكوز تصبح أقل كفاءة بعد الحرمان من النوم»، وهذا يعني أن الجسم يصبح أسوأ في التعامل مع الكربوهيدرات، ما يؤدي إلى ارتفاعات حادة في مستويات السكر في الدم، ثم انخفاضها، مما يدفعنا نحو ارتفاعات حادة، وانخفاض حاد في مستويات الطاقة. وتضيف: «يمكن أن يساعد تناول فطور غني بالبروتين ومنخفض السكر في الحفاظ على الطاقة». اختر عجة غنية بالخضراوات، وتجنب المعجنات، والخبز المحمص، والمربى، وحبوب الإفطار السكرية.

وتضيف الدكتورة روزنزويغ أن خيار الفطور الصحي سيدعم أيضاً إنتاج الناقلين العصبيين الدوبامين، والنورادرينالين، وهما ضروريان للتركيز، والتحفيز.

4. القيلولة – ولكن فقط إذا كان لا بد منها

عندما يتعلق الأمر بالاستمرار طوال اليوم مع قلة النوم، فإن الإجابة عما إذا كان يجب أن تأخذ قسطاً من النوم هي «يفضل لا»، حسبما تقول الدكتورة روزنزويغ «ولكن إذا كان الشخص بحاجة لأن يكون يقظاً ولديه يوم طويل أمامه، فإن (قيلولة قصيرة) لا تزيد عن 20 دقيقة يمكن أن تستعيد وضوح التفكير، وتقلل من تقلب المزاج العاطفي»، كما تقول.

وبجانب مدة القيلولة، فإن توقيتها أيضاً مهم، «فمنتصف النهار المبكر يتوافق مع الانخفاض الطبيعي في يقظة الجسم، وهو الأقل احتمالاً لأن يعوق النوم لاحقاً في الليل»، كما تشير الدكتورة روزنزويغ. وتقول الدكتورة ريفيل: «إذا كنت تريد أخذ قيلولة تعويضية فيمكنك فعل ذلك بعد الغداء»، لكنها تضيف أن عليك التأكد من ضبط منبه؛ لتمنع نفسك من النوم لفترة طويلة جداً.

5. شرب الكثير من الماء والحركة بانتظام

حتى الجفاف الطفيف يساهم في الشعور بالتعب، فكمية السوائل التي يجب أن نشربها تختلف من شخص لآخر، وتعتمد على مستوى النشاط، ولكن يُنصح باستهداف نحو 2 إلى 2.5 لتر في اليوم على أنه دليل تقريبي.

ولتنشط نفسك خلال اليوم، تأكد من القيام بالحركة بانتظام. «الحركة الدورية، المشي القصير، وبعض التمدد يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ»، تضيف الدكتورة روزنزويغ.

6. اذهب إلى الفراش في وقتك المعتاد

هناك إغراء لتصحيح قلة النوم في الليلة السابقة عن طريق الذهاب إلى الفراش قبل موعدك المعتاد بساعات، لمحاولة «تعويض» ما فاتك من النوم. ومع ذلك، تقول الدكتورة ريفيل إن الطريقة الأكثر فعالية لاستعادة نومك الطبيعي هي الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت الذي تنام فيه عادةً. وتُشير إلى أن «الحفاظ على نمط نوم منتظم أمر بالغ الأهمية لضمان نوم كافٍ وجيد».

وللحصول على أفضل فرصة لنوم عالي الجودة، توصي الدكتورة روزنزويغ بتقليل المنبهات في الساعة التي تسبق النوم، مثل عدم مشاهدة التلفزيون، أو النظر إلى هاتفك، لمساعدة الجسم على الدخول في نوم أعمق، وأكثر انتعاشاً. وتوضح قائلةً: «النوم ليس حالة سلبية، بل هو عملية ديناميكية ومنسقة تُصقل أفكارنا، وتُثبّت مشاعرنا، وتُهيئنا لمواجهة العالم بهدوء وذكاء. وعندما نفقد النوم، يفقد بعضٌ من هذه النعمة مؤقتاً. ولكن من خلال العمل بتناغم مع بنيتنا البيولوجية بدلاً من معارضتها، يُمكننا استعادة الكثير مما فقدناه، والمضي قدماً بهدوء مُتجدد».


مقالات ذات صلة

6 آثار جانبية لتناول الشمندر النيئ

صحتك يُعد تناول الشمندر النيئ آمناً بشكل عام عند تناوله باعتدال (بيكسباي)

6 آثار جانبية لتناول الشمندر النيئ

يُعد تناول الشمندر النيئ آمناً بشكل عام عند تناوله باعتدال، مع أنه قد يُسبب الغازات والانتفاخ لدى بعض الأشخاص، أو يُغير لون البول والبراز إلى وردي أو مُحمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول كمية بسيطة من زيت الزيتون على معدة فارغة قد يساعد على تخفيف الإمساك (بكسلز)

هل تناول جرعة من زيت الزيتون يومياً هو السر لتحسين الصحة؟

قال موقع «هيلث» إن الأنظمة الغذائية الغنية بزيت الزيتون رُبطت بعمر أطول وأكثر صحة وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن تناوله كجرعة يومية ليس ضرورياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك علاج فقر الدم يعتمد عادة على مكمِّلات الحديد الغذائية (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ)

مكمّل غذائي من الشوفان لعلاج فقر الدم

طوّر فريق بحثي من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ مكمّلاً غذائياً جديداً قادراً على علاج نقص الحديد وفقر الدم بفاعلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك عدد من حبوب الصداع (أرشيفية - أ.ف.ب)

مسكنات الصداع قد تكون هي نفسها سبباً في حدوثه

قد تكون أدوية الصداع التي نتناولها سبباً في الصداع في الواقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الرقائق الدماغية قد تغيِّر شكل الطب الذي نعرفه (أ.ف.ب)

رقائق الدماغ... هل تُغيِّر شكل مستقبل الطب؟

نجح أطباء عدَّة في زرع رقائق كومبيوتر صغيرة داخل جسم الإنسان، لإعادة وظائف أساسية، مثل الرؤية والحركة والكلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

6 آثار جانبية لتناول الشمندر النيئ

يُعد تناول الشمندر النيئ آمناً بشكل عام عند تناوله باعتدال (بيكسباي)
يُعد تناول الشمندر النيئ آمناً بشكل عام عند تناوله باعتدال (بيكسباي)
TT

6 آثار جانبية لتناول الشمندر النيئ

يُعد تناول الشمندر النيئ آمناً بشكل عام عند تناوله باعتدال (بيكسباي)
يُعد تناول الشمندر النيئ آمناً بشكل عام عند تناوله باعتدال (بيكسباي)

يُعد تناول الشمندر النيئ آمناً بشكل عام عند تناوله باعتدال، مع أنه قد يُسبب الغازات والانتفاخ لدى بعض الأشخاص، أو يُغيّر لون البول والبراز إلى وردي أو مُحمر. قد تحدث مضاعفات أخرى أكثر خطورة عند تناول كميات كبيرة من الشمندر، بما في ذلك حصوات الكلى والنقرس وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم.

1. احمرار البول والبراز

البيلة البنجرية هي تغير لون البول والبراز إلى وردي أو مُحمر مؤقت، وهو أمر غير ضار، بعد تناول الشمندر. تحدث عندما لا يتم تحلل صبغة في الشمندر، تُسمى البيتالين، بشكل كامل في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى إخراج الفائض منها في البول والبراز.

لا يُصاب كل من يتناول الشمندر بالبيلة البنجرية. ويمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي الطبيعي للبيتالين، بما في ذلك:

  • ارتفاع حموضة المعدة
  • اضطرابات سوء الامتصاص، مثل الداء البطني أو داء كرون
  • نقص الحديد
  • تناول أطعمة غنية بالأوكسالات، مثل السبانخ والصويا والشوكولاته

على الرغم من أن بيلة البنجر غير ضارة تماماً، فإنها قد تسبب ضيقاً؛ إذ يُخطئ بسهولة في تشخيصها على أنها دم في البول (بيلة دموية) أو دم في البراز (تغوط دموي).

2. عسر الهضم

يحتوي البنجر على تركيزات عالية من الكربوهيدرات قصيرة السلسلة المعروفة باسم فودماب (السكريات القليلة التعدد القابلة للتخمر، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، والبوليولات). تُهضم هذه الكربوهيدرات بشكل سيئ، وتتخمر بواسطة الميكروبات في الأمعاء الغليظة، مما يؤدي إلى أعراض مثل:

  • الغازات
  • الانتفاخ
  • ألم أو تقلصات في البطن
  • الغثيان
  • الإسهال أو الإمساك

3. انخفاض ضغط الدم

يتناول الناس أحياناً البنجر كعلاج تكميلي لارتفاع ضغط الدم، فهو غني بالنترات التي يحولها الجسم إلى غاز أكسيد النيتريك، الذي بدوره يُحفّز توسع الأوعية الدموية، مما يزيد من تدفق الدم ويساعد على خفض ضغط الدم.

في حال الإفراط في تناول الشمندر، يُمكن أن يُسبب توسعاً مفرطاً للأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم وهذا ينطبق بشكل خاص على كبار السن.

تشمل أعراض انخفاض ضغط الدم ما يلي:

  • الدوخة أو الدوار
  • الضعف أو التعب
  • الصداع
  • الغثيان
  • عدم وضوح الرؤية

إذا كنت تعاني من انخفاض ضغط الدم مسبقاً، فلستَ مضطراً بالضرورة إلى تجنب الفوائد الصحية للشمندر. بدلاً من ذلك، تناول كميات أقل وراقب ضغط دمك لضمان بقائه ضمن المستويات الآمنة.

4. حصوات الكلى

يُعد الشمندر مصدراً غنياً لمركب طبيعي يُسمى الأوكسالات، ويحتوي على نحو 76 ملليغراماً من الأوكسالات لكل نصف كوب.

بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء، لا تُشكل الأوكسالات الغذائية مصدر قلق. ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص المعرضين لحصوات الكلى، قد يؤدي الإفراط في تناول الشمندر إلى تبلور الأوكسالات وتكوين حصوات.

إذا كان لديك تاريخ من حصوات الكلى، فحد من تناول الأوكسالات إلى ما لا يزيد على 40 إلى 50 ملليغراماً يومياً، وتشير الدراسات إلى أن زيادة قدرها 5 ملليغرامات فقط يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى بمقدار الضعف.

5. النقرس

يحتوي الشمندر على مركبات تُسمى البيورينات، التي قد تُساهم في الإصابة بالنقرس، وهو شكل التهابي من التهاب المفاصل.

يُنتج حمض اليوريك عندما يُحلل الجسم البيورينات. إذا كانت نسبة حمض اليوريك في الدم مرتفعة جداً، إما لأن الجسم يُنتج كمية كبيرة منه أو لأن الكلى لا تُصفّيه بما يكفي، فقد تبدأ بلورات حمض اليوريك بالتشكل والاستقرار في المفاصل، مما يُثير استجابة التهابية.

تشمل أعراض النقرس ما يلي:

  • ألم مفاجئ وشديد في المفاصل، غالباً في إبهام القدم.
  • تورم واحمرار ودفء في المفصل.
  • ألم يزداد سوءاً مع الحركة.

على الرغم من أن البنجر ليس مصدراً غنياً بالبيورينات (نحو 9 ملغ لكل ¾ كوب)، فإنه قد يزيد من خطر الإصابة بنوبة النقرس إذا تم استهلاكه بكميات زائدة.

بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخ من النقرس، يُوصي الخبراء عموماً بالحد من تناولهم اليومي للبيورينات إلى ما لا يزيد على 200 ملغ من جميع المصادر.

6. إصابات الكلى.

بصفته نباتاً جذرياً، يمكن أن تتراكم في البنجر معادن ثقيلة مثل الكادميوم والرصاص والزئبق إذا زُرع في تربة ملوثة بالمعادن. يكون خطر التلوث المعدني هو الأكبر حول المنشآت الصناعية والمناجم وفي الحدائق الحضرية في المجتمعات الفقيرة.

أظهرت الدراسات أن البنجر، بعد الجزر، يحتوي على أعلى كميات من المعادن الثقيلة بين الخضراوات. إذا تم استهلاك هذه الخضراوات الملوثة بكميات كبيرة و(أو) على مدى فترة طويلة، فقد تؤدي إلى أعراض ومضاعفات التسمم المعدني.

من الأمثلة على ذلك:

  • يمكن أن يؤدي التسمم بالكادميوم إلى فقر دم حاد، وحصوات الكلى، وفشل كلوي، واضطرابات في العظام مثل هشاشة العظام.
  • يمكن أن يؤدي التسمم بالرصاص إلى فقر الدم، وأعراض عصبية (مثل الصداع، وتقلبات المزاج، ومشاكل في الرؤية، ونوبات)، وفشل كلوي.
  • يمكن أن يؤدي التسمم بالزئبق أيضاً إلى تلف الكلى، وفشل كلوي، وأعراض عصبية.

لتجنب الأطعمة الملوثة بالمعادن، قشّر واغسل المنتجات جيداً واختر المنتجات العضوية كلما كان ذلك ممكناً.


هل تناول جرعة من زيت الزيتون يومياً هو السر لتحسين الصحة؟

تناول كمية بسيطة من زيت الزيتون على معدة فارغة قد يساعد على تخفيف الإمساك (بكسلز)
تناول كمية بسيطة من زيت الزيتون على معدة فارغة قد يساعد على تخفيف الإمساك (بكسلز)
TT

هل تناول جرعة من زيت الزيتون يومياً هو السر لتحسين الصحة؟

تناول كمية بسيطة من زيت الزيتون على معدة فارغة قد يساعد على تخفيف الإمساك (بكسلز)
تناول كمية بسيطة من زيت الزيتون على معدة فارغة قد يساعد على تخفيف الإمساك (بكسلز)

قال موقع «هيلث» إن الأنظمة الغذائية الغنية بزيت الزيتون رُبطت بعمر أطول وأكثر صحة وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن تناوله كجرعة يومية ليس ضرورياً.

وأضاف أن تناول زيت الزيتون بانتظام قد يحمي من العديد من الحالات الصحية الشائعة، بما في ذلك أمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني لعدة أسباب:

1. مضاد للالتهابات

يحتوي زيت الزيتون على دهون أحادية غير مشبعة تُسمى حمض الأوليك، تتميز بخصائص قوية مضادة للالتهابات.

وقالت كيلي جونز، اختصاصية تغذية رياضية: «زيت الزيتون غني أيضاً بالبوليفينولات، وهي فئة من المواد الكيميائية النباتية ذات تأثيرات مضادة للأكسدة».

وهذه الدهون الأحادية غير المشبعة، بالإضافة إلى مركبات أخرى موجودة في زيت الزيتون، مثل مضادات الأكسدة الكاروتينية، قد تقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل تصلب الشرايين.

2. يحمي من داء السكري من النوع الثاني

اتباع نظام غذائي غني بزيت الزيتون قد يحمي من داء السكري من النوع الثاني، ويرتبط تناول 25 غراماً من زيت الزيتون يومياً بانخفاض خطر الإصابة به بنسبة 22 في المائة.

3. يساعدك على عيش حياة أطول وأكثر صحة

قد يساعدك استبدال الدهون مثل الزبدة والسمن النباتي بزيت الزيتون على عيش حياة أطول وأكثر صحة.

والأشخاص الذين يستهلكون أكثر من 30 غراماً من زيت الزيتون يومياً يكونون أقل عرضة للوفاة من جميع الأسباب بنسبة 20 في المائة، وأقل عرضة للوفاة بالسرطان بنسبة 23 في المائة، وأقل عرضة للوفاة بأمراض القلب بنسبة 25 في المائة، مقارنةً بالأشخاص الذين يستهلكون 15 غراماً أو أقل يومياً. كما أن تناول زيت الزيتون قد يُعزز الوظائف الإدراكية ويمنع التدهور المعرفي.

هل من فوائد صحية في شرب زيت الزيتون؟

وعلى الرغم من أن الكثيرين يدّعون أن شرب زيت الزيتون له فوائد فريدة، فإنه لا توجد حالياً أي أبحاث تُثبت أن شربه على معدة فارغة أفضل من تناوله بالطرق التقليدية، مثل رشّه على السلطات.

خضراوات وفواكه وزيت الزيتون (جامعة هارفارد)

وأوضحت جونز: «في حين أن الأبحاث لا تدعم حتى الآن فوائد شرب زيت الزيتون مباشرةً مقارنةً بإضافته بطرق أخرى، فإنه قد تكون هناك اختلافات بين تناول زيت الزيتون الطازج وزيت الزيتون المُسخّن».

أيهما أفضل زيت الزيتون الطازج أم المُسخّن؟

وبحسب الدراسات يمكن أن ينخفض ​​محتوى الفينول في زيت الزيتون الطازج بنسبة 40 % عند تسخينه على 120 درجة مائوية وينخفض إلى 75 % عند 170 درجة مائوية ما يوازي مع 15 إلى 60 دقيقة من الطهي.

وقد يكون تناول جرعة من زيت الزيتون أسهل لبعض الأشخاص لتناول هذا الزيت الصحي، حيث قالت جونز: «قد تكون جرعة زيت الزيتون مباشرة طريقة سريعة وسهلة لضمان تناول كمية كافية من الدهون الأحادية غير المشبعة، تماماً كما يتناول الكثيرون مكملات أوميغا 3 عبر زيت الزيتون مباشرة أو أقراص بدلاً من تناول الأسماك الدهنية بانتظام».

ويُعتبر زيت الزيتون دهوناً صحية، وهو آمن بشكل عام للاستهلاك، بما في ذلك كجرعة، ولكن هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة لتناول زيت الزيتون مباشرة؛ فقد يحدث اضطراب في الجهاز الهضمي عند تناوله على معدة فارغة، وقد يسبب زيادة الوزن مع مرور الوقت، وبشكل عام، ليس من الضروري تناول زيت الزيتون كجرعة بدلاً من مزجه مع أطعمة صحية أخرى.


مكمّل غذائي من الشوفان لعلاج فقر الدم

علاج فقر الدم يعتمد عادة على مكمِّلات الحديد الغذائية (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ)
علاج فقر الدم يعتمد عادة على مكمِّلات الحديد الغذائية (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ)
TT

مكمّل غذائي من الشوفان لعلاج فقر الدم

علاج فقر الدم يعتمد عادة على مكمِّلات الحديد الغذائية (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ)
علاج فقر الدم يعتمد عادة على مكمِّلات الحديد الغذائية (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ)

طوّر فريق بحثي من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ مكمّلاً غذائياً جديداً قادراً على علاج نقص الحديد وفقر الدم بفاعلية تفوق ضعف فاعلية المكمِّلات التقليدية.

وأوضح الباحثون أن المكمِّل يعتمد على ألياف بروتين الشوفان النانوية المغلّفة بجسيمات الحديد، وهي تركيبة يسهل إنتاجها، ويمتصها الجسم بسرعة وكفاءة عاليتين، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «Nature Food».

ويُعد فقر الدم من أكثر اضطرابات الدم شيوعاً، ويحدث عندما يقل مستوى الهيموغلوبين في الدم عن المعدل الطبيعي؛ ما يؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الأنسجة. ويُعد نقص الحديد السبب الأكثر شيوعاً لهذه الحالة، خصوصاً بين النساء في سن الإنجاب؛ إذ تؤدي الحاجة العالية للحديد خلال الدورة الشهرية والحمل إلى الإرهاق المستمر، والصداع المزمن، وضعف المناعة، والشعور بالدوار والخمول.

ويعتمد العلاج عادة على مكمِّلات الحديد الغذائية أو حقن الحديد في الحالات الشديدة، غير أن امتصاص الجسم للحديد التقليدي غالباً ما يكون محدوداً؛ ما يجعل الحاجة إلى حلول أكثر كفاءة أمراً ضرورياً.

ويتميّز المكمِّل المبتكر بكونه نباتياً بالكامل؛ إذ يعتمد على ألياف بروتين الشوفان النانوية، كما أنه خالٍ من الطعم واللون؛ ما يسهل دمجه في الأطعمة والمشروبات من دون التأثير على النكهة أو المظهر. ويُعد أيضاً مناسباً للنباتيين الذين يعانون عادة من نقص الحديد بسبب صعوبة امتصاص الحديد من مصادر نباتية مقارنةً بالمصادر الحيوانية.

أما عن آلية عمله، يوضح الفريق أن المكمِّل الجديد يعمل على تحسين امتصاص الحديد في الجهاز الهضمي بفضل البنية النانوية للألياف البروتينية التي تغلّف جسيمات الحديد؛ ما يتيح امتصاصاً تدريجياً ومنظّماً للعُنصر داخل الأمعاء، وتؤدي هذه التقنية لزيادة مستويات الهيموغلوبين والفيريتين في الدم بسرعة واستقرار أكبر مقارنة بالمكمِّلات التقليدية.

وأظهرت التجارب السريرية التي أُجريت على 52 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عاماً، ويعانين من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، أن امتصاص الجسم للحديد من المكمّل الجديد كان يقارب ضعف امتصاصه من المكمّلات التقليدية. كما بينت النتائج أن هذا الأسلوب يقلل من الآثار الجانبية الهضمية الشائعة، مثل اضطرابات المعدة والإمساك؛ ما يعزز الالتزام بالعلاج.

وأشار الباحثون إلى أن الخصائص الحسية للمكمّلات تلعب دوراً محورياً في قبول المستهلكين لها، مؤكدين أن المكمِّل يمكن تناوله بإذابته في الماء أو العصير، أو إضافته إلى الأطعمة مثل حبوب الإفطار، مع تحقيق أفضل امتصاص عند تناوله مذاباً في الماء.

وبحسب الدراسة، يحمل المكمِّل الجديد براءة اختراع أوروبية وأميركية؛ إذ سبق للفريق تطوير التقنية باستخدام بروتينات حيوانية قبل توسيعها لتشمل مصادر نباتية.

ويأمل الباحثون أن تفتح هذه التقنية الباب أمام تطوير مكمِّلات غذائية غنية بعناصر أخرى مثل الزنك والسيلينيوم، في خطوة تمثل نقلة نوعية نحو حلول غذائية أكثر فاعلية واستدامة لمشكلة نقص المغذيات الدقيقة حول العالم.